"ريمديسيفير" عقار كورونا الذي حير العلماء.. "له ما له وعليه ما عليه"

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020 12:00 ص
"ريمديسيفير" عقار كورونا الذي حير العلماء.. "له ما له وعليه ما عليه"

عقار الريمديسفير الذى دخل ضمن خطه علاجات فيروس كورونا مازال يمثل حالة من الحيرة للعلماء والباحثين بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية فى نوفمبر الماضى أن عقار ريمديسفير المضاد للفيروسات لا ينبغى استخدامه لعلاج مرضى كورونا بغض النظر عن مدى خطورة مرضهم لأنه "ليس له تأثير مهم" على فرص النجاة بعد أن أظهرت بعض النتائج الأولية الواعدة فى المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة، أنه "لا يوجد دليل قائم على البيانات المتاحة حاليًا على أنه يحسن النتائج المهمة للمريض".

ولكن جاءت حاله مريض مصاب بفيروس كورونا من الحالات النادرة للغاية لتعطى أمل جديد لهذا العقار أتاحت حالته النادرة فرصة فريدة لدراسة وظيفة الأدوية المضادة للفيروسات.

 

وفقا لتقرير لصحيفة ديلى ميل البريطانية عانى رجل يبلغ من العمر 31 عامًا مصابًا بفيروس كورونا أعراضًا غير عادية بسبب اضطراب وراثى يسمى XLA، مما منعه من صنع أجسام مضادة لمكافحة العدوى، تم إدخال المريض مرتين إلى المستشفى مع تأكيد إصابته بكورونا، مع أعراض معتدلة ولكن مستمرةكانت حالته مستقرة لكنها لم تتحسن من تلقاء نفسها، فى كلتا الحالتين، أدى العلاج بـريمديسفير بسرعة إلى تحسن فى حالته وسمح له بالخروج من المستشفى.

يقول الباحثون أن عدم قدرة المريض على إنتاج الأجسام المضادة قدم نظرة ثاقبة فريدة لعمل الدواء فى مرضى كوفيد -19 وكتبوا فى مجلة Nature Communications أنه من المحتمل أن يكون لـريمديسفير خصائص مضادة للفيروسات ويمكن أن تكون فعالة للغاية بالنسبة لبعض المرضى. 

تم تطوير ريمديسفير فى البداية لعلاج التهاب الكبد C ثم أعيد استخدامه كعلاج محتمل للإيبولا، نظرًا للتشابه فى هياكل هذه الفيروسات مع SARS-CoV-2، الفيروس الذى يسبب كورونا ، يأمل الخبراء أنه قد يكون قادرًا على المساعدة محاربة الوباء الحالى، ولكن حتى الآن لا يوجد إجماع حول ما إذا كانت فعالة أم لا، حيث أظهرت التجارب السريرية نتائج مختلطة.

ومع ذلك، قال الدكتور جيمس ثافينثيران من وحدة علم السموم فى جامعة كامبريدج:" كانت هناك دراسات مختلفة تدعم أو تشكك فى فعالية ريمديسفير، لكن بعض تلك التى أجريت خلال الموجة الأولى من العدوى قد لا تكون مثالية لتقييم خصائصه المضادة للفيروسات، فتعود الوفيات إلى مجموعة من العوامل، من المحتمل أن تشمل التكاثر الفيروسى غير الخاضع للرقابة، والأهم من ذلك، استجابة الجهاز المناعى، مضيفا أن التجربة السريرية التى تنظر فقط فى تأثير الريمدسفير على معدل الوفيات ستواجه صعوبة فى التمييز بين هذين العاملين هذا يحد من قدرتنا على طرح السؤال البسيط: ما مدى فائدة الريمسفير كمضاد للفيروسات؟.

وأكد أن مضاد الفيروسات هو مادة كيميائية تقضى على الفيروس بشكل فعال، قدمت الحالة الفردية للمريض البالغ من العمر 31 عامًا فرصة مثالية للباحثين لتقييم الخصائص المضادة للفيروسات للدواء.

 

فمنعته حالته الوراثية من صنع أجسام مضادة كافية لمحاربة المرض، وبالتالى عندما توقف مسار مرضه، ولم يتحسن أو يزداد سوءًا بمرور الوقت وعدم قدرته على تصنيع الأجسام المضادة قد يكون قد أنقذ حياته لأنه فى الحالات الشديدة من فيروس كورونا، حيث يتم إدخال المرضى إلى وحدة العناية المركزة ولكن فى هذه المرحلة من المرض، بدأ الجهاز المناعى للمريض فى التعطل وأخذ فى زيادة السرعة الهدف من ذلك هو تدمير الفيروس، ولكن بمجرد أن يخرج عن السيطرة، تهاجم الاستجابة المناعية الجسم نفسه، مسببة الالتهاب يُعرف هذا فى مرضى كورونا باسم عاصفة السيتوكين ويمكن أن يكون قاتلًا أن عدم وجود مثل هذه الاستجابة المناعية لدى المريض صاحب الحالة النادرة يعنى أن هذا لم يحدث أبدًا.

ونتيجة لذلك، ظهر المرض على أنه أعراض طويلة ومعتدلة، ولم تتحسن أو تزداد سوءًا عند عدم علاجها عانى فى البداية من الحمى والسعال والغثيان والقيء وأثبتت إصابته بفيروس كورونا فى اليوم التاسع عشر من الأعراض استمرت الأعراض، وفى اليوم الثلاثين نُقل إلى المستشفى، حيث أُعطى أكسجين إضافى بسبب صعوبات فى التنفس على غير العادة، استمرت الحمى والتهاب الرئتين لمدة تزيد عن 30 يومًا، ولكن دون التسبب فى مشاكل شديدة فى التنفس أو الانتشار إلى أعضاء أخرى.

تم علاجه فى البداية بهيدروكسى كلوروكوين وأزيثروميسينوهما دواءان تم اقتراحهما فى وقت مبكر من الوباء كعلاجين محتملين - لكنهما كانا غير فعالين، تم إيقاف هذا العلاج فى اليوم 34 وأعطى له دورة علاج ريمديسفير كان التحسن فى حالته سريعًا، وبعد 36 ساعة فقط تحسنت الحمى، وكذلك ضيق التنفس كما توقف الغثيان والقيء وسرعان ما أُخذ منه الأكسجين الإضافى وكشفت ملاحظات أخرى أن الالتهاب آخذ فى الانخفاض وأن جهازه المناعى كان يتعافى وكان التلف فى الرئتين يتلاشى، وفى اليوم 43 من مرضه، خرج من المستشفى ولكن بعد أسبوع عادت أعراضه وتأكدت إصابته وتم نقله إلى المستشفى فى اليوم 54تم القضاء على التحسن الذى شوهد سابقًا ومن ثم تم إعطاؤه دورة علاجية مدتها عشرة أيام تحسنت حالته مرة أخرى وخرج من المستشفى بعد أقل من أسبوعين من بدء نوبته الثانية من علاج ريمديسفير وجد الباحثون أنه مع تحسن حالته خلال فترتى العلاج، انخفضت مستويات الفيروس فى جسمه، وأضاف الدكتور نيكولاس ماثيسون من جامعة كامبريدج:" أعطتنا الحالة غير العادية لمريضنا نظرة ثاقبة نادرة حول فعالية ريمديسفير كعلاج لعدوى فيروس كورونا."

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة