السكن مع الضرة ممكن أحيانا

الأربعاء، 27 يناير 2021 09:04 م
السكن مع الضرة ممكن أحيانا
آمال فكار

 
مرت خمس ساعات وكأنها خمس سنوات على الحاضرين في محكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة وهم في انتظار النطق بالأحكام.. كل طرف يحلم بالانتصار على غريمه ويصدر الحكم لصالحه.
 
في الصفوف الأولى جلست امرأة فى الثلاثين من عمرها قلقة متوترة، علي قدر كبير من الجمال والرشاقة، تقدمت بدعوي رفض طاعة زوجها، وقالت: لم ارفض زواجه الأول وارتضيت أن تعيش زوجته الأولي معه، فهي أم أولاده وبينهما عشرة سنوات طويلة لا أستطيع محوها من حياته.. أردت أن أعيش، لكن في منزل مستقل اتمتع فيه بحريتي وأشعر انني زوجه متوجه في مملكتي.. هذا حقي الذي كفله لي الشرع والقانون، فأنا أحب زوجي واريد أن أحيا معه في هدوء رغم كونه زوجا لأخري وأبا لأطفالها، ولو كنت رافضة لطاعته لطلبت الطلاق، لكن ارفض أن أحيا مع زوجته الأولي، فمسكن الطاعة الذي يعده لي هو شقته السابقة مع زوجته الأولي، كيف أعيش مع ضرتي في مكان واحد؟.. أي عدل هذا؟ أريد زوجي في بيت مستقل وأنا تحت أمره وفي طاعته لآخر عمري.
 
هكذا قالت الزوجة، لكن زوجها الذي تخطي عامه الخمسين تحدث بكلمات قويه اثرت في كل الحاضرين وعطف عليه الجميع، حيث قال: سيدي القاضي.. لا أريد أن أضيع وقت العدالة بتفاصيل حياتي مع الزوجتين، لكن الحكاية تتخلص في انني اطلب الحكم على زوجتي بطاعتي في المسكن الذي اعددته لها الذي تزوجت فيه، فالمكان واسع يضم خمس حجرات وبه دورة مياه مستقلة، فقد تزوجتها وهي تعلم بأمر زواجي الأول وأولادي وعاشت عامين في هذا المسكن مع زوجتي المصابة بعاهة، ولم ترحم مرضها وضعفها وأثارت المشاكل وطلبت الاستقلال بمسكن منفرد.. أنني أمين عليها والمسكن شرعي مستوفي جميع الشروط ولها فيه حجرتان مستقلتان بدورة مياه، لكنها تركت البيت غاضبة بلا سبب بعد مشاجرة مع زوجتي المريضة.. كنا اسرة سعيدة هادئة، حتى أصبنا في حادث سيارة فقدت زوجتي فيه إحدى ساقيها ويدها، وشعرت بالنقص وكانت دائما منطوية حزينة، لم تقصر في تلبية طلباتي انا والاولاد.. بعد فترة شجعتني علي الزواج، اقسم أنها هي التي قدمت لي العروس، والغريب أنها احدي قريباتها.. تزوجتها وخصصت لها مسكنا بداخل شقتي ووافقت هي قبل أسرتها، وعاشت معي عامين في هذا المسكن.
وتسأل الزوج: ما الجديد حتي تترك زوجتى الشقة الآن وترفض العودة؟.. هل تغار من زوجة مكسورة النفس ومصابة وتخجل من إصابتها؟.. انني متمسك بحقي كزوج واطلب طاعة زوجتي في المسكن المعد لها.
 
بعدما أنهى الزوج حديثه، وقف محامى الزوجة وقال: هذا المسكن غير شرعي لأنه مشغول بالغير والغير هذا زوجته الأولي، وهي تسبب ضررا لموكلتي وهذه هذه مخالفة صريحة لما ألزمه القانون في مسكن الشرعية أن يكون خاليا تنفرد به.
 
أنهى الجميع دفاعها وعرضوا مطالبهم، إلى أن جاءت كلمة القضاء لتضع مبدأ جديدا حيث قالت أن وجود ضرة في بيت الطاعة لا يبطل شرعيته، وأن المحكمة في أسباب حكمها تستند إلى موافقة الزوجة علي الزواج وهي تعلم أن هناك زوجه أخري تقيم في مسكن الزوجية المعد، فهي من البداية وافقت وتزوجت ولم تطلب الطلاق أو امتنعت عن التنفيذ من البداية.. أن حكم المحكمة بدخول الزوجة في طاعة زوجها رغم كونه يتعارض مع القواعد التي جرت عليها الأحكام في تطبيق القانون، وهو صلاحية مسكن الطاعة بأن يكون خاليا من سكن الغير، فإن إقامة أقارب الزوج أو أولاده من زوجته الأخرى يتعارض ويتنافى مع حق الزوج في الحصول علي حكم المحكمة بإلزام زوجته بالدخول في طاعته، إلا أنه في هذه الدعوى له أسبابه التي يطمئن إليها وجدان المحكمة وضميرها، لذلك حكمت المحكمة علي الزوجة بدخولها في طاعة زوجها في مسكن الضرة وأولادها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة