من الشهد والدموع لـ ليالي الحلمية.. أعمال أسامه أنور عكاشة خالدة في ذكرى رحيله الـ 11

الجمعة، 28 مايو 2021 10:53 م
من الشهد والدموع لـ ليالي الحلمية.. أعمال أسامه أنور عكاشة خالدة في ذكرى رحيله الـ 11

حاضر بقوة رغم الغياب، أعماله لا تزال معنا، شخوصه وأبطاله لا نزال نتذكرهم اسما اسما، كتاباته تحمل بصمة لا يمحوها الزمن، فمهما مر من زمان على رحيله يبقى فى ذاكرتنا الفنية والإبداعية إلى الإبد، أنه سؤال وجواب الدراما الأشهر، وسر ولغز الجمال على الشاشة الصغيرة، عميد الدراما المصرية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.

وتمر اليوم الذكرى الـ11 على رحيل الكاتب الكبير والسينارست أسامة أنور عكاشة، أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو فى الدراما المصرية والعربية، إذ رحل عن عالمنا فى 28 مايو عام 2010، وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة فى مصر والعالم العربية.

كانت الأعمال الدرامية تكتسب شعبيتها منسوبة إلى اسمه فكان يقال "مسلسل جديد لأسامة أنورعكاشة" بغض النظرعن النجم الذى يتصدر تلك الأعمال، فكان لعميد الدراما المصرية علامات درامية لا تنسى أبرزها «الشهد والدموع» و«ليالي الحلمية» و«ضمير أبلة حكمت» و«الراية البيضا» و«أرابيسك» و«زيزينيا» وغيرها، مقابل 5 أعمال سينمائية فقط في أرشيف الكاتب الكبير هي "كتيبة الإعدام"، «تحت الصفر»، «الهجامة»، «دماء على الأسفلت»، «الطُّعم والسنارة»، وفيلم بعنوان "الإسكندرانى" لم يخرج للنور، ربما لم تلق نفس الصيت التي لاقته نظيراتها فى الدراما .

كانت بداية أسامة أنور عكاشة مع الأدب، وظهر هذا في تميزه في كتابة الحوارات الطويلة ذات العمق والتي تمكن من خلالها في سرد تاريخ مصر عبر عصور عدة، وعلى لسان شخصيات تختلف فكريا ونجح في تشريحها نفسيا  وتتطور مع الأحداث لتظهر في بداية العمل على حال ومع النهاية تكون في حالة أخرى، تاركًا انفعالاته تحرك السيناريو غير متقيد بزمن معين كما هو معتاد في الكتابة السينمائية .

من الأخبار السعيدة لعشاق الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة إعلان المخرج رؤوف عبد العزيز إخراج فيلم من تأليف عميد الدراما المصرية بعنوان "الباب الأخضر" والذى كشفت كواليسه ابنته نسرين عكاشة؛ وقالت في تصريح لـ"اليوم السابع" إن الفيلم من أقدم الأفلام التي كتبها أبى وذلك خلال فترة الثمانينات ضمن مجموعة من الأفلام التي كتبها قبل رحيله.

وأضافت ابنة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، أنه أثناء البحث في محتويات أبى اكتشفنا وجود فيلم "الباب الأخضر" وسط أعمال أخرى لم تر النور،  وبمجرد معرفة المخرج رؤوف عبد العزيز تواصل معنا على الفور من أجل قراءته وتقديمه عملا سينمائيا .

وعن اختلاف وقت وظروف كتابة الفيلم، أوضحت نسرين عكاشة أنها حينما قرأت العمل شعرت أنه يتحدث عن واقعنا الحالى، واصفة الفيلم بأنه يصلح لكل زمان باستثناء استخدام التكنولوجيا ونمط حياتنا اليومية في الوقت الحالى .

وبسؤالها حول إمكانية إضافة أو حذف أجزاء من الفيلم ليتناسب مع وقتنا الحالى، أكدت أن المخرج رؤوف عبد العزيز قال لها: "مش محتاج أضيف غير رؤيتى كمخرج فقط".

وحول قلة أعمال الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في السينما صرحت نسرين عكاشة بأن أبيها كان دائما يقول إنه من الطبيعى أن يكون كاتبا في قمة نجاحه في منطقة دون غيرها، مضيفة أنه كان شغوفًا أكثر بالدراما ويرى أنه يستطيع أن يقول كل شيء لديه خلال 30 حلقة على عكس فيلم لا يتعدى زمنه 120 دقيقة

سألنا نسرين عكاشة، كيف يمكن تصنيف فيلم "الباب الأخضر" ؟ هل يمكن اعتباره فيلما تجاريًا أم فيلم مهرجانات؟ فقالت إن أبيها طيلة حياته كان لا يحب تلك التصنيفات  كما أنها ترى أن الفيلم يتسع لكل تلك التصنيفات سواء كان تجاريًا أوفيلم مهرجانات .

وعن موضوع الفيلم رفضت الكشف عن تفاصيل العمل في الوقت الحالي إلا أنها قالت إن الشخصية المصرية هى قضية أبى فى كل أعماله على اختلاف قصصها .

لكن على الجانب الآخر كان للراحل عدة تجارب إبداعية أخرى مع الكتابة الأدبية فى القصص القصيرة والرواية، فضلا عن كتبه النثرية ومقالاته، ومنها هى:

"أحلام فى برج بابل"، صدرت عام 1984 هذه الرواية تتناول حياة رجل ترك القاهرة كلها ليبحث عن ميلاد جديد له عبر واقع حلم ظل يراوده وهو البحث عن برج بابل، وتسوقه أيام الاكتشاف الى المكان المنشود، حيث يبدو البرج بعيدا بعيدا كخاطر يخفق فى لجة الزمن، وخلال موقعه الجديد يحاول أن يتعرف على معنى وجوده فى الحياة وحين لا يجد جوابا صريحا يتسرب داخله تيار بارد من رعب وحشى يتخلق فى رحم الوحدة.

احلام فى برج بابل

"مقاطع من أغنية قديمة"، فهى مجموعة قصصية صدرت عام 1985، يتحدث فى نصوصها الكاتب عن شاعر خلال مرحلتى الطفولة والمراهقة، فتجده فى حاله العجز والتمرد الذل والضعف وأحيانا الدفاع والنكوص، وكأنه عاش طفولة بائسه أقرب إلى الاحتقار، وتجده الشاب الثائر الذى عانى مراره الاعتقال وقاسى أنواع العذاب.

مقاطع من اغنية قديمة

"همس البحر"، رواية صدرت عام 2009، وصفها مؤلفها بأنها رواية وجدانيات، عبارة عن كلمات نثرية وجدانيات انبعثت من كاتب عبقرى له صولات وجولات فى سيناريوهات السينما المصرية العريقة، مميز بسردها السلس ولغتها الواضحة كما أن أسلوب سردها المميز ساهم فى تكوين حبكة قوية زادت من عنصر التشويق والإثارة بالرواية. فهى واحدة من أشهر الروايات العالمية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق