عقول في قفص الاتهام.. امتحانات الثانوية العامة تكشف كارثة الغشاشين

الأربعاء، 04 أغسطس 2021 03:27 م
عقول في قفص الاتهام.. امتحانات الثانوية العامة تكشف كارثة الغشاشين
الغش الإلكتروني - أرشيفية
إبراهيم الديب

صداع في رأس وزراء التربية والتعليم، تسببه حالات الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات كل عام، وهو ظاهرة تفاقمت مع التطور التكنولوجي الذي تشهده كافة المجتمعات في السنوات الأخيرة الماضية، وتعاني منها العملية التعليمية في مصر، وقياداتها الذين يتأهبون مع قرابة موعد ماراثون امتحانات الثانوية العامة لتلقي ضربات صفحات الغش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والسعي للانتقام منها، والقائمين عليها أو من يساعدهم.

وتتكرر تلك الأزمة بشكل دوري مع انطلاق الامتحانات، على الرغم مما تبذله وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والجهات الأمنية، لتأمين الفضاء الإلكتروني من مسربي أسئلة الامتحانات، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في الغش داخل اللجان، حيث يخاطر بعض الطلاب بمستقبلهم العلمي دون الاعتداد بما قد يسببه قراراهم بالغش من توقيع عقوبات عليهم.

من جانبها حرصت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، على تشديد إجراءات الرقابة على لجان اختبارات الثانوية العامة، واستخدام أحدث الطرق والتقنيات لضبط الأوضاع داخلها، وعبر صفحات السوشيال ميديا، وعلى الرغم من تحذيراتها المشددة للطلاب بعدم التهاون في تلك المسائل واستخدام الغش للنجاح في الامتحانات، وتأكيدها قدرتها الكاملة على منع عمليات الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات، إلا أنه لاتكاد تخلو مشاهد اللجان من وقوع حالات غش تصل إلى حد استخدام أجهزة التابلت التيقد أقرتها الوزارة كوسيلة لمنع الغش، في تنفيذ الغش من داخل اللجان.

«تفتيش ذاتي.. عصا إلكترونية.. كاميرات مراقبة.. بوابات إلكترونية.. إلخ».. كلها آليات اعتمدت عليها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لمنع تسلل أي وسيلة إلكترونية تساهم في تنفيذ عمليات الغش الإلكتروني داخل اللجان، ومنع تسريب أسئلة الامتحانات أثناء عقد الاختبارات، إلا أن هناك بعض الطلاب الذين تمكنوا من اختراق منظومة الدفاع التي اعتمدتها الوزارة، وتخطي العقبات الإلكترونية للمرور إلى صفحات الغش من داخل اللجان، وتسريب الأسئلة، وهو ما أعلنت عنه الوزارة رسميا بضبطهم وإحالتهم للشئون القانونية لاتخاذ مايلزم من إجراءات حيالهم.

في السطور التالية، «صوت الأمة» يرصد أبرز وقائع الغش بطرق غير تقليدية داخل لجان امتحانات الثانوية العامة، والتي كان آخرها - ضبط الطالب «ع.ه.ل» بإدارة دمياط الجديدة بمحافظة دمياط، بعدما نجح في تغيير اتجاه كاميرا المراقبة قبل بداية اللجنة للغش بعيدا عن أعين مراقبي غرفة العمليات بالوزارة.

كما شهدت امتحانات الثانوية العامة تمكن عددا من الطلاب من تهكير جهاز «التابلت» وإخراجه من المنظومة التعليمية واستخدامه في ببيانات شريحة البيانات والدخول إلى شبكة الانترنت وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ونشر أسئلة الامتحانات عبرها، بالإضافة إلى استخدام آخرين للساعات الذكية، وسماعات البلوتوث، وكروت الفيزا، في عمليات الغش الإلكتروني.

لجان أخرى شهدت محاولات للغش عبر استخدام أقلام صينية المنشأ، في الغش الإلكتروني، وتسريب صورا لنماذج الامتحانات من داخل اللجان، وكانت الحالة الأكثر غرابة حينما قرر ولي أمر استخدام جهاز «واي فاي» وتثبيته أعلى سور مدرسة ليتمكن من خلاله من التواصل مع نجله داخل إحدى اللجان بعد تهكير جهاز «التابلت» ومساعدته في الغش.

يذكر انه انتهت امتحانات الثانوية العامة 2021 الإثنين الماضي، ونجحت الجهات الأمنية في تأمين عملية طباعة الأسئلة حتى وصولها إلى الطلاب دون تسريب قبل بدء اللجان، رغم محاولات صفحات الغش الإخلال بأعمال الامتحانات، وقررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، معاقبة الطلاب الذين تورطوا في عمليات الغش الإلكتروني بتصوير أسئلة بعد انطلاق الامتحانات بالحرمان عامين من الامتحانات.

وبذل فريق الغش الإلكتروني بوزارة التربية والتعليم جهود كبيرة طوال فترة عقد الاختبارات، للسيطرة على جميع المحاولات التى قامت بها صفحات الغش والطلاب، كما أغلقت الجهات المختصة عدة صفحات عملت على الترويج للغش طوال فترة الامتحانات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة