الحبس سنة وغرامة 100 ألف جنيه.. كيف يعاقب القانون إرسال رسالة (لا تجعلها تقف عندك وارسلها لـ10)؟

الإثنين، 12 أبريل 2021 04:40 م
الحبس سنة وغرامة 100 ألف جنيه.. كيف يعاقب القانون إرسال رسالة (لا تجعلها تقف عندك وارسلها لـ10)؟
رساله

تنتشر من حلول المناسبات الدينية، خاصة شهر رمضان المعظم، ظاهرة إرسال رسائل التهنئة العشوائية من خلال تطبيقات الهاتف المحمول، من عينة "إرسلها لعشرة ولا تجعلها تقف عندك"، بزعم أنها رسائل دينية، ما أصبحت تشكل إزعاجا نظرا لكثرة إرسالها بشكل مكثف طوال اليوم.

وفي التقرير التالي، نستوضح إشكالية ضخ مثل هذه الرسائل من الناحية القانونية، وما هي عقوبة من يرسلها، سواء بالحبس أو التغريم.

تجريم المشرع للرسائل المزعجة

وعن موقف القانون من الرسائل المزعجة – يقول الخبير القانونى والمحامى محمد الصادق، إن مسألة الأشخاص الذين يرسلون رسائل – عشوائية - من عينة "إرسلها لعشرة ولا تجعلها تقف عندك"، و"أرسلها لكل أحبابك"، فإن الموضوع مجرم من الناحية القانونية طبقاَ لنص المادة 25 فى الفصل الثالث من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018، وكذا الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتى غير المشروع، حيث جرى نصها على أن:

"يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو (ارسل بكثافة العديد من الرسائل الاليكترونية لشخص معين دون موافقته)، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع اليكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو بالقيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة ام غير صحيحة".

 

الحبس 6 أشهر وغرامة 100 ألف جنية

وأضح من العبارة التي بين قوسين، أنها عاقبت على إرسال تلك الرسائل، بعقوبة الحبس الذي لا يقل عن 6 شهور أو الغرامة من 50 إلى 100 ألف جنية، حيث إن مسألة إرسال رسائل بكثافة مثل هذه النوعية يعتبر - مؤذى للغير - الأمر الذى جعل المشرع يفرد له نصاَ خاصاَ فى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وذلك لأن هذه الرسائل تعتبر انتهاك للخصوصية وإزعاج للغير، ومثل هذه المناسبات فى عيد الأضحى وغيرها تُعد موسما للأشخاص المحترفين فى إرسال مثل هذه الرسائل ومنهم من يرسل رسائل دينية، وردد قائلاَ: "أقسم بالله هو نفسه مش بيكون قراها، فياريت نحترم خصوصيات بعض، وحتي لو محدش رفع عليك قضية، لكن أسهل حاجة يتعملك بلوك، وفى يوم قد تحتاج تبعت رسالة في موضوع هام لذلك الشخص، فتكتشف أنه عملك بلوك من كتر رسايلك التافهة"، وهى جرائم تختص بها المحاكم الاقتصادية. 

 

المقصود بالإزعاج أو المضايقة: 

ويقصد بالإزعاج أو المضايقة الاستخدام السييء لأجهزة الاتصالات بُغية إزعاج الغير أو مضايقته ودون مبرر من خلال مناداة الغير عن طريق هذه الأجهزة كى يجيب النداء دون أى خطاب مفيد ولمجرد العبث بوقته وإقلاق راحته وتكديره ومضايقته، والإزعاج لا يقتصر على السب والقذف بل يتسع لكل قول أو فعل تعمَّده الجاني ويضيق به صدر المواطن وتقع الجريمة متى تحقق الإزعاج أو المضايقة من خلال أي جهاز من هذه الأجهزة.

1024857-iStock-854446566

 

هل تنقضي هذه الجريمة بالتصالح؟ 

لا أثر للصلح على جريمة من تعمد إزعاجا للغير بأجهزة الاتصال الحديثة ولكن للقاضى من خلال ظروف الدعوى وملابساتها أن يأمر أو لا يأمر بوقف تنفيذ العقوبة التي يحكم بها على المتهم، وهذا الحق لم يجعل الشارع للمتهم شأنا فيه، بل خص قاضي الموضوع به ولم يلزمه باستعماله بل رخص له في ذلك وتركه لمشيئته وما يصير إليه رأيه، ومما يجدر التنبيه إليه هو وجوب لجوء المجنى عليه إلى الجهات المختصة فإذا كان الإزعاج عن طريق المحمول "رسائل S M S أو شتائم وتم تسجيلها أو كثرة الاتصال دون رد أى عدد كبير من المزدات"، فيكون الإبلاغ فى قسم مباحث التليفونات ويتعين تقديم التليفون لمطالعة الرسائل أو الحديث المسجل لإثباته فى المحضر – الكلام لـ"الصادق".

 

الحبس جزاء الإزعاج بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات

كما تنص المادة 166 من قانون العقوبات على معاقبة من يتعمد إزعاج الغير ومضايقتهم بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات، بأن: "كل من تسبب عمداً في إزعاج غيره بإساءة استعمال أجهزة المواصلات التليفونية يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تزيد على 100 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين".

 

فرض قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات والمعروف إعلاميا باسم "جرائم الإنترنت"، عقوبات رادعة في حالة الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، بعد حالة الفوضى التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وانتهاك الحياة الخاصة للمواطنين.

المادة 25 في الفصل الثالث من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه في الجرائم التالية:

1- كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة.

2- كل من أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته عبر "فيس بوك" و"واتس آب".

3- كل من نشر عن طريق الإنترنت معلومات أو أخبار أو صور وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة ام غير صحيحة.

كما عاقب التشريع بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 300 ألف جنيه، كل من تعمّد استعمال برنامج في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للآداب العامة أو لإظهارها بطريقة من شانها المساس باعتباره أو شرفه.

يشار إلى أنه فى حالة تعرضك لتلك الرسائل المزعجة توجه ببلاغ رسمي إلى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، والذي يقم بفحص البلاغ وإحالته إلى نيابة الشئون المالية والتجارية، وبعد التحقيق في الواقعة يتم إحالة القضية إلى المحكمة الاقتصادية المختصة، وفقا للقانون ونص المادة 25 المتعلقة بالجرائم الاعتداء على حرمه الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي غير المشروع. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق