تصدقوا على أيمن بالفرح

السبت، 11 سبتمبر 2021 07:59 م
تصدقوا على أيمن بالفرح
هشام السروجي يكتب

إلى الراحل أيمن عبد التواب..
 
أعلم أن مثلك يا صديقي لا يجيد الحزن، ولا يسمح له أن يطرق باب مرقده، بل أراك كما لو أنت قائم بيننا، تضحك بسخريتك على الكربلائيات التي ننوح بها، فقلبك لم يعرف سوى الابتسام، وكأن لسان حالك يقول تصدقوا على أمثالي بالضحك.
 
إلا الآن عندي عليك عتاب، أولم تر أني أعاني منذ أن رحلت من نوبات فزع لا تنتهي، نعم تعافيت منها بعد كورس علاج امتد عشرة سنوات بعد أن رحلت زينب وخلقت في قلبي مقبرة، لكن صورتك وأنت راقد على فراش الموت قبل أن ترحل بساعات، أعادت كل الأحزان من الأعماق إلى السطح، لم أتحمل رؤية ضعفك إلا دقائق معدودة ثم غادرت لا أعلم إلى أين أذهب وماذا أفعل.
 
 عام ونصف أتهرب من معرفة أخبارك متعمدًا فأنا لا أجيد رؤية الأحبة يشدون الرحال إلى العدم، إلي اللاعودة. يوم أن كتبت علِى صفحتك أنك ترحب بالموت من شدة الألم، ألغيت متابعتك، فقراءة مثل هذه الأمور أكبر من قدرتي النفسية التي ألملم شتاتها، اللهم سوى التطمينات التي يلقيها على مسامعي بين الحين والأخر رفيقك إبراهيم الديب.
 
طول الطريق إلي مثواك الأخير لم أشعر بالحزن لحظة، يتملكني الإنكار حتى الأن لكن نوبات الهلع تفضح ضعفي وخوفي وألم رحيلك.
 
يا بن عبد التواب نم مرتاح البال مطمئن فكل حرف نطقت به بيني وبينك هو عهد في رقبتي، وبعد أن رأيت وقفت نجلك وقت تجهيزك وحتى دخولك بيتك الأخير أدركت أنه لا يقل قوة وصلابة وجلد عنك، ومن له منك أرث في الأخلاق لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق