مصر تعانق «يد العالم»

السبت، 16 يناير 2021 07:00 م
مصر تعانق «يد العالم»
محمود علي


نقلا عن عدد صوت الأمة الورقي هذا الأسبوع
 
مونديال العالم لليد بالطعم المصري.. تجهيزات على أعلى مستوى.. وإجراءات احترازية غير مسبوقة لحماية المشاركين .. لأول مرة في التاريخ البطولة تضم 32 فريقاً.. ومنتخبنا يتميز بأنه يجمع بين ثلاثة أجيال 
 
من تزيين الشوارع إلى الانتشار الواسع لشعار البطولة في محافظات مصر، وصولا إلى تصميم المجسمات الخاصة بكرة اليد، نجحت مصر في أن تخرج بطولة كأس العالم لكرة اليد نسخة 2021 بشكل مختلف عن النسخ الماضية، رغم انتشار جائحة كورونا حول العالم وما يمر به المجال الرياضي من معاناة شديدة نتيجة تفسي الفيروس القاتل.
 
ولم يكن تنظيم مصر لهذه البطولة العالمية الأكبر والأهم في كرة اليد، سوى حلقة من مسلسل نجاحات القاهرة في تنظيم البطولات العالمية والقارية خلال السنوات الماضية، ففى عام 2019 كانت الدولة قادرة على استضافة أكثر من بطولة قارية كبرى، وعلى رأسها كأس أمم أفريقيا، ثم أمم أفريقيا تحت 23 سنة، والتي شهدت نجاحات ساحقة انتهت بتتويج المنتخب الأوليمبي بالبطولة والتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو.
 
البطولة التي انطلقت الأسبوع الماضي بمباراة افتتاحية لمصر من المقرر أن تنتهي يوم 31 يناير، بمباراة نهائية يأمل المصريون في أن تكون أحد قطبيها المنتخب المصري لكرة اليد الذي احتل في النسخة الماضية المركز الثامن بين أفضل منتخبات العالم.
 
ودائمًا ما تشهد البطولات العالمية في مصر اختلاف عن سابقتها، نسخة يراها المهتمون بكرة اليد والرياضيون بصفة عامة قد تكون فريدة من نوعها نظراً للظروف التي يمر بها العالم، فضلا عن قرارات اتخذها الاتحاد الدولى لكرة اليد أراد من خلالها أن تكون هذه النسخة مميزة.
 
أول هذه الاختلافات التي تشهدها بطولة العالم لليد المقامة في مصر، هي مشاركة 32 منتخباً لأول مرة بدلًا من 24 كما هو معتاد دائمًا في مونديال العالم لليد، وتعد البطولة الثالثة التي تستضيفها القارة السمراء والثانية التي تستضيفها مصر، وأول بطولة عالم تقام خارج أوروبا منذ عام 6 أعوام.
 
كما ستشهد هذه البطولة إقامة كأس الرئيس التي ستجمع المنتخبات صاحبة المركز الأخير في كل مجموعة للمنافسة على كأس الرئيس، بعد تأهل ثلاثة المنتخبات الأولى الأخرى في كل مجموعة إلى الدور الرئيسي لاستكمال الأدوار المتبقية بالبطولة حتى الأدوار المتقدمة.
 
منافسات كأس الرئيس، ستشهد تقسيم المنتخبات الثمانية متذيلة الترتيب في دور الـ 32 على مجوعتين، بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، وبعدها يلعب كل منها ثلاثة مباريات، وعلى أساسها يتم إقامة مباريات تحديد المراكز من 25 وحتى 32.
 
في حين ستشهد هذه النسخة اختلافات قدرية، حيث تقام البطولة دون حضور جماهيري لأول مرة في التاريخ على خلفية تفشي فيروس كورونا حول العالم، وهو ما أقرته اللجنة العليا للمونديال رئاسة دكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء وبحضور وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي والدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لليد والمهندس هشام نصر رئيس اتحاد اليد واللجنة المنظمة والكابتن حسين لبيب مدير البطولة، حفاظا على الجميع من عدوى فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19». 
 
وبالحديث عن المنتخب المصري، فلا يمكن أن نتجاهل أنه صاحب تاريخ كبير في هذه البطولة العالمية، حيث يشارك الفراعنة للمرة السادسة عشر في المونديال، الذي يعد أفضا إنجازاته الحصول على المركز الرابع مع الجيل الذهبي في نسخة فرنسا 2001.
 
ويدخل المنتخب المصري الذي افتتح مبارياته الأولى بملاقاة منتخب تشيلي، هذه البطولة على رأس مجموعة ليست سهلة لكنها تعد من أفضل الطرق التي قد تؤدي إلى وصوله لدور ربع النهائي على أقل تقدير، فإذا نظر لهذه المجموعة بعين ثاقبة فأن بخلاف منتخب تشيلي الذي يعد من أقل المنتخبات المشاركة في المونديال، تجد أن المنتخبان الآخران هما مقدونيا التي حلت في المجموعة بدلاً للتشيك التي اعتذرت عن الحضور،والثاني السويد الذي يعد من منتخبات التصنيف الأول، وفي آخر 5 سنوات كانوا قادرين على هزيمة مصر مرتين مقابل فوز وحيد للفراعنة بينما انتهت مباراة أخرى بالتعادل.
 
ويستهدف المنتخب المصري وجهازه الفني الأسباني من اختيار هذه المجموعة - حيث يحق لمستضيف المونديال اختيار مجموعته- الصعود على منصة التتويج للمرة الأولى في تاريخه في نسخة استثنائية تقام في وقت يشهد العالم تفشي لفيروس كورونا المستجد.
 
ويقود الفراعنة تدريبياً - بطل أوروبا كلاعب ومدرب وأفضل مدرب في أوروبا والعالم 2019 من قبل الاتحاد الدولي لكرة اليد- الأسباني روبرتو غارسيا باروندو وهو المدرب الذي وصفه لاعبيه بأنه يعرف جيدا كيف يحضر لمثل هذه المباريات العالمية كونه اختير أكثر من مرة ضمن أفضل مدربي العالم بكرة اليد.
 
ويتميز المنتخب الحالي بأنه يجمع بين ثلاثة أجيال، أصحاب الذهبية في بطولة العالم للناشئين 2019، فضلا عن حاملو برونزية مونديال الشباب 2019 بالإضافة إلى التطعيم بالجيل الكبير صاحب المركز الثامن في بطولة العالم الأخيرة 2019 وبطل أمم أفريقيا 2020.
 
وشهدت قائمة منتخب مصر النهائية، الثنائي المتوج بلقب مونديال الشباب، أحمد هشام دودو أفضل لاعب بالبطولة، وحسن قداح هداف البطولة، بالإضافة إلى اختيار سيف الدرع لاعب منتخب الناشئين صاحب برونزية بطولة العالم.
 
ويحلم المدرب الإسباني لمنتخب مصر جارسيا باروندو بتحقيق إنجاز الحصول على المونديال، وقال في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للبطولة وصولنا للمنصة يُعدّ حلما إلا أننا لابد أن نركز في خوض مباريات كرة اليد أولا، مؤكداً أنه في حال بذل الجميع قصاري جهدهم فسيكون سعيدا بغض النظر عن النتائج، مركزاً في تصريحاته إلى تأثيرات جائحة كورونا على الاستعدادات متابعاً كان لدينا مباريات ودية في مارس 2020 واستعداد للألعاب الأولمبية لمدة شهرين مع وجود 6 مباريات ودية ضد فرق كبيرة و6 رسمية أخرى في نوفمبر وأيضا 8 ودية في ديسمبر، فخلال ستة أشهر لم نتمكن من التدرب مع توقف اللاعبين عن ممارسة كرة اليد لاربعة أشهر تقريبا وهو أمر مؤسف، لأن مستوانا كان سيكون أفضل بكثير لو تم تنفيذ ذلك البرنامج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق