صوت الأمة تتعقب "الذئاب المنفردة" الذراع الإرهابي الجديد لـ"الإخوان"

السبت، 04 سبتمبر 2021 10:00 م
صوت الأمة تتعقب "الذئاب المنفردة" الذراع الإرهابي الجديد لـ"الإخوان"
محمد فزاع

الجماعة الإرهابية في مصر لجأت لتكتيك الذئاب في 2013.. وقوات الأمن ضربت مخططاتهم

"النهضة" الإخوانية استعانت بعناصر غير معروفة أمنيا لاغتيال المعارضين للحركة.. والرئيس قيس سعيد كان اول المستهدفين

عناصرها تعمل بطريقة أحادية وترتبط فكريا بالتنظيمات الإرهابية والتمويل بجهود ذاتية.. والإخوان همزة الوصل للتجنيد في أوروبا

قوى سياسية تونسية: التيارات المتطرفة استدعت الذئاب المنفردة عبر زواق من الخارج لتنفيذ عمليات إرهابية بعد تدريبهم في بمعسكرات الإخوان وداعش

 

كعادة قيادات وعناصر الإخوان الإرهابيين، لا يمانعون في التعاون حتى مع الشياطين لتنفيذ أغراضهم الخاصة ومصالحهم الضيقة، الأمر الذي ظهر مع عودة «الذئاب المنفردة» لممارسة عملياتها داخل تونس بمحاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد، بعد فترة من الخمول.

ويتوقع مراقبون أن تتسع العمليات خلال الفترة المقبلة على وقع الوضع السياسي في البلاد، بعد القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي، يوم 25 يوليو الماضي، بتجميد عمل البرلمان برئاسة راشد الغنوشي ورفع الحصانة عن أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين من مناصبهم.

وأحبطت أجهزة الأمن مخططا إرهابيا كان يستهدف الرئيس سعيد، من أحد «الذئاب المنفردة» في مدينة ساحلية، ويخضع للتحقيق الآن من السلطات الأمنية.

ورأت قوى سياسية تونسية أن التيارات المتطرفة عملت على استدعاء الذئاب المنفردة عبر زواق من الخارج لتنفيذ عمليات إرهابية لصالحها في هذا التوقيت الحرج، بعد تدريبهم في دول مجاورة وسط معسكرات الإخوان وداعش.

ويرى مسؤولون في الداخلية التونسية خليفة الشيباني، أن عدد الإرهابيين الذين جرى تسفيرهم للخارج في بؤر التوتر خلال فترة حكم النهضة الإخواني حوالي 3000 إرهابي، ووفرت الأخيرة لهم الأموال والدعم اللوجستي للتدريب.

وبدوره قال الكاتب التونسي، سعيد الخزامي، إن هناك معلومات مؤكدة بشأن التخطيط لأعمال عنف بتونس، ضمن مخطط خارجي يهدف لإرباك الوضع في تونس وإفشال قرارات الرئيس قيس سعيّد تمهيدا لانقضاض حركة النهضة على الحكم، لافتاً إلى أن الحركة الإخوانية لها سوابق في اللجوء إلى العنف، تماما مثل ما لها من الخبرة في العمل السرّي والتزوير والتسفير، وتحضيرها لمخطط بديل يفكّ السلطة بالدم يبدو منسجما مع حبها المعروف لمكاسب الحكم، ومع غيظ أطراف خارجية لفقدانها موقع نفوذ بسقوطها.

وتعد محاولات الاغتيال منهج في صميم عقيدة تنظيم الإخوان الإرهابي حول العالم، لمواجهة خصومهم السياسيين، والحادث الأخير في تونس له، يحمل بصمات حركة النهضة، خاصة أنهم من دافعوا عن الإرهابيين والمهربين قبل حكمهم وفي ظل حكمهم، ووفروا لهم الغطاء القانوني والسياسي تحت مظلة حقوق الإنسان المزعومة.

نشأة الذئاب المنفردة

ويعود اسم «الذئاب المنفردة» إلى تنظيم القاعدة ففي المقام الأول، وتحديدا ابتكره الإرهابي «أبو مصعب السوري»، وغرسه في عقول عناصره الإرهابيين بعد تلقيهم ضربات قاسية في أفغانستان والعراق، وكلفهم بتنفيذ عمليات قتل وتفجير بشكل منفرد تفاديا للتضييق الأمني، وبنهاية 2013 اعتمدها تنظيم داعش في سوريا والعراق ضد الطوائف الدينية، وبعدها انتقلت لتُنفذ عمليات إرهابية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية على غرار فرنسا وبلجيكا وبنجلاديش، وبعد ذلك استخدمته اتجاهات عديدة للإشارة إلى العناصر الإرهابية التي تنفذ هذه العمليات، وتنتمي فكريًّا - في الغالب- إلى أحد التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، سواء كانوا قد نفذوا العملية في شكل مجموعات أو بطريقة فردية.

وتعمل التنظيمات الإرهابية بشكل عام في حلقة متصلة ببعضها ووفق أجندة واحدة، فالإخوان كانوا همزة الوصل الأولى لتجنيد المقاتلين من داخل المدن الأوروبية وتسهيل سفرهم إلى الخارج، ويجري استقطاب الأشخاص ليكونوا «ذئاب» متطرفين عبر الإنترنت، حتى يصعب للغاية على وكالات الاستخبارات مراقبته أو منعه.

ومع تصاعد العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، بات يطلق بشكل كبير على الأفراد الذين يقتنعون بأفكاره، ويعملون على تنفيذ عمليات إرهابية للرد على الضربات العسكرية التي يتعرض لها، والذين أصبح يطلق عليهم «الذئاب المنفردة».

يقول مركز «المستقبل» للدراسات والأبحاث، أما هناك نمطا للعمليات الإرهابية يطلق على منفذيها «الذئاب المنفردة»، ويتمثل في تنفيذها من شخص واحد بقدرات ذاتية دون ظهور مؤشرات تكشف عن وجود علاقة تنظيمية له مع التنظيمات الإرهابية، ودون الحصول على دعم منها.

ومن أبرزها العمليات المنفذة، عملية مدينة نيس الفرنسية التي نفذها مواطن فرنسي من أصل تونسي بقيادة شاحنة لدهس حشود من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو 2016، والهجوم على بعض المسافرين في أحد القطارات بمدينة فورتسبورج الألمانية، والذي نفذه لاجئ أفغاني عمره 17 عامًا مسلح بفأس وسكين، في 19 يوليو 2016.

ومع الوقت بات المصطلح يستخدم بكثرة ويطلق بشكل عام على العمليات الإرهابية التي ينفذها أفراد ومجموعات تابعة للتنظيمات الإرهابية، دون تحديد أو تمييز، وحتى استخدمتها جماعة الإخوان الإرهابية في مصر منهجما بعد وفاة حركاتها المنظمة مثل «أجناد مصر وحسم» في العام 2014، ولجأت وقتها لتكتيك للعمليات الفردية الدقيقة لشخص واحد أو اثنين، وتعتمد على القنص والهرب بسرعة، للتنصل من العمليات الإرهابية.

دخول مصر

بدأت فكرة الذئاب المنفردة في مصر، مع الدعوات التحريضية لجماعة الإخوان الإرهابية في نهاية 2013، بنشر الفوضى لإسقاط مؤسسات الدولة، ووقتها تبنى القيادي الإخواني الهارب إلى تركيا محمود فتحى بدر، مع الإرهابي أحمد المغير، استراتيجية «الذئاب المنفردة» بهدف استهداف رجال الجيش والشرطة، والبعثات الدبلوماسية والمنشآت الحيوية.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من اقتناصها واحد تلو الآخر، على مدار شهور، وما سهل ضبطهم خضوعهم تحت إدارة التنظيم لضمان تنفيذ أهدافهم، وتصعيد أعمال التخريب، وكان من أبرز المجموعات الإخوانية التي اتبعت استراتيجية الذئاب المنفردة «كتائب حلوان، حركة مجهولون، داهف، حسم، مولوتوف، المقاومة الشعبية، كتائب الذئاب، وحركة إعدام».

سمات مشتركة

تعمل الذئاب المنفردة بطريقة أحادية تمامًا، من حيث اختيار الهدف والتخطيط والتنفيذ، ودون وجود مؤشرات تكشف عن حصوله على أى مساندة أو دعم من أي طرف إلا في حدود ضيقة، وتوصف العملية الإرهابية التي ينفذها بأنها عملية «الضربة الواحدة» ما يعني أنها لا تشمل مراحل أخرى، ويجري في الغالب القضاء على منفذها من جانب أجهزة الأمن.

يرتبط «الذئب المنفرد»، دائما بتنظيم فكريًّا وليس تنظيميًّا، ومع اقتناعه بأفكاره يجعله يقدم على تنفيذ عملية إرهابية دون وجود أي رابط تنظيمي، أو حتى دون تلقي تعليمات مباشرة من التنظيم بتنفيذ العملية الإرهابية، وتسميه التنظيمات «تلبية النداء»، مثلما ذكره تنظيم «داعش» في مسئوليته عن هجوم أحد الركاب أفغاني الجنسية في قطار بألمانيا.

وبشكل عام يعتمد «الذئب المنفرد»، على تمويل العملية التي ينفذها بصورة ذاتية بحتة محدودة التكاليف، معتمدًا على موارده الخاصة، دون مساعدة من تنظيمات، ومع محدودية الموارد يسعى لتنفيذ جريمة القتل في المقام الأول، وليس تنفيذ عمليات كبيرة، كما يعتمد على عدم وجود سوابق جنائية، حتى لا يجعل نفسه معرضا لضبطه من الأجهزة الأمنية المختصة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة