إنها مصر العظيمة

الجمعة، 21 مايو 2021 06:37 م
إنها مصر العظيمة
شيرين سيف الدين

 
حقا صدق من قال "إن مصر تمرض لكن لا تموت"، فكم مرت على مصر الشدائد وضاقت عليها الأيام، إلا أنها كانت تخرج من كل شدة وضيق أقوى من ذي قبل بفضل حماية الله قبل كل شيء لأرضها الطيبة، وتماسك جيشها وشعبها ورفضهم الاستسلام لأي ظرف كان.
 
كانت مصر وستظل رغم أنف الجميع ورغم محاولات الكثيرين كسرها هي رأس حربة الأمة العربية وقلبها النابض الذي إن توقف مات الجسد ولم يعد له فائدة.
 
رغم ما مرت به مصر السنوات الماضية ورغم اعتبار البعض لما حدث أنه نكسة ونكبة، إلا إنني أراه رغم آلامه أشبه بالعملية الجراحية الصعبة التي تحتاج لفترة نقاهة واستشفاء لتضميد الجرح وإزالة آثار المرض المتفشي في الجسد، وتطهيره من الصديد والالتهاب وكل ما تسبب في إصابته بالمرض وما نتج عن آثار الجراحة، وكما أن هناك أجسادا قوية ولديها مناعة أقوى من غيرها كذلك هي مصر القوية لديها قدرة على التحمل تجعلها أقوى بعد كل جرح وتمنحها عزيمة البقاء الذي يثبت أنها عصية على الفناء إلى يوم الدين.
 
لم تكن مصر يوما دولة طامعة ولا معتدية بل على العكس ظلت دائما وأبدا سندا للجميع. لم تقع دولة شقيقة إلا ومدت لها مصر يد العون لتساعدها على النهوض، ولم تشارك مصر أية دولة في الاعتداء على دولة شقيقة حتى وإن كانت المحاربة حليفة لمصر. فتحت أبوابها لجميع الشعوب العربية والإفريقية واعتبرتهم أبناءها دون تفرقة ولا عزل ولا اعتبارهم لاجئين كي تستفيد من وراءهم كما فعلت دول عدة، وكان الاختيار الأوحد والدائم لمصر هو لم الشمل والمساعدة حتى وإن كان من قوت شعبها لذا فهي تستحق لقب الشقيقة الكبرى وعن جدارة.
 
لعدة سنوات ظلت الكثير من وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تديرها منظمات كبرى تلعب دورا دنيئا في محاولة التقليل من قيمة مصر ودورها الداخلي والخارجي وتشويه صورتها وكسر عزيمة شعبها، تارة بترويج الإشاعات، وتارة إخرى ببث روح الفرقة، وآخرها اتهام مصر بالتخاذل تجاه القضية الفلسطينية وكأن مصر التي ينكرون عنها صفة العظمة أصبحت المسؤول الوحيد عن حل القضية، وهو بالمناسبة "اعتراف ضمني بقوتها"، ولأنها بالفعل دولة عظمى ذات دور إقليمي مهتمة بشؤون الجميع، وتعتبر كل الشعوب العربية كيان واحد، اتخذت زمام المبادرة لحقن دماء أبناء غزة وتهدئة الأوضاع المشتعلة.
 
وكان للمبادرة المصرية صداً مسموعاً على مستوى العالم، ونزل الجميع على رغبتها حتى أن الرئيس الأمريكي بايدن -الذي تصور البعض أنه سيقف ضد رغبة الشعب المصري في اختيار قيادته وأنه سيلعب دورا في إضعاف القيادة المصرية - قد سلم بالأمر الواقع، واستوعب قوة مصر الحقيقية وقيمة رئيسها ومسؤوليها واتصل بالرئيس عبد الفتاح السيسي هاتفيا مثنياً على دوره الأخير حيال الأزمة الفلسطينية ومؤيدا لمبادرة مصر لوقف إطلاق النار.
 
وبدأت اليوم وسائل الإعلام الدولية التي وجهت جهودها ضد مصر لسنوات في التسليم بالأمر الواقع والبدء في نشر الأخبار التي تعترف بأهمية المبادرة المصرية، وإبراز موافقة كل من قادة حركة حماس ومجلس الوزراء الإسرائيلي على وقف إطلاق النار غير المشروط كما اقترحت مصر.
 
إن المتابع للأحداث وتسلسلها يستطيع أن يرفع رأسه عاليا حيث أن مصر الدولة الوحيدة التي قررت إعادة إعمار غزة ومساندة شعبها بالأفعال لا بالأقوال، وعندما أصدر الرئيس السيسى قراراه بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الأحداث الأخيرة، لم تفعل كما فعلت بعض الدول من قبل بمنح الأموال للقادة الفلسطينيين دون أن يستفيد أهل غزة استفادة حقيقية من تلك المساعدات على مدار سنوات، فجاءت مبادرة الإعمار المصرية مختلفة وحقيقية، لتكون بأياد وشركات مصرية قررت بناء غزة كما فعلت من قبل على أرض مصر لإعادة رونقها وتوسيع رقعتها السكانية، وتحسين مستوى بنيتها التحتية، وفي الوقت الذي بدأت مصر فيه تعمير سيناء المتاخمة لغزة ستبدأ في بناء غزة من جديد من أجل شعبها الذي أتمنى من كل قلبي أن يقدر الدور المصري، ويعلم أن أمن مصر وسلامها واستقرارها هو أمن واستقرار لفلسطين كلها وهو نقطة ضعف العدو الكبرى .
 
وفي النهاية أود أن ألقي الضوء وأركز على خبر هام لخطوة هامة جدا توضح مدى ما وصلت إليه مصر من قوة وسيطرة فعلية على الأرض، وهو قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي إرسال وفدين أمنيين للأراضى الفلسطينية وإسرائيل، لمتابعة تثبيت وقف إطلاق النار حتى لا يتلاعب أحد الأطراف أو يحاول كسر الهدنة، فمصر لا تأخذ بالوعود الزائفة، ولا تقوم بأدوار تمثيلية من الأجل الحصول على "الشو" الإعلامي، بل تقرر ما ترغب في تنفيذه على الأرض بشكل فعلي، وعلى من يحاول التلاعب تحمل النتائج.
 
عودة قوية للدور المصري تعزز ثقتنا في قيادتنا التي لم تخزلنا يوما في أي قضية أو أزمة وتجعلنا نثق في قدرتها الفائقة على حل جميع الأزمات مهما بدت مستعصية للعامة.
 
وأود أن أختتم بكلمات ذات مغزى للجميع لعلهم يتذكرون: أنا إن قــدَّر الإله ممــــــاتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي.
 

 

تعليقات (2)
تحيا مصر
بواسطة: دينا شمس
بتاريخ: الجمعة، 21 مايو 2021 07:33 م

تحيا مصر دائما وأبدا

روعة
بواسطة: أمل
بتاريخ: الجمعة، 21 مايو 2021 08:08 م

يسلم القلم اللي كتب وتحيا مصر

اضف تعليق