داعش في 2021.. هل يعود التنظيم الإرهابي لحواضنه مجدداً؟

الأحد، 27 ديسمبر 2020 12:00 م
داعش في 2021.. هل يعود التنظيم الإرهابي لحواضنه مجدداً؟
داعش
محمد الشرقاوي

هل عاد تنظيم داعش الإرهابي؟.. سؤال صار مطروحاً على الساحة الدولية بقوة، حيث شهد عام 2020 ظهوراً متفاوتاً لخلايا التنظيم الإرهابي في المعاقل الأم (سوريا والعراق)، الأمر الذي يهدد بعودة التنظيم لسابق عهده مستغلاً الفوضى الأمنية بعدد من المحافظات العراقية والسورية. 

ومنذ عام 2017 لم تمثل السنوات السابقة تهديداً ملحوظاً للتنظيم في معاقله سوى بعض العمليات المتفاوتة، بعدما كانت بشكل يومي على امتداد الحدود السورية العراقية، لكن العام المنقضي ارتفعت فيه وتيرة تلك العمليات الإرهابية.

unnamed (2)

التنبؤات بالعودة التدريجية لداعش، بدأت في سبتمبر الماضي، حين حذر خبراء بمجال مكافحة الإرهاب ومسئولين أممين من ذلك، مؤكدين وجود ما لا يقل على 10 آلاف مقاتل متواجدين داخل سوريا والعراق، يحاولون العودة مجدداً وبقوة، في ظل حالة الانشغال التي خلفها وباء كورونا عالمياً.

اقرأ أيضاً.. داعش.. شرعنة التوحش

الأمر أكده تقرير نشرته صحيفة يو اس اية توداي الأمريكية، في تقرير لها آن ذاك، حيث رصدت مجموعة من العلامات الجديدة على عودة تنظيم داعش، بعدما بدء في تنفيذ هجمات إرهابية في مناطق سوريا والعراق، ففي أغسطس وحده تبنت فلول داعش في العراق 100 هجوم في جميع أنحاء البلاد خلال الشهر الماضي وحده، تركزت بشكل أساسي في "المناطق التي كانت تعتبر محررة سابقاً"، وفقًا لتقييم صادر عن اتحاد أبحاث وتحليل الإرهاب مما يمثل زيادة بنسبة 25% عن شهر يوليو.
 
وتشير الزيادة في الهجمات إلى اتجاه مقلق يتمثل في عودة ظهور داعش بشكل مطرد - عبر مجموعة من الخلايا النائمة - وهو سبب للقلق الإقليمي والعالمي ، على الرغم من هزيمته الإقليمية في العراق منذ ما يزيد قليلاً عن ثلاث سنوات.
 
الحال نفسه في أفريقيا، والتي شهدت مجموعة من العلميات الإرهابية خلال العام المنقضي، ‏وشنت مجموعات فى الفلبين وليبيا بالفعل هجمات محدودة ضد المدنيين.‏
640x480
 

وقال موقع "بروسيكيوشن"، إنه منذ سقوط المعاقل النهائية فى الشرق الأوسط، شهد تنظيم داعش انتعاشًا من ‏خلال شبكته الموزعة فى جميع أنحاء إفريقيا، مع وجود خلايا كانت خاملة فى نيجيريا ومالى وجمهورية الكونغو ‏الديمقراطية تنمو جميعها فى القوة والقدرة، ربما تكون ولاية غرب إفريقيا التابعة لداعش أقوى وأنشط ‏عناصر التنظيم اليوم حيث يقع عملهم فى شمال نيجيريا، بعد انفصالهم عن بوكو حرام وتمكنوا من إحداث ‏دمار شامل فى معظم أنحاء نيجيريا وأجزاء من النيجر وتشاد والكاميرون.‏

ويتواجد داعش في أفريقيا الوسطى، وهي خلية متنامية مقرها جمهورية الكونغو الديمقراطية، ظهر فيها التنظيم فجأة دون الإعلان عن هويته، لكن يعتقد مراقبون أنها اندمجت من مجموعتين جهاديتين ‏منفصلتين ، القوات الديمقراطية المتحالفة من خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية والشباب من ‏موزمبيق.‏

‏ومنذ ادعاءاتهم الأولى بوقوع هجمات فى عام 2019 ، تمكنوا من تهجير عشرات الآلاف من الأشخاص فى ‏شمال موزمبيق وقتل المئات فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.‏

اقرأ أيضاً.. ماذا قالت شريهان الأيزيدية عن 6 سنوات من الجحيم عاشتها على أيدي تنظيم داعش الإرهابي؟

ومؤخراً وجهت دولة الكويت، ضربة أمنية استباقية لتنظيم داعش الإرهابي، كشفت عنها صحيفة القبس، حيث تمكنت الشرطة من ضبط شبكة لتنظيم داعش حاولت استهداف دور عبادة ومجمعات تجارية ليلة رأس السنة، كان بحوزتهم أسلحة نارية، ومن بينهم نجل عضو سابق فى مجلس الأمة الكويتي، ويعتبر المحرك الرئيسى لبقية المتهمين.

وفي تقرير نشره معهد واشنطن منتصف 2020، قال المعهد إن عودة داعش غير مستبعدة، مشيراً إلى أن ملف العائدين من التنظيم أو أسر أفراده الذين يسكنون المخيمات داخل سوريا والعراقيعد بمثابة "قنبلة موقوتة"، خاصة فى ظل وقوع أعمال عنف وشغب خلف أسوار تلك المخيمات وبمقدمتها مخيم "الهول".

ورغم التحذيرات، إلا أن هناك إجماع بين المراقبين ومراكز الأبحاث على أن الأسباب تنحصر فى التداعيات التى خلفها وباء كورونا والتمويل والدعم التركى للكيانات الإرهابية والذى لم يتوقف على امتداد العام، ما يهدد بأن يكون عام 2021 بمثابة العودة الكاملة لعهد داعش قبل 2017.

وفي ظل حالة الانشغال العالمي بفيروس كورونا، لم تتوقف تركيا عن تمويل تنظيم داعش، فبعدما أدرجت الإدارة الأمريكية منتصف 2020 ، المدعو عدنان محمد أمين الراوى لتمويله الإرهاب، تبين بحسب تقارير إعلامية أنه يدير مؤسسة مالية مقرها تركيا، وكان يقدم دعما ماليا و تقنيا لداعش عن طريق السلع والخدمات فى تركيا. 

وذكر الباحث فى شبكات تمويل الإرهاب، كولين كلارك، أن داعش قامت بغسل أموالها داخل تركيا عبر شركات الوساطة المالية التى تسعى إلى تحقيق مكاسب غير مشروعة. وتوقع كلارك فى تصريحات نشرها موقع "ذا ناشيونال" قبل أشهر أن تؤدى هذه الشبكات دورا فى بقاء داعش خلال العقد المقبل.

وبحسب واشنطن بوست، فإن تصنيف عدنان الراوى يعتمد "على سلسلة من إجراءات الخزانة التى يعود تاريخها إلى عام 2016 مع تصنيف مسؤول المالية فى داعش، فواز محمد جبير الراوي".

اقرأ أيضاً.. تقرير أجنبي يكشف: تركيا أمدت داعش بالأسلحة ومعدات صناعة المتفجرات

ومنذ ذلك التاريخ، استمرت واشنطن فى استهداف أعضاء شبكة الراوى الآخرين والكيانات المرتبطة بهم، بسبب توفيرهم الدعم المالى واللوجستى للتنظيم الإرهابي.

وكان التحالف الدولى قد أعلن فى يونيو 2017 قتل فواز الراوى فى ضربة جوية على منطقة البوكمال السورية المحاذية للحدود العراقية. وقال التحالف حينها إن الراوى "مسؤول إرهابى متمرس" فى نقل ملايين الدولارات إلى الإرهابيين، وكان يملك محل صرافة فى البوكمال "استخدمه مع شبكة من الاتصالات المالية العالمية لنقل الأموال إلى داخل وخارج المنطقة الخاضعة لسيطرة داعش وعبر الحدود.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة