30 يونيو.. عندما صحح الشعب مسار الدولة وانحاز الجيش للثوار

الأربعاء، 30 يونيو 2021 07:00 م
30 يونيو.. عندما صحح الشعب مسار الدولة وانحاز الجيش للثوار

حلم المصريون فى يوم ما أن ينتهى حكم جماعة الاخوان الإرهابية، ومع بزوغ شمس يوم 30 من يونيو خرج الملايين من منازلهم الآمنة المطمئنة، استعداداَ لإزاحتهم ليس من الحكم فقط بل من المشهد السياسى بأكمله، وذلك فى ثورة حكى ويحكى عنها العالم أجمع.
 
الشعار الذى حمله المصريون فى ذلك اليوم كان (يسقط يسقط حكم المرشد)، حيث  اعتبروا أن محمد مرسى لم يكن الرجل الذى يتولى إدارة الدولة كرئيس للجمهورية، ولكنه كان ينفذ الأجندة الخاصة بالجماعة فى مصر لبسط نفوذهم على البلاد.
 
منذ تولت الإخوان الارهابية الحكم قبل عام سابق على ثورة 30 يونيو راقب المصريون الوضع والمشهد من كل جوانبه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولم يجدوا بدا إلا إزاحتهم عن الحكم، فانطلقت المظاهرات فى جميع ربوع مصر دون توقف، وذلك حتى يوم الخلاص المشهود فى التاريخ المصري وهو 3 يوليو 2013، الذى انتصرت فيه إرادة الشعب بعزل محمد مرسى، فعمت الفرحة بجميع أنحاء الوطن ومنذ ذلك التاريخ دخلت مصر عهدا جديدا.
 
كانت اللحظة الفارقة بالنسبة للشعب المصري في تحقيق حلمه الذي سعى إليه بعزل محمد مرسي رسميًا من منصب رئيس الجمهورية، بعد إعلان الجيش المصري تأييد مطالب الشارع والانحياز لها، وبعد مرور مهلة الـ 48 ساعة التى منحتها القوات المسلحة له للاستجابة لمطالب القوى السياسية، وذلك بعد خروج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين في جميع أنحاء الجمهورية، لإنقاذ وطنهم من استبداد حكم جماعة الإخوان، والقضاء على ممارسات التنظيم من عنف وإرهاب.
 
وعلى النقيض كان المشهد في ميدانى رابعة العدوية والنهضة، مقر اعتصام جماعة الإخوان وأتباعها المسلحين، اللذين وقع عليهم البيان كالصاعقة، ورفضوا الاعتراف بثورة 30 يونيو، ومنذ ذلك الحين بدأ مسلسل الدم والإرهاب على يد جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها.  
 
من جانبه، قال محمود البدوي المحامي بالنقض والخبير الحقوقي، إن خروج ملايين المصريين من منازلهم آمنين مطمئنين، استعداداَ لإزاحة جماعة الإخوان من المشهد السياسي بإرادة شعبية فى 30 يونيو 2013 ثائرين ضد الإخوان، وشعارهم المدوي ( يسقط يسقط حكم المرشد )، ما كان لهذا الحراك الشعبي أن يكتب له النجاح لولا حماية جيش وشرطة مصر البواسل الأبطال حماة الشرعية الشعبية .
 
وأضاف البدوي، أن 30 يونيو كان تاريخا فارقا بالنسبة للشعب المصري في تحقيق حلمه الذي سعى إليه بعزل محمد مرسي رسميًا من منصب رئيس الجمهورية ، بعد إعلان الجيش المصري تأييد مطالب الشارع والانحياز لها ، وبعد مرور مهلة الـ 48 ساعة التي منحتها القوات المسلحة له للاستجابة لمطالب القوى السياسية، وهو ما مثل الإرهاصات الأولى لزوال دولة الإخوان الفاشية والتي على إثرها استجاب الجيش الباسل لنداء شعبه المسالم، فخرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك، وحوله لفيف من القوى الوطنية والسياسية، بعد اجتماعه معهم، معلنًا عزل مرسي والإعلان عن خارطة الطريق، ويالها من لحظة عمت فيها الفرحة ربوع المحروسة ، وتعالت فيها الأصوات الفرحة والسعادة ، وكان الهتاف مزلزلا بميادين الحرية تحيا مصر – تحيا مصر – تحيا مصر ، لحظة لن أنساها ما حييت ومثلي كل مصري محب لوطنه مؤمن باستقلاليتها ووسطيتها وسماحتها الفطرية ، إنها أولي محطات التحرر من الفاشية واستعادة الهوية المصرية الحقيقية 
 
ووفقا للخبير القانوني: الآن وبعد أن شاهدنا أثار تلك المعجزة والتي لم يكن ليكتب لها النجاح لولا أن حماها واحتواها جيش وشرطة مصر البواسل، نستطيع أن نقول بكل ثقة أن 30 يونيو 2013 لم تكن مجرد ثورة شعبية كبرى وعظيمة على الفاشية الإخوانية، ولا حتى رفض لنظام إرهابي أراد هدم أركان الدولة المصرية، وفرض منطق القوة الغاشمة، وهدم دعائم دولة سيادة الدستور والقانون، بل أنها كانت نقلة نوعية في مستوى الوعى الجمعي لدى المواطن المصري، وتعاطيه الإيجابي مع ما يحيق بالدولة من مخاطر تهدد هويتها، وتهدد الدعائم التي قامت عليها لأكثر من 7 ألاف عام من الحضارة والثقافة والفنون والتاريخ ، وسيادة القانون واحترامه من قبل مواطني هذه الدولة التي عرفت نظام التقاضي على درجتين منذ أكثر من 3500 عام قبل الميلاد ، وهو ما يجعلها دولة تعي وتدرك قيمة القانون وحتمية سيادته ، هذه الدولة التي طبقت مبادئ الحرية الشخصية وعملت على صونها وعبرت عنها في مدوناتها وسطرته على جدران معابدها منذ ألاف السنين ، ومازالت شاهدة على عظمة حضارتها حتى الأن .
 
ومن ثم  كانت 30 يونيو 2013 ثورة مصرية خالصة استردت فيها مصر هويتها الوسطية المتسامحة، وكانت صرخة عالية الصدى بالرفض للفاشية في وجه أتباع وقيادات الجماعة الإرهابية الأخطر على مر التاريخ ، والتي استهدفت قوات إنفاذ القانون بها من جيش وطني وشرطة مدنية ، وأرادت استبدالهم بكتائبهم المسلحة من الأهل والعشيرة والمرتزقة من حماس والجماعات المتطرفة ، وكانت أيضاً انتصار لدولة سيادة القانون بعد أن ظهرت بشائر عدوانهم على الدستور الذي انتهكه مرسي وجماعته في أكثر من موقف، وبعد أن قامت ميليشيات الجماعة الإرهابية بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا في مشهد يؤكد على أن نظام الإخوان لا يعترف بالدستور والقانون بل لا يحترمهما ولا يقيم لهما وزن في دولته البربرية الظالمة ، ولا يعترف بمبدأ الفصل بين السلطات وهو واحد من أهم مبادئ الدستور التي ترسخ لدولة القانون – الكلام لـ"البدوى".
 
فيما أكد الخبير الأمني اللواء أمجد الشافعى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن ثورة 30 يونيو، لم تكن لإسقاط نظام حكم الإخوان في عام 2013 فقط، بل كانت ثورة لتصحيح مسار دولة، طالب بها شعب وحماها الجيش، لاستعادة الدولة المصرية بعد اختطافها، وبالفعل تمكن الشعب المصري من إزاحة الجماعة من الحكم، وإنهاء حكمها الذي استمر لمدة عام فقط، من خلال توحد مختلف لأطياف المجتمع، حيث تخلى الجميع عن الخلاف والاختلاف، لأجل أسمى وهو إنقاذ مصر من براثن العنف والتطرف والإرهاب، والحفاظ على هويتها وحضارتها.
 
وأضاف "الشافعى"،  أن استمرار حكم الإخوان كان يعني استيلاء هذه الجماعة على جميع مؤسسات الدولة المصرية، نظرا لأن كرسي السلطة غير كاف للسيطرة على مصر، فكان المخطط أن تكون كلمة الإخوان وقيادتها هي المسيطرة الوحيدة في كل المؤسسات سواء المحافظين، والأمن، ورؤساء الأحياء والهيئات، والتعليم، والصحة، والدليل على ذلك أنه بعد تولي الحكم بفترة وجيزة التحق عدد من طلاب الإخوان بكليات الشرطة والجيش، وتم تعيين رؤساء مجالس المدن والأحياء من الإخوان بعدد كبير لا يستهان به، كما تم تعيين مديري مدارس.
 
 
وبحسب مساعد وزير الداخلية الأسبق: الخطورة الأكبر لاستمرار حكم الإخوان هي أن الحاكم الحقيقي لن يكون رئيس الدولة، بل سيكون الحاكم هو المرشد العام الإخواني، فمن منطلق القاعدة المعروفة السمع والطاعة للمرشد وليس لرئيس الجمهورية، وكان رئيس الجمهورية سوف يكون بمثابة ملكة إنجلترا لا سلطان لها، والمرشد كان سيجعل كل القيادات من الجماعة، وإذا كانت أصبحت الشرطة والجيش من الإخوان لكانت مصر انتهت نهائيا.
 
كما يؤكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه إذا استمر حكم الإخوان لأصبحت مصر في يد غير المصريين، لأن هذه الجماعة تنظيمها عالمي، فقد شهدت مصر فترة حكم الإخوان، أحداثا ومواقفا كثيرة ارتكبوا فيها العديد من الجرائم الإرهابية الفادحة ضد الدولة ومؤسساتها، وأصبحت تشكل تهديدا للسلم والأمن العام في المجتمع، وكشفت الجماعة خلالها نواياها في تحقيق حلم الخلافة، وكانت كل خطط الإخوان تهدف للسيطرة على مفاصل الدولة وأخونتها، ليطلق الشعب ثورته ويعلن تمرده ويسطر تاريخا جديدا لمصر في 30 يونيو 2013.
 
 
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق