رحلة مومياوات الملوك.. أمنحتب الأول: قدسه العمال ووسع الحدود المصرية

الجمعة، 19 مارس 2021 04:00 م
رحلة مومياوات الملوك.. أمنحتب الأول: قدسه العمال ووسع الحدود المصرية
أمنحتب الأول

من بين الملوك التي تستعد وزارة السياحة والآثار المصرية لنقل مومياواتهم إلى المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة، الملك أمنحتب الأول هو أول الملوك الذين يحملون هذا الاسم فى الأسرة الثامنة عشرة.

ويبلغ عدد المومياوات التى سيتم نقلها 22 مومياء ملكية، ترجع إلى عصر الأسر 17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".

وأمنحتب الأول، هو ابن الملك العظيم أحمس الأول من زوجته الشهيرة الملكة أحمس نفرتارى التى ساعدته وتولت الوصاية عليه عندما كان صغيرًا، ويعنى اسمه "آمون راضٍ أو "آمون سعيد"، وورث صفات جده وأبيه وقام بأخذ نفس السياسة فى الداخل والخارج، فنراه يخرج فى حملة عسكرية فى بلاد الشام وراء حدود مصر الشمالية الشرقية.
 
أمنحتب الأول

وبحسب كتاب «الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون» للدكتور حسين عبد البصير، فقد بالغ المصريون فى تصوير قوة هذا الملك البدنية، فنراه مصورًا ممسكًا بأسد من ذيله، ثم يرفعه فى سرعة خاطفة، ويقضى عليه، وعلى الرغم من عدم حقيقة هذا التصوير الفنى المبالغ فيه، فالأمر يعكس مدى فخر المصريين بقوة ملكهم البدنية الخارقة والتغنى بشجاعته وبسالته القتالية.

وأوضح الكتاب، أن عمال منطقة دير المدينة، فى البر الغربى لمدينة الأقصر، فى عصر الفراعنة، ظلوا لقرون عديدة يقيمون المقاصير لعبادة أمنحتب الأول ويقدمون له القرابين، بل كان هناك تقليد خاص وهو أن كهنة معبده كانوا من العمال أنفسهم، ويأتى تقديس العمال له، نظرًا لاهتمام هذا الملك بطوائف العمال ووضع نظام خاص بالعمل لهم، وقدم لهم أرزاقهم، ومن ثم جاء تقديرهم لهذا الملك، محبوب العمال.

وأشار الدكتور حسين عبد البصير، إلى أن المصريين أطلقوا اسمه على أحد شهور السنة والذى كان يقع فيه الاحتفال بذكراه، وهو شهر برمهات فى التقويم القبطى، ولم يقف تقديسه عند طوائف العمال فقط، وإنما امتد تقديسه إلى عدد كبير من النبلاء، وهناك أثر لأحد الكهنة، ويعرف باسم «حوى»، يقدس فيه أمنحتب الأول وأمه أحمس نفرتارى وأباه أحمس الأول.

أمنحتب الأول امتاز عسكريًا بالسير على نهج أبيه مع اختلاف عنه فى أنه قام ليس بإعادة حدود مصر إلى أصلها، وإنما شرع فى توسيع الحدود المصرية، فقام ببعض الأعمال الحربية كما علمنا من السيرة الذاتية للقائدين العسكريين أحمس ابن إبانه وأحمس ابن نخبت، ووصلت جيوش مصر الباسلة إلى القرب من نهر الفرات.

وقام أمنحتب الأول بمحاربة الليبيين كما يذكر أحمس ابن نخبت فى سيرته الذاتية، وذلك نظرًا لقيام الليبيين باغتنام فرصة احتلال الهكسوس لأرض مصر، قاموا بغزو الدلتا المصرية، مما دفع أمنحتب الأول للقضاء عليهم، ونجح فى إخضاع بلاد النوبة وتوسيع حدود مصر الجنوبية ونشر الأمن هناك، ولم يستمر أمنحتب الأول فى حروبه طويلاً وتفرغ للبناء والتعمير، ومات دون ولد يخلفه على عرش مصر.

وجدت مقبرة الملك أمنحتب الأول فى وادى الملوك حيث دفن فى دراع أبو النجا فى أقدم قبر ملكى فى طيبة، ولكن تم نقل مومياؤه إلى خبيئة بالدير البحرى فى عصر الأسرة الواحدة والعشرين تقريبا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق