رسائل الواتس والفيس بوك حلت محلها.. كيف قضى الموبايل على «كروت المعايدة والنتائج»؟

الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 07:03 م
رسائل الواتس والفيس بوك حلت محلها.. كيف قضى الموبايل على «كروت المعايدة والنتائج»؟
رأس السنة - أرشيفية

"شوف التاريخ في النتيجة.. شوف النهاردة إيه في النتيجة".. تلك العبارات بدأت تتلاشى من قاموس مجتمعاتنا بعدما توغلت التكنولوجيا الحديثة عليها، وآخرها الهاتف المحمول الذي حل مكان النتيجة التي كانت عنصرا رئيسيا في حياة كل فرد وكانت أحد معالم رأس السنة أو مع كل عام جديد فكان كل منزل ينتظر تلك الهدية الرئيسية ليزين بها حائط منزله وتكون دليله لمعرفة التاريخ.
 
النتيجة لم تكن فقط دليلا لمعرفة اليوم التاريخ بل انها كانت تضع أمامنا التاريخ الهجري الذي كان معلوما للجميع أيضا لم يقف الأمر على ذلك بل كانت تعلمك التواريخ السريانية والتي كانت تمثل طلاسم بسبب أسمائها مثل أيار وحزيران وغيره، لم تكتفي تلك المطبوعة البسيطة رصد التواريخ فقط بل كانت تضع مواقيت الصلاة والتي جعلت الكثير ينتظر سماع الاذان ليعرف موعد الظهر أو العصر، أيضا النتيجة كانت تضع علامات مميزة على أيام العطلات الرسمية، بخلاف ذلك كان يكتب عليها بعض المواعظ والحكم او الأمثال الشعبية او حدث في مثل هذا اليوم، كل هذه المعلومات كانت أمام الشخص بمجرد نظرته العبرة وهو يقطع ورقة اليوم الماضي لورقة اليوم الجديد وفي اقل من دقيقة كان العقل يخزن تلك المعلومات، واخيرا القيمة التسويقية للنتيجة  حيث انها كانت ارخص اعلان دائم طوال العام بالنسبة للشركات حيث أن اغلب الشركات والمؤسسات كانت توزع تلك النتائج مجانا لوجود اسم الشركة على النتيجة .
 
لم يكتف الموبايل بمحاربة النتيجة بل الهجوم كان كاسحا على كروت المعايدة بل أنه استطاع أن يمحيها نهائيا من قاموسنا، فبعد ان كانت احد اهم البضائع في المكتبات و التي كان مخصص لها استاند خاص نظرا لأنها كانت تمثل نموذجا لمدى الرقي في المكتبة فكلما تنوعت كروت المعايدة زادت قيمة المكتبة، فمن لم يعاصر كروت المعايدة لم يرقي الي مخيلته ان طرق المعايدة في المناسبات كانت رسائل تكتب على كارت باحجام مختلفة وكانت ترسل بالبريد أو تسلم في بوكيه من الورد، أما الآن فأصبحنا نكتفي بصورة مرسلة على الواتس اب أو بوست على صفحة الفيس البوك مرفق بصورة كانت هي نفسها كارت المعايدة المطبوع على ورق كرتون . 
 
العنصر الثالث الذي اختفى أيضا من معالم رأس السنة والذي كان اساسا مع بداية كل عام وهي الأجندة تلك الكشكول الضخم الذي يضم 365 صفحة على الاقل والتي كانت مميزة في شكلها وسطورها ذات الفارق البسيط التي كانت تحير من يكتب "اسيب سطر ولا اثنين وانا بكتب"  أيضا الأجندة كانت تستخدم في تدوين المواعيد والذكريات بل انها كانت تذكرك باي حدث ومتى حدث بالموعد الدقيق، الموبايل وحده لم يكن المحارب للاجندة بالكمبيوتر و برامج الكتابة كانت ضمن تلك الحرب على الأجندة. 
 
وعن تراجع إنتاج تلك الأشياء، فقال بركات صفا نائب رئيس شعبة الادوات المكتبية والهدايا، أن طباعة النتيجة أصبحت مقتصرة على بعض البنوك والشركات فقط وبالطبع انخفض عليها الطلب تدريجيا منذ بداية القرن الحالي حتى أصبحت أقل من 10٪ عما كانت عليه في التسعينات وذلك نظرا لارتفاع أسعار الورق وتكاليف الطباعة وبالطبع الموبايل حل مكانها بصورة تدريجية. 
 
وأضاف صفا، أن الأجندة أيضا تراجعت كثيرا نظرا التكنولوجيا الحديثة وبرامج الكتابة والموبايل واللاب توب فتراجع استخدامها وبيعها لنسبة لا تزيد عن 15-20٪ بحد أقصى وأصبح بيعها مقتصرا على بعض الشركات والبنوك وايضا هذا المنتج تأثر بارتفاع تكاليف الطباعة  وأسعار الورق. 
 
وأشار نائب رئيس شعبة الادوات المكتبية والهدايا إلى أن أكثر الأشياء تضررا والذي انقرض تمام من الأسواق هي كروت المعايدة والتي حل محلها رسائل الواتس آب، موضحا أن كروت المعايدة كانت من المنتجات الرائحة داخل المكتبات اما حاليا فلا يمكن طبعتها او بيعها نظرا لوجود البديل على الموبايل الخاص بكل فرد. 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق