هديتي القضاء على الإرهاب.. رسالة والدة الشهيد محمد الحوفي في احتفالات عيد الأم

"ابنى طول عمره كان يتمنى أن يكون شهيدا، وهدية عيد الأم بالنسبة لى أن يكمل زملاؤه المشوار ويقضون على الإرهاب".. بهذه الكلمات الممزوجة بالأسى لخصت والدة الشهيد المقدم محمد فوزى الحوفى شعورها بالتزامن مع الاحتفالات بعيد الأم.

 

وقالت السيدة وفاء مهنا والدة البطل محمد الحوفى، الذى استشهد العام الماضى خلال مداهمة وكر العناصر الإرهابية بمنطقة الأميرية بالقاهرة أن نجلها ضحى بنفسه فداء للوطن والدفاع عن أراضيه فى مواجهة أهل الشر، موضحة أن الشهيد كان يتمتع بحسن الخلق وطيبة القلب المتناهية كما كان بارا بوالديه، ودائم الاطمئنان عليهما رغم انشغاله الدائم فى عمله.

 

وأوضحت والدة الشهيد  أن الاحتفال بعيد الأم كان له مزاقا خاصا فى وجود ابنها البطل الذى كان يحرص دائما على تجميع كافة أفراد أسرته فى منزل العائلة بمدينة دمنهور.

 

وقالت إن هديتها فى عيد الأم هذا العام هو مواصلة رجال الجيش والشرطة جهودهم من أجل القضاء على الإرهاب، قائلة: "محمد ليس آخر شهيد يضحى علشان مصر.. وأفضل هدية لى أن يكمل زملاؤه المشوار والمسيرة وينضفوا البلد من أهل الشر".

 

وتابعت: محمد كان دائما يقول لى ادعيلى يا أمى أن أكون شهيدا وربنا استجاب لدعواته لأنه الوحيد المطلع على النوايا.. وربنا يجمعنا به فى الجنة إن شاء الله"، مطالبة أمهات الشهداء أن لا يحزنوا ويصبروا ويصابروا لأن أبنائهم فى جنة الخلد مع الأنبياء والمرسلين وهذا أفضل تكريم لهم على الإطلاق.

 

من جانبه قال فوزى الحوفى والد شهيد الشرطة: إن نجله كان رقيق المشاعر بشكل غير عادى وكان متواضعا للغاية مع الجميع خاصة أفراد أسرته، مضيفا أن عيد الأم كان بمثابة عيد للم شمل الأسرة كلها وفى قلبها الشهيد محمد الذى ينشر البهجة والفرحة على وجوه كل محبيه خاصة والدته وشقيقاته ".

 

وأوضح والد الشهيد أن حلم نجله كان القضاء على الإرهاب الذى أصبح مثل الوباء الذى ينتشر فى أجساد المجتمع وأنه بكى بكاء شديدا بعد استشهاد زملائه فى حادث الواحات الشهير وكان يتمنى أن يستشهد معهم، مشيرا إلى أن استشهاد ابنه هو رضا من الله سبحانه وتعالى، مضيفا: "مش أى حد ينول الشهادة ..هذا اختيار من الله سبحانه وتعالى".

 

وكانت مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة قد شهدت تشييع جثمان الشهيد البطل محمد فوزى الحوفى الذى استشهد فى شهر أبريل من العام الماضى أثناء مداهمة وكر العناصر الإرهابية بمنطقة الأميرية بالقاهرة.

 

وشيع الآلاف من الأهالى جثمان الشهيد ودفنه بمقابر العائلة وسط حالة من الحزن الشديد فيما قامت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بتكريم أسرة الشهيد وإطلاق اسمه على مدرسة الميكانيكية العسكرية بدمنهور تقديرا لجهوده فى أداء واجبه والدفاع عن الوطن.