بعد فتوى الأزهر بتحريم الانضمام لجماعة الإخوان.. هل تتحرك هيئة كبار العلماء؟

الإثنين، 21 ديسمبر 2020 11:00 ص
بعد فتوى الأزهر بتحريم الانضمام لجماعة الإخوان.. هل تتحرك هيئة كبار العلماء؟
الاخوان

أثارت فتوى مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية بشأن مشروعية الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، حالة من السجال السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض متأخرة بينما اعتبرها الآخر انتصاراً للوطن. 
 
وجاء في نص الفتوى الأخيرة، ن الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، وغيرها من الجماعات الإرهابية محرم شرعًا، مستدلا بأن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، فقال تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ"، كما نهى سبحانه عن الفرقة والاختلاف فقال سبحانه "إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم فى شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون".
 
وأوضح مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم الله عن الابتعاد عن أى طريق يصرف الناس عن اتباع الحق فقال تعالى: "وأن هذا صراطى مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"، مضيفاً: "هناك طرق وسبل نهى الله سبحانه وتعالى عن اتباعها أو السير فيها أخبر عنها سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه سيدنا عبدالله بن مسعود، قال فيه: خط رسول الله خطًا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطًا، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ «وأن هذا صراطى مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله"، أخرجه الإمام أحمد فى مسنده.
 
وعلق الباحث في شئون حركات التيار الإسلامي، هشام النجار، على فتوى الأزهر الشريف بتحريم الانضمام لجماعة الإخوان وأمثالها بقوله: "هي خطوة ضرورية وإن جاءت متأخرة وذلك لخطورة فكر ومناهج جماعة الإخوان وتأثيرها على غيرها من الجماعات التكفيرية المتطرفة الأخرى".
 
وتابع: "ولكون منهج الإخوان هو المرجعية التأسيسية لمختلف التنظيمات والفصائل الأخرى داخل هذا التيار بداية من جماعة الجهاد مرورا بالقاعدة وانتهاء بداعش"، مضيفاً: "هذه الفتوى تتطلب وقفات فقهية وشرعية وفكرية لتجريم فكر الإخوان وتحريم تبنيه وتحريم الانضمام لها واعتناق أفكارها كخطوة ضرورية للحد من خطورة تلك الأفكار ومن انتشارها خاصة وأن جماعة الإخوان ناورت كثيرا ولعبت كثيرا بورقة الدين لتحقيق أهدافها ومخططاتها غير المشروعة سواء في مصر أو خارجها".
 
ومن بين من علقوا على الفتوى، حسين القاضي، الباحث في ملف الحركات الإسلامية، بقوله إن فتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، التي حرّم فيها الانضمام لتنظيم الإخوان الإرهابي، الأولى من نوعها على مر تاريخ الأزهر، فلم يسبق أن خرجت من الأزهر قبل ذلك، فصدرت بيانات شتى من الأزهر الشريف تصف جماعة الإخوان بأنهم خوارج العصر، بل طالب الامام محمد مصطفى المراغي بحل جماعة الإخوان، لذا أرى أن تلك الفتوى خطوة مهمة تستحق الإشادة والتقدير والشكر للإمام الأكبر، ويجب أن ينبني على هذه الخطوة أو الفتوى جهود أكبر في نفس الاتجاه، حيث نترقب صدور فتوى أو بيان من هيئة كبار علماء الأزهر كأكبر هيئة مرجعية للأزهر الشريف بشأن جماعة الإخوان".
 
وتابع القاضي في تصريحات صحفية: "نشر الأزهر الشريف في سنة 1965 تقرير يفند فيه فكر سيد قطب ويبين أنه فكر منحرف، والفتوى التي صدرت اليوم بتحريم الانضمام إلى جماعة الإخوان تمضي في الطريق الصحيح المكمل لمسيرة الأزهر في هذا الاتجاه، وقد أفاض الأزهر كما جاء في الفتوى في ذكر الأدلة التي تدعو إلى الاجتماع وتحرم الفرقة والشقاق".
 
من جهته، علق الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن الانضمام لتنظيم الإخوان الإرهابي حرام شرعاً، وتعاون على الفسق والعدوان، فتلك الجماعة تخالف شرع الله ووتعاون على الإرهاب، وهي جماعة ضالة منحرفة، تخالف منهج الشرع، وتقوم باستخدام النصوص الديني لخدمة مصالحها.
 
وجاء في نص الفتوى أيضاً، ما ذكره الصحابى الجليل عبدالله بن عباس -رضى الله عنهما- فى تفسير قوله تعالى: "فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله"، وقوله تعالى: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"، قال: "أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات فى دين الله تعالى".
 
وأوضح مركز الأزهر فى فتواه أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن من الفتن وأسبابها هو السبيل الوحيد لإرضاء الله، مضيفاً: بدا واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد فى الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمى المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل.
 
واختتم الأزهر الفتوى بقوله: "من خلال ما سبق عرضه يحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يُعد حرامًا شرعًا".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة