اغتراب وتفكك وأزمات.. ما هو مصير شباب الإخوان الإرهابية في الخارج؟

الخميس، 11 فبراير 2021 12:00 ص
اغتراب وتفكك وأزمات.. ما هو مصير شباب الإخوان الإرهابية في الخارج؟

تغييرات عديدة في طرفي الصراع على قيادة تنظيم الإخوان في الفترة الماضية، الأمر الذى أدى إلى الحديث عن موقع شباب الجماعة الإرهابية من حالة الصّراع القائمة، ووَاقعهم التّنظيمي وحُدود دَورهم السّياسي المُتوقع.
 
وذكرت دراسة لمركز الإنذار المبكر أن هناك أزمات اغتراب نّفسي واجتماعي يَعيش فيها شباب جماعة الإخوان الإرهابية دون أُفق منظور لتبرُز صُورتين من المُعاناة، أولهما تزايد معدلات الاكتئاب في أوساطهم ولجوء بعضهم للإنتحار في ظل تَزايُد أَزماتهم وغِياب الدّعم النّفسي، وثانيهما امتداد أزمات عدم التّكيف الاجتماعي الذي يُعاني منها الكبار إلى الأطفال، وهو ما تَعكسه بعض المشاكل الصحية لأطفالهم، كتأخر الكلام، فرط حركة، مع بعض سمات التوحد- في ظل غياب جهات عربية مُتخصصة في تقديم الدّعم المطلوب، وهو ما عمّق من ضُغوط الآباء.
 
وأكدت الدراسة أنه رغم حِرص التّنظيم على تكوين نُخبهِ الشّبابيّة والدّفع ببعضها كحلقات اتصال مع الجِهات الدّولية الرّسمية وغير الرّسمية السّياسية والإعلاميّة على مَدار العِقد الأخير إلا أنه بطول سنوات الصراع وتَعقد الأزمة السياسية والتنظيمية أصبحت هذه النّخبة واحتوائها عِبء على التنظيم عمليّا في ظل مُحددات داخلية تتمثل في الصراع التنظيمي وانقسام الشباب بين جبهتين ما أنتج أوضاعًا مَعيشية غير مُتوقعة للكثيرين وتعرضهم لمُمارسات ابتزازية في ظل ارتباط الدّعم المُقدّم بمُستوى الوَلاء للتّنظيم دون مُراعاة لسَابق فاعليّة بعضهم تَنظيميًا وسياسِيًا، وأيضاً التّحولات الفكريّة التي دفعت بالبعض باتجاه التورط في تنظيمات جهادية.
 
وتابعت الدراسة، أن هناك مُحددات خارجية تتمثل في حدود النشاط السياسي، فعلى الرّغم من مُستوى الدّعم الكبير المُقدّم من قِبل بعض الدول -كقطر وتركيا- للتنظيم إلاّ أنّ هناك حدودا للنشاط السياسي وهو ما أعاق أيّ تطوير محتمل لحراك شبابي، خاصة مع صعوبة توجيهه والتّحكم فيه وهو ما يجعل كثير من القيادات حريصة على كَبح حراك نُخبها من حين لآخر.
 
ولفتت الدراسة إلى أن استخدام الجنسية التّركية الاستثنائية كأداة ضَغط على من تَراهم القيادات مُتمردين حيث يتسلتزم للحصول عليها وجود تَزكية من التّنظيم- بمقابل مالي أو مُقابل وَلاء- وهو ما دَفع عُموم القَواعد الغير مُتنفذين إلى الاستفادة من الإقامة الإنسانيّة والتي تُمكّنهم من البَقاء القَانوني دون القُدرة على مُغادرة تُركيا، وإن كانت إجراءاتها تأخذ وَقتُ أطول، أو طلب اللّجوء السّياسي لبريطانيا وغيرها من الدول التي تُتيح ذلك.
 
وأشارت الدراسة إلى أنه تسبب الاختلاف التنظيمي حول أولويات العَمل وإدارة الأزمة السياسية في تحجيم واقع الشباب في التّنظيم خوفا من أي تطور يفقد القيادات السيطرة على التنظيم في ظل التوازنات السياسية التي تحكم مسار الجماعة مع الدول المستضيفة لها بالخارج، لتَظل حُدود فاعلية النّخب الشّبابية الإسلامية الحَركية في الخارج مُرتبط بعدّة مُؤثرات أبرزها مدى قُدرة قيادة التّنظيم الحالية -ممثلة في إبراهيم منير – من عدمه على تَجديد مُؤسسات الجماعة العتيقة بالاستفادة من نُخبها الشبابيّة النوعية، وتَحييد قِيادات الأزمة وتَوابعهم في سبيل بَلورة مَشروع تَنظيمي ثم سِياسي يَتجاوز الأوضاع القائمة.
 
وأوضحت الدراسة، أن وجود رغبة ذاتيّة من قبل الفَاعلين الشّباب على إعادة الاشتباك الجّدي مع المَشهد السّياسي، وهذا يَحتاج إلى وُجود قيادة يُمكنها حشد التنظيم بفَاعلية، مع وجود تَغيير في السّياسات العامة تجاه الجماعة سواء بالانفتاح النسبي أو تصعيد حاد في المواجهات المُناهضة، واستمرار الانقسام حول القيادة ومسار الحل، فضلاً عن تَقاطع مَسارات التّنظيم مع التّنظيمات الجِهادية عبر ممارسة العنف، دون مَوقف فِكري وتَنظيمي حَاسِم تِجاه تلك التّحولات المَرجعيّة القَائمة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق