حكاية «الحلواني».. اللي بنى مصر

الثلاثاء، 06 يوليو 2021 03:00 م
حكاية «الحلواني».. اللي بنى مصر
إبراهيم الديب

«اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني».. اشتهرت تلك المقولة بين الأوساط المصرية وترددت كثيرا، خاصة بعد أن وضعها الشاعر سيد حجاب ضمن كلمات تتر مسلسل «بوابة الحلواني» والتي غناها الفنان علي الحجار، واصفه منشئ محافظة القاهرة بأنه كان يعمل حلوانيا.

وتمر اليوم الذكرى 1052 لبناء القاهرة الفاطمية، على يد القائد جوهر الصقلي، في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، عام 969م، كما بنى الجامع الأزهر، وأسس للعاصمة الجديدة.

وفي السطور التالية يرصد «صوت الأمة» حكاية القائد الفاطمي جوهر الصقلي، الذي اشتهر بكونه حلوانيا قبل أن يلتحق بجيش الفاطميين.

جوهر الصقلي هو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، وذكر الكاتب محمد الفقى في كتابه «الخرتية» أن جوهر الصقلي، كان حلوانيا،  يعمل صنايعي حلويات في صقلية قبل التحاقه بجيش الفاطميين، كما كشف الباحث الأثري سامح الزهار عن أصل عبارة «اللي بني مصر كان في الأصل حلواني» قائلا: «جوهر الصقلي باني القاهرة الفاطمية حيث تعود أصوله إلي الأرمن في كرواتيا وقد ولد وعاش فيها قبل ان ينتقل إلي صقلية التي ذاعت شهرته و صيته بها، وكان يجيد صناعة الكنافة والحلوى قبل ان يباع كمملوك للخليفة المنصور بالله الذي ألحقه بالجيش وترقي فيه حتى صار أشهر قواده و لذلك سمى بالحلواني».

واستطاع أبو الحسين جوهر بن عبد الله، المعروف بـ «جوهر الصقلي»، القائد الفاطمي الشهير، فتح مصر لصالح الدولة الفاطمية، وهو من بنى القاهرة ووضع أسس وبناء أشهر مساجدها، المسجد الأزهر، وأرسله الخليفة الفاطمي، المعز لدين الله، على رأس جيش كبير حتى يفتح بقية بلاد المغرب، وكان ذلك في عام 347هـ، وهي المهمة التي نجح فيها جوهر نجاحًا باهرًا، وبالفعل فتح باقي بلاد المغرب التي لم يستطع من قبله على فتحها وتمكن بعد الفتح من نشر الأمن في البلاد وتأكيد ولاءها للدولة الفاطمية، وكان ذلك من أبرز إنجازاته الحربية، وهو ما دفع المعز ليجعله على رأس جيشه المتجه إلى مصر، وبلغت ثقته فيه أنه تنبأ بفتح مصر على يده دون غيره، فحين كان في المغرب أصابه مرض شديد، وعاده المعز بنفسه، وقال في زيارته له: «هذا لا يموت وستفتح مصر على يديه».

وقبل فتح جوهر الصقلي لمصر، كانت تقع تحت حكم الإخشيديين، وظلت كذلك حتى عام عام 358 هـ/ 969م، حين تحققت نبوءة المعز بالفعل واستطاع قائده فتح مصر من جهة الإسكندرية دون مقاومة، ودخل الفسطاط أيضًا بدون عناء ، فحين علم أهلها بدخوله الإسكندرية، قرروا االصلح معه فأنابوا عنهم أحد كبار العلويين في الفسطاط وهو «أبو جعفر مسلم» ، وعاهد المصريين في الصلح على الحفاظ على حرية عقائدهم ودينهم وأن ينشر الأمن في البلاد ويصلحها ما استطاع.

وعن وفاته، توفى القائد الفاطمي عام 381 هـ/ 992م ، في عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله، ولم يتم تحديد مكان دفنه بشكل جذري، إلا أن هناك أقاويل بأنه مدفونا داخل الجامع الأزهر، وأخرى بأن جثمانه يرقد في القرافة الكبرى وهي المنطقة التي تقع في مناطق بطن البقرة والبساتين وعقبة بن عامر والتونسي، وقيل أنه مدفونا بالمقبرة التي كانت تقع بالجهة الشمالية للجامع الأزهر، إلا أنه لم يتم تحديد مكان وفاته على وجه الدقة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق