مصر الحضن الأكبر وشريان الدعم: مساعدات طبية وإغاثية ودعم وتدريب في أفريقيا

الخميس، 20 مايو 2021 02:00 م
مصر الحضن الأكبر وشريان الدعم: مساعدات طبية وإغاثية ودعم وتدريب في أفريقيا
مساعدات طبية وإغاثية لمنكوبى الفيضانات بالسودان

الحضن الأكبر وشريان الدعم لكافة الدول الأفريقية، تلك هي طبيعة العلاقة المصرية مع دول القارة السمراء، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي أولى دول القارة اهتماماً من طابع خاص؟
 
ونجح الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار سنوات فى إعادة مصر إلى محيطها الأفريقي، واستعادة مكانتها بين دول القارة، إيماناً من إدراكه الواسع لأهمية الامتداد الأفريقي لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة، واعتزاز القاهرة بانتمائها للقارة السمراء.
 
وتكللت بالنجاح الجهود المصرية فى مسيرة العودة للحضن الأفريقى على مدار الـ5 سنوات الأولى من حكم الرئيس عندما تسلمت مصر رئاسة البلاد للاتحاد الأفريقى لعام 2019، وهو ما تأكده لغة الأرقام، حيث رفعت مصر مستوى تعاونها فى مجالات مختلفة وكثفت جهود التواصل المستمر والتعاون وتبادل الزيارات، وحتى تقديم الدعم والمساعدات للأشقاء.
 
وحرصت القيادة السياسية على تأكيد الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقى، فى مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمى، والمساهمات المصرية فى برامج الاتحاد الأفريقى، وعملت على تنمية دول القارة بشكل عام، ودول حوض النيل خصوصاً، فضلاً عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصرى تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصرى الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين فى عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب فى المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفنى للتعاون مع أفريقيا» التابع لوزارة الخارجية.

مصر والسودان.. دعم متواصل وعلاقات أخوة وجيرة

تمثل دولة السودان عمقاً استراتيجياً لمصر، وتميزت العلاقات بمتانتها بين الشعبين، ومع دخول السودان مرحلة سياسية جديدة وتخبط سياسي، كانت اليد المصرية بمثابة العون، فساندت القاهرة الخرطوم، خلال الفترة الانتقالية بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير فى 2019، وتولى مجلس السيادة الانتقالى إدارة البلاد بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان.

وجاء ذلك من منطلق حرص الدولة المصرية على استقرار محيطها الإقليمى،  بما يؤكد عمق العلاقات المصرية السودانية، والعمل على تعزيز القدرات المشتركة لمواجهة التحديات المشتركة لضمان أمن واستقرار البلدين، وهو ما أكدته زيارة الرئيس السيسي رسمياً إلى السودان فى مارس 2021.

وفى مايو الجارى، قال الرئيس السيسى خلال لقائه بالفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى فى باريس، إن مصر ستشارك فى المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال استخدام حصة مصر لدى صندوق النقد الدولى لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها.
 
ولم يقتصر الدعم المصري للخرطوم سياسياً فقط، ففي أكتوبر 2020 أرسلت مصر وفدا طبيا لعلاج مصابى الثورة السودانية، كما فتحت وزارة الصحة المصرية مستشفياتها لعلاج مصابى الثورة السودانية.
 
وفى مارس 2021 وصل 33 مصابا لاستكمال علاجهم فى القاهرة، كما تأتى المساعدات الإنسانية تأكيدا على عمق الروابط. وفى مواجهة خطر انتشار فيروس كورونا أرسلت القوات المسلحة فى يونيو 2020 قافلة مكونة من 4 طائرات عسكرية مصرية محملة بمستلزمات طبية لمكافحة فيروس كورونا، كدفعة أولى من مساعدات عاجلة وجه الرئيس السيسى بنقلها للسودان.

مصر والسنغال.. علاقات اقتصادية وسياسية قوية 

بدأت العلاقات المصرية السنغالية مبكراً، وكانت مصر من أولى الدول التى اعترفت بجمهورية السنغال فور استقلالها، وتزايدت أواصر الصلة بين البلدين بمرور السنين، حيث تشهد العلاقات نمواً مطرداً على جميع المستويات وتوافق الرؤى تجاه القضايا الدولية، والتعاون فى المحافل الدولية والإقليمية، ولا سيما الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد الأفريقى وتجمع الساحل والصحراء. 
 
وتحرص مصر على المشاركة فى المحافل الأفريقية، حيث تشارك سنويا فى منتدى "داكار" الدولى حول السلم والأمن فى أفريقيا، والذى أطلقه الرئيس السنغالى ماكى سال فى 2014 فى إطار تدعيم آليات العمل الأفريقى المشترك لمجابهة التحديات المختلفة التى تواجه القارة الأفريقية، ويبحث المنتدى سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب فى القارة الأفريقية.
 
وترغب السنغال فى وجود مصر بقوة فى منطقة غرب أفريقيا والساحل الغربى، وأن يكون للسنغال وجود فى منطقة شمال شرق أفريقيا، وقد شهد التبادل التجارى بين البلدين ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات السابقة، حيث ارتفعت الصادرات المصرية للسنغال من نحو 30 مليون دولار عام 2015 إلى 47 مليونا و300 ألف دولار عام 2016، وتصل قيمة الواردات السنغالية للسوق المصرى إلى نحو مليون دولار بإجمالى حجم تبادل تجارى بين البلدين 48 مليونا و300 ألف دولار، وذلك وفقا للمركز التجارى الدولى التابع للأمم المتحدة، وبالتالى تعتبر مصر ثانى أكبر شريك تجارى مع السنغال
 

مصر وأوغندا.. علاقات أمنية وسياسية قوية 

منذ أكثر من 30 عاماً، حرصت القيادة المصرية على التعاون والتنسيق بين البلدين، بشأن العديد من جوانب العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية، وبشأن القضايا الإقليمية.

وتتسم العلاقات المصرية الأوغندية بقوة ومتانة تعكسهما وجهات النظر المشتركة بين البلدين، فضلا عن التعاون والتنسيق بين البلدين فى القضايا الإقليمية على رأسها قضية المياه ومحاربة الإرهاب والأزمات الإقليمية.

ومن بين مجالات التعاون احتضنت مصر تدريب العناصر الأوغندية فى مجال مكافحة الإرهاب، وتحظى أوغندا بفرص تدريب عظيمة فى أرقى الكليات العسكرية المصرية، بهدف تعزيز التعاون فى مجالى الدفاع والأمن بين البلدين، هذا ويمتد التعاون الثنائى إلى مجالات التبادل التجارى والزراعة.


وفى نوفمبر 2015 أعلنت مصر أن إجمالى المساعدات التى قدمتها على مدار 16 سنة متواصلة إلى أوغندا، لتطوير المشروعات المائية بلغت أكثر من 22.4 مليون دولار، تم تقديمها كمنحة مصرية، شملت مشروعات التعاون الفنى بين وزارة الموارد المائية والرى المصرية ووزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك الأوغندية متمثلة فى المشروع المصرى والأوغندى لمقاومة الحشائش المائية بالبحيرات العظمى بأوغندا. وفى أغسطس 2018، نفذت مصر مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة "كسيسى" بغرب أوغندا، وبلغت تكلفته 2.7 مليون دولار منحة مصرية، بحسب محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى.

مصر والكونغو الديمقراطية تطوير ملحوظ في كل المجالات 

تطور إيجابى وملحوظ على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا وكذلك ثقافيا شهدته العلاقات بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لا سيما خلال السنوات الأخيرة، حيث عملت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية على تحقيق تطور ملموس فى كل مجالات التعاون المشترك بين البلدين.
 
وهناك تطابق فى وجهات النظر بين القاهرة وكينشاسا بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، منها مياه النيل والحاجة لاستمرار التفاوض بين جميع دول الحوض للوصول إلى التوافق الأمثل للمضى قدما فى المشروعات والبرامج الكفيلة بتحقيق كل مصالح دول الحوض، إذ يمثل هذا التطابق الركيزة الأساسية للعلاقات المتنامية.
 
وفى إطار حرص مصر على دعم الاستقرار والتنمية فى الكونغو، فقد شاركت قوات مصرية فى عام 2009 لحفظ السلام تحت مظلة الأمم المتحدة «مونوك» ولمراقبة الأوضاع التى حدثت نتيجة للاضطرابات التى تعرضت لها منطقة شرق الكونغو.
 
وأرسلت خلال أزمة كورونا فى يونيو 2020 شحنة مساعدات طبية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، لمساعدتها على مواجهة فيروس كورونا، شملت أجهزة طبية ومعدات.
 
وفى يناير 2020 التقى الرئيس السيسى مع الرئيس فيلكس تشيسيكيدى رئيس الكونغو الديمقراطية، وذلك فى إطار مشاركته فى «قمة أفريقيا - بريطانيا» بلندن، وأشاد الأخير خلال اللقاء بالدور المصرى البارز خلال عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى 2019 فى تعزيز العمل الأفريقى المشترك، والمساهمة فى تحقيق التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادى لدول القارة وطرح الشواغل الأفريقية.  وكان آخر لقاء جمع الزعيمين فى مصر مايو 2021، وتناول آخر تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسى تقدير مصر لجهود الرئيس الكونغولى والثقة فى قدرته للتعامل مع الملف، وحرص مصر على دعم تلك الجهود فى إطار المسار التفاوضى.
 
مصر وغينيا الاستوائية.. علاقات متميزة 
وتتمتع العلاقات المصرية مع غينيا الاستوائية منذ استقلالها في 1968 بتميز وقوة كبيرة، حيث تشعبت بين منح ومساعدات ودعم سياسي واقتصادي.
 
وحرصت مصر على دعم الكوادر الغينية من خلال الدورات التدريبية التى ينظمها الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية فى العديد من المجالات مثل الصحة والقضاء والشرطة والزراعة والتعليم وتدريب الدبلوماسيين وغيرها.
 
وعلى الجانب الإنسانى أرسلت مصر شحنة مساعدات طبية وإنسانية إلى غينيا الاستوائية، لإغاثة ضحايا التفجيرات التى شهدتها مدينة باتا خيل شهر مارس 2021 فى إبريل 2021.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة