التغذية المدرسية بدأت منذ 80 عاما بفرمان ملكي.. كيف طورتها الدولة من الفول للبسكويت الصحي؟

الإثنين، 09 أغسطس 2021 11:53 ص
التغذية المدرسية بدأت منذ 80 عاما بفرمان ملكي.. كيف طورتها الدولة من الفول للبسكويت الصحي؟
التغذية المدرسية - أرشيفية
إبراهيم الديب

ملايين الأطفال حول العالم يستيقظون في الساعات الأولى من الصباح، يستعدون ليومهم الدراسي وتحصيل العلم، وببطون خاوية يبدأ أغلبهم رحلة التوجه إلى المدرسة، ويؤثر الجوع على تركيزهم وقدرتهم على تحصيل المعلومات وهو ما استدعى ضرورة توفير وجبات مدرسية تمنحهم العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجون إليها وتمد أجسادهم الضعيفة بالطاقة والنشاط بما يمنحهم القدرة على التعلم والاستيعاب.

وتُعد برامج التغذية المدرسية أحد الحوافز الهامة للأسر الفقيرة، لتسجيل أبنائهم في المدارس والإبقاء على حضورهم اليومي، كونها ترفع عن كاهلهم عبء تدبير واحدة من وجبات الطفل اليومية، وتعتمد عليها أسر أخرى كوجبة الطفل اليومية الأساسية، وبالتالي فهي تعمل على تقليل تآكل دخل الأسر البسيطة وتساهم في توسيع رقعة الطلاب المتعلمين في بعض البلدان، خاصة في القرى والمناطق النائية.

التغذية-المدرسية-1613480891-2

ونظام التغذية المدرسية هو نظام عالمي، تعمل به العديد من الدول، ويُساهم فيه برنامج الأمم الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يتمتع بخبرة كبيرة في دعم مبادرات التغذية المدرسية والحة، كما أنه يعمل مع أكثر من 100 دولة لإعداد برامج وطنية مستدامة للتغذية المدرسية وتشجيع مليكة الحكومات لتلك البرامج، إضافة إلى العمل مع حكومات الدول لبناء القدرات، كما ساعد في تعزيز برامج التغذية المدرسية الوطنية في 65 دولة واستفاد منها 39 مليون طفل.
 
13219290951628024836
 
وفي مصر بدأ نظام التغذية المدرسية عام 1942م، بفرمان من الملك فاروق الأول، وكانت بدايته عبارة عن وجبة تتكون من «طبق فول، خبز، قطعة جُبن، وحلاة طحينية، وبعض حبات من الفول السوداني»، واستمرت تلك الوجبات لمدة 10 أعوام كاملة، وتم إضافة الفاكهة كعنصر أساسي عليها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبعدها بدأت تتغير مكونات الوجبة المدرسية خصوصا مع تفاقم أعداد الطلاب المستفيدين منها حتى وصلت إلى «باكو بسكويت، وفطائر العجوة»، وظلت هكذا حتى تم إلغاء العمل بتوزيع الوجبات المدرسية في عهد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عقب تسمم مئات الطلاب عقب تناولهم للوجبة عام 2017م، وتم إيقاف العمل بالمشروع الخدمي لإنتاج التغذية المدرسية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
 
20180322010045045

وظل الأمر على هذ الحال، إلى أن بدأت القيادة السياسية إعادة النظر في ملف التغذية المدرسية كونها أحد العناصر الأساسية الهامة لمنظومة التعليم، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اجتماع له مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، والسيد القصير وزير الزراعة، بدراسة تطوير منظومة التغذية المدرسية على مستوى الجمهورية، وتوفير وجبة متكاملة العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطالب في كل فئة عمرية تحقق النمو البدني والذهني لهم، مع التأكيد على مراعاة المعايير العالمية المتعلقة بسلامة الغذاء.

images

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور طارق شوقي، أن الخطة الجديدة لتطوير نظام التغذية المدرسية تستهدف تخصيص 8 مليارات جنيه سنويا، سيتم توفيرها من مخصصات الوزارات، حسبما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنه سيتم التنسيق مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ووزارة الزراعة، ووزارة الصحة، لوضع وتنفيذ وجبة غذائية تتناسب مع الطلاب، وصرفها بدءأ من العام الدراسي المقبل، مؤكدا أنها لن تكون وجبات موحدة بل سيتم صرفها حسب احتياج الطلاب، وفئاتهم العمرية، موضحا أنه سيكون هناك وجبات مخصصة لأصحاب الهمم، والمصابين بالتقزم، تختلف عن التي يحتاج إليها الطالب المصاب بالسمنة، وأخرى للطالب العادي.

9728679581613314842

وبحسب وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، فإنه يتم توفير 170 مليون وجبة بسكويت و 250 مليون وجة فطائر بالعجوة ضمن منظومة التغذية المدرسية، وتستهدف جميع طلاب رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، في المدارس الحكومية الرسمية فقط، بما يقرب من 13 مليون طالب على مستوى الجمهورية، كما تركز الوزارة في توزيع الوجبات على المناطق المحرومة والنائية والأكثر احتياجا، كما أنها توفر 1700 فرصة عمل لكل 100 ألف طالب على مستوى الجمهورية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق