الإخوان تخسر الكارت الأخير.. اختفاء استغلال البسطاء بالزيت والسكر في رمضان

الجمعة، 09 أبريل 2021 08:45 م
الإخوان تخسر الكارت الأخير.. اختفاء استغلال البسطاء بالزيت والسكر في رمضان
طلال رسلان

حرك الشاب الثلاثيني لحيته بيده، وأشاح ببصره في آخر الشارع الذي خلى من المارة بعد منتصف الليل، ثم التفت إلى جلسة الأصدقاء التي عاد إليها منذ 5 سنوات بعد انقطاع طويل بداية من 2012 تحديدا وقت تحضير مكتب إرشاد جماعة الإخوان لتحالفات وخطط سرقة كرسي رئاسة مصر، وقال «الأيام دي كنا بناخد الأوامر بتوزيع الزيت والسكر قبل رمضان على الناس بخطط منظمة بالكشوفات مع تلميع أسماء القيادات وتوصيل رسائل ».

في 2015 قرر يسري، خريج هندسة و35 عاما، قطع علاقته بكل ما يربطه بالإخوان بداية من فكرهم، بعدما اكتشف ألاعيب العصابة وسقط اللثام ليظهر الوجه الحقيقي للجماعة، وهو يتذكر الآن تفاصيل استغلال الإخوان للبسطاء من المصريين وشراء احتياجاتهم بكراتين الزيت والسكر.

قصة الشباب الذي استغلته الجماعة في معركة الزيت والسكر من قبل، يعرف تفاصيلها غالبية الشعب، حتى أدق تفاصيل خطط قيادات الإخوان في محاولات السيطرة على المجتمع وشراء الذمم والخرائط السرية لإخضاع العقول بإطعام الأفواه. 

زيت وسكر
 

قبل نحو 9 سنوات من الآن، وفي توقيت حلول شهر رمضان، كانت كتائب جماعة الإخوان تتجهز في الخفاء اللعب بأحد كروتها في الخفاء، كسب البسطاء بحيلة كراتين الزيت والسكر، تلك الحيلة التي خرجت إلى العلن عيانا بيانا في حركة نشطة أيام الانتخابات. 

خلال فترة تولي الجماعة الحكم، لجأوا إلى اللعب على وتر الظروف الاقتصادية للوصول للفئات الأكثر احتياجا، واستغلال احتياجات المواطنين لاستمالتهم واستقطابهم ثم نشر أفكارهم تحت دافع وضغط العوز والتي تعتبر من أهم أسلحة التنظيم.

الزيت والسكر
 
ووفق لاعترافات قيادات التنظيم، المنشور معظمها بالموقع الرسمي "التوثيقي" للإخوان، فإن "شهر رمضان شهد أكبر عمليات التجنيد داخل الجماعة"، خاصة في المناطق التي كانت المساجد الصغيرة والزوايا تقع تحت سيطرتهم بشكل شبه كامل، لكن منذ عام 2014 وبالتزامن مع الاستراتجية الشاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف شرعت الدولة في إجراءات صارمة من خلال وزارة الأوقاف والجهات المختصة لاستعادة كافة المساجد التي سيطر عليها الإخوان واستغلوها لنشر الفكر المتطرف وتجنيد الأعضاء، خاصة خلال أيام الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر الكريم.
 
زيت وسكر الحرية والعدالة
 
في 2021 أصبح استقطاب البسطاء الكارت الأخير المحروق لتنظيم الإخوان، بعدما اختفت أنشطتهم في رمضان التي طالما ادعوا أنها خيرية وتنفع المجتمع، وسرعان ما انكشفت اللعبة بأنها لم تكن سوى أقنعة لتجنيد مزيد من العناصر، اعتمدت فيها الجماعة على الشعارات الدينية كأداة ترويجية لأفكارها وجذب الأعضاء، فإن شهر رمضان كان يمثل فرصتها الذهبية لتحقيق ذلك.

مصر تقطع الطريق على استغلال الإخوان للبسطاء

«مبادرة حياة كريمة محاولة لعلاج مسائل مزمنة في مناطق هي الأكثر فقرا على الإطلاق في بلدنا ونغيرها تماما في 277 قرية، لا إحنا بنتكلم يعنى ميبقاش فيه بيت نسيبه، ولا طريق نسيبه ولا صرف صحي وتوصيل مياه الشرب والكهرباء».. كان هذا التصريح الذي جاء على لسان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي إسقاطا مباشرا على الواقع الذي أصبحت تتحرك الدولة به، في تحول إلى حماية البسطاء وانتهاء لعصور من الظلام باستغلال احتياجاتهم.

بالعودة إلى 2019 أطلق الرئيس السيسى، مبادرة وطنية، لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً، وانطلقت لتغيير حياة الناس في كل المجالات بعيدا عن الشعارات أو استغلال في سلطة أو حكم، الآن العمل من أجل المصريين فقط ولوجه الوطن لا غير، ودون خفاء أو ألاعيب من وراء الستار، وبالمشاركة مع منظمات المجتمع المدنى لتشمل القرى والنجوع الأكثر احتياجا، للارتقاء بمستوى الخدمات للمواطنين ورفع المعاناة عن كاهل الأسر الفقيرة.
 

استهدفت المبادرة التي حققت نتائج ملموسة على أرض الواقع لا ينكرها أحد، الفئات الأكثر احتياجا في المرحلة الأولى 375 قرية، تتراوح نسبة الفقر فيها 70% فأكثر، يستفيد منها 4.5 مليون إنسان في مراكز 14 محافظة، وبلغت قيمة تكلفة المرحلة الأولى 13.5 مليار جنيه، وتم الانتهاء من 600 مشروع وجارى تنفيذ 1580 مشروعا، تستهدف تطوير كل مجالات البنية التحتية للقرى والنجوع، مياه الشرب والصرف الصحي والطرق والكهرباء والغاز والاتصالات، وتوفير سكن كريم للبسطاء من ترميم الأسقف إلى بناء منازل بالكامل، واهتمت المبادرة بمشروعات جمع القمامة وبحث كيفية إعادة تدويرها.

 

 

كلمة النهاية
 
بلا رجعة انتهى ما كانت تحققه جماعة الإخوان بالفعل بعد انتهاء شهر رمضان بضم العديد من الأفراد ليلتحقوا بالمرحلة التمهيدية في الجماعة بصورة تفوق أي وقت آخر طوال العام، بالطبع هذا الوضع تغير اليوم نتيجة قدرة الدولة على احتواء نشاط الجماعة وتحجميه من ناحية ثم إطلاق المبادرات لسد احتياجات الفقراء حتى لا يكونوا فريسة للإخوان أو غيرهم من ناحية أخرى، فلم تعد الجماعة قادرة على ممارسة أنشطتها العامة، ولا أنشطتها الخاصة لإفساد العقول وشراء الضمائر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق