موجة ثالثة تهدد أوروبا.. نصف مليون حالة وفاة بكورونا بالقارة العجوز

السبت، 19 ديسمبر 2020 12:04 ص
موجة ثالثة تهدد أوروبا.. نصف مليون حالة وفاة بكورونا بالقارة العجوز

تجاوزت أوروبا نصف مليون حالة وفاة بفيروس كورونا، أمس الخميس، وهى المنطقة الأولى فى العالم التى تصل إلى هذا الرقم الكبير، منذ أكتوبر الماضى، وأصبحت أوروبا مرة أخرى بؤرة للوباء، حيث سجلت فى الأيام الأخيرة أرقامًا قياسية، وتم تسجيل 30 ألف إصابة فى ألمانيا خلال الـ 24 ساعة الماضية، فضلا عن إصابة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بكوفيد 19.

وقالت وسائل إعلام فرنسية، إنه هناك اشتباه بإصابة عدد من المسئولين الأوروبيين الذين تعاملوا مع ماكرون، وأدى إعلان إصابة الرئيس الفرنسى إلى قيام العديد من القادة الأوروبيين، بمن فيهم رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيز، ورئيس الوزراء البرتغالى، أنطونيو كوستا، بعزل أنفسهم وقائيًا.

فى المنطقة الأوروبية (من البرتغال إلى روسيا وأذربيجان)، تم تسجيل ما لا يقل عن 500.069 حالة وفاة، من بين أكثر من 23 مليون إصابة معلن عنها، وهو عدد من الوفيات يتجاوز عدد الوفيات فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى (477000 حالة وفاة) والولايات المتحدة وكندا (321000).

وتسببت الزيادة فى الإصابات فى قيود أكثر صرامة فى العديد من الدول الأوروبية، فى حين سجلت الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا من الوباء حالات وفاة تجاوزت 300 ألف حالة

خبراء يحذرون من موجة ثالثة

رأى أخصائى الوبائيات فى جامعة بيزا، المنسق العلمى لفريق عمل مقاطعة بوليا لحالة طوارئ كوفيد 19، بييرلويجى لوبالكو، أن "الموجة الثالثة لوباء كورونا مؤكدة، فى ظل غياب تدابير وقائية مناسبة".

 

وقال عالم الأوبئة الإيطالى فى تصريحات لمجموعة أدنكرونوس الإعلامية الإيطالية إن "الأسس العلمية بسيطة: على الرغم من الموجتين، تبقى نسبة السكان التى لا تزال عرضة للعدوى عالية للغاية".

وأشار لوبالكو إلى أن "فيروس كورونا لا يزال يمتلك مراع نضرة يترعرع فيها"، مبينا أنه "لتحديد ما إذا كانت هناك موجة ثالثة، يجب أولاً توضيح ما نتحدث عنه، فنحن لا نزال فى خضم الموجة الثانية، وعلى الرغم من أننا فى مرحلة منحنى يميل للهبوط، إلا أنه فى ظل وجود تخفيف إجراءات الاحتواء فإن احتمال أن يعود منحنى العدوى للصعود يبقى مرتفعًا للغاية".

وأشار أخصائى الوبائيات إلى أنه "فى هذه الحالة يمكننا أن نواجه موجة ثالثة كتمديد بسيط للثانية". واختتم بالقول "إذا تمكنا من ناحية أخرى، من احتواء الموجة الثانية وإيصال مستوى الإصابات إلى ما كان عليه أوائل الصيف الماضي، فعندها سيمكننا البت بإمكانية تجنب موجة ثالثة من خلال البدء المتزامن لبرنامج التلقيح.

أوروبا تغلق أبوابها فى عيد الميلاد بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا

قررت بعض الدول الأوروبية إغلاق أبوابها فى عطلات عيد الميلاد وفرض قيود صارمة، بعد شهور من الإجراءات الخفيفة، واختارت الحكومة الهولندية الإغلاق والقيود بسبب زيادة الإصابات وخطر تشبع المستشفيات وبالتالى تنضم إلى البلدان الأخرى.

فرنسا

قال رئيس الوزراء الفرنسى ،جان كاستكس، إنه لا يمكنه ضمان إعادة فتح الحانات والمطاعم فى 20 يناير كما أعلن سابقًا، وأصر على أن الإجراء سيعتمد على الوضع الوبائي. كما أصر رئيس الحكومة الفرنسية على تحذيره من أن فترة عيد الميلاد "تفضى إلى تسريع انتشار الفيروس"، وهو الخوف الذى دفع السلطة التنفيذية بالفعل إلى الإبقاء على حظر التجول الليلى فى 31 ديسمبر لتجنب الاجتماعات.

ويعد قطاع المطاعم من أكثر القطاعات تضرراً من أزمة فيروس كورونا فى الموجة الثانية. بالفعل فى أكتوبر أجبرهم حظر التجول فى المدن الكبرى على الإغلاق فى الساعة 9:00 مساءً، ومع الحجز اضطروا إلى خفض الستارة تمامًا فى 30 أكتوبر.

ألمانيا

وتدخل ألمانيا الحصار الشديد المتفق عليه بين الحكومة الألمانية والولايات الفيدرالية الـ16 حيز التنفيذ وسيستمر حتى 10 يناير المقبل، وتشمل الإجراءات التقييدية إغلاق المحلات والمدارس غير الضرورية والتى تضاف إلى وقف النشاط السارى منذ بداية نوفمبر فى قطاعات الترفيه والرياضة والثقافة وفن الطهي. يتم الحفاظ على الحد الأقصى لخمسة أشخاص من عنوانين فى الاجتماعات الخاصة - والتى لا تشمل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا فى الحساب - وفى عيد الميلاد، بين 24 و 26 ديسمبر، يمكن تمديد الاجتماعات إلى أربعة أشخاص آخرين ، أيضا من منازل أخرى.

إيطاليا

أعلن رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبى كونتى، أنه سيتم تقديم المزيد من الإجراءات التقييدية لموسم عيد الميلاد، على الرغم من أنه لن يكون هناك حبس كامل كما هو مرسوم فى ألمانيا، فى مقابلة نشرت اليوم فى صحيفة "لا ستامبا".

وأشار إلى أنه "فى ضوء اقتراحات اللجنة العلمية التقنية، هناك حاجة الآن لمزيد من الإجراءات التقييدية. نحن نفكر فى ذلك فى هذه الساعات. يجب أن نتجنب موجة ثالثة بأى ثمن، لأنها ستكون مدمرة أيضًا من حيث الخسائر فى الأرواح البشرية".

وبحسب بعض وسائل الإعلام، سيحاولون تمديد حظر التجول أو إغلاق المطاعم والأماكن خلال العطلات. فيما يتعلق بكون إيطاليا الدولة الأوروبية التى تضم أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا ، أوضح كونتى أن "هذا السجل المحزن يعتمد على حقيقة أن المؤشر يتباطأ بشكل أبطأ مما هو عليه فى البلدان الأخرى التى فرضت الحصار وعلى عتبة العمر. السكان وعوامل أخرى.

بلجيكا

بلجيكا، بدأت الإصابات بالارتفاع بعد أسابيع من التراجع، لا تستبعد تشديد قيودها قبل عيد الميلاد بعد أن أعلنت دول حدودية مثل ألمانيا وهولندا أنها ستغلق المدارس والمتاجر لوقف انتشار فيروس كورونا. وقال يوم الثلاثاء فى المحطة "إذا لزم الأمر، لن نضطر فقط إلى تطبيق الإجراءات الحالية بشكل أكثر صرامة، ولكن أيضا القيام بأشياء جديدة هنا وهناك حتى يتبع الناس القواعد الأساسية".

بدء لقاح كورونا ونجاح ضغوط ألمانيا

يبدو أن ضغوط ألمانيا قد نجحت فى دفع الهيئة الأوروبية للأدوية لتقديم موعد تقريرها بشأن التصريح باستخدام لقاح بيونتيك- فايزر، والبدء بالتطعيم فبل عيد الميلاد. وأبدت ميركل عن ارتياحها لإمكانية بدء التطعيم الأسبوع المقبل.

أعلنت الهيئة الأوروبية للرقابة على الأدوية فى أمستردام أنها ستطرح تقريرها بشأن التصريح بلقاح كورونا من إنتاج شركتى فايزر الأمريكية وبيونتيك الألمانية، فى 21 من الشهر الجارى أى قبل ثمانية أيام من الموعد الذى كان مقررا سلفا.

ويأتى ذلك بعد أنباء عن ممارسة ألمانيا ضغوطا على الهيئة للإسراع فى إصدار تقريرها والتصريح باستخدام اللقاح، حيث نقلت صحيفة "بيلد" الألمانية عن مصادر مقربة من الحكومة الألمانية قولها إن مكتب المستشارة أنجيلا ميركل ووزارة الصحة الألمانية يضغطان على كل من الهيئة الأوروبية للأدوية والاتحاد الأوروبى لكى تتم الموافقة على استخدام هذا اللقاح بحلول 23 ديسمبر وليس 29 من الشهر ذاته، كما كان مقررا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة