قضية بناء الوعي.. العمل ركن أساسي في علاقة العبد بربه و"الدين المعاملة" حثت عليه الأديان السماوية

السبت، 25 سبتمبر 2021 10:00 م
قضية بناء الوعي.. العمل ركن أساسي في علاقة العبد بربه و"الدين المعاملة" حثت عليه الأديان السماوية
‎ سامي سعيد

موضوعات عدة تطرق لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأيام الماضية، ضمن حديثه عن قضية بناء الوعي وتجديد الخطاب الديني، جاء من بينها مفهوم الدين المعاملة والعمل عبادة، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية تقدير قيمة العمل، وأن من يقوم على خدمة أسرته وتلبية احتياجاتهم ويجتهد في عمله ويخدم وطنه، أفضل بكثير من شخص اقتصر دوره على العبادة وترك العمل.
 
هذه ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس السيسي عن هذا الملف، فسبق وأكد في شهر مايو الماضي على أهمية العمل وأن العامل المصرى ثروة الوطن الحقيقية، ومحرك التنمية وقاعدة الانطلاق نحو واقع ومستقبل أفضل، وكذلك التأكيد على دوره الوطني المهم والرئيسي في دفع مسيرة البناء والتطوير.
 
ما قاله الرئيس السيسى، أعتبره عدد من الفقهاء والخبراء بأنه متسقاً مع مقولة "الدين المعاملة" التي تعد عنصر أساسي في الدين، ومفهوم رئيسي في الفقه قوامها أن العمل هو معيار مهم للمحاسبة وكلما زاد عدد المنتفعين من هذا العمل زادت قيمته وأجره، مؤكدين أن جوهر الدين الإسلامي وكافة الأديان السماوية تدعو للعمل، وأن العمل الذي يخدم الناس لها أجر مضاعف وهناك عشرات الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تحض على العمل وأهميته، معظمها يتحدث عن الاخلاص والاتقان في العمل.
 
وأكد الخبراء أن الرئيس السيسي دائما ما يقتحم القضايا الشائكة بما يساهم في نهضة وتطور المجتمع المصري، وهناك دور كبير لباقي مؤسسات الدولة بداية من المدارس وزرع هذه المفاهيم في صغار السن، مرورا بالمؤسسات الإعلامية والثقافية، والأعمال الدرامية، التي تعد مصدر كبير لتثقيف المصريين، وصولا لدور العبادة وأهمية رجال الدين وأساتذة الجامعات، في نشر مفهوم العمل عبادة وأهميته في خدمة المواطنين، وأن أجر العبادة يعود بالنفع على الشخص فقط، أم العمل فيعود مردوده على المواطن والمجتمع.
 
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، إن المجتمع المصري بحاجة إلى الرجوع لصحيح الدين والتأكيد على المفاهيم الأساسية للدين، ومعرفة فقه الأولويات، وأن خدمة المجتمع مقدمة على خدمة الفرد، والبعد عن المفاهيم الخاطئة، مشيرا إلى أن الدين يفضل من يعمل ويجتهد ويساعد الناس على من يقتصر دوره على الصلاة والعبادات فقط.
 
‎وأضافت آمنة نصير لـ"صوت الأمة"، أن مواقع التواصل الاجتماعي والميديا تسببت في نشر العديد من المفاهيم الخاطئة، في حين أن الأديان السماوية تدعو للعمل، ومساعدة المواطنين وخدمة المجتمع، لافتة إلى أن المجتمع المصري يعرف عنه أنه شعب متدين ويحب الدين وأيضا يحب العمل وحسن المعاملة، لكن تعرض لمحاولات كثير لتغيير هويته خاصة في ظل توغل السوشيال ميديا والأفكار الغريبة عن المجتمع المصري، موضحة أن تضيع الوقت والغش وعدم الإتقان وغيرها من السلبيات تتعارض مع التعاليم الدينية، حيث دعت الاديان إلى الإتقان والالتزام بالوقت ومساعدة المواطنين وتسهيل الإجراءات، والحفاظ على مصالح الناس، لذلك تطبيق هذه الإيجابيات على أرض الواقع هو تطبيق لتعليم دينية عظيمة.
 
وأشارت الدكتورة آمنة نصير إلى أن آليات تعزيز هذه المفاهيم الصحيحة والأفكار التي تدعو للعمل وحب الوطن، تبدأ من المدارس والجامعات بجانب المساجد والكنائس، حيث لابد من تدشين حملات توعية ومبادرات لتصحيح المفاهيم، في الإعلام ودور العبادة، بجانب انتاج اعمال فنية ودرامية تساعد في نشرها، حيث تعد الدراما أحد أهم مصادر تثقيف المواطن المصرى.
 
من جانبها قالت الدكتورة "بسنت فهمي" الخبير الاقتصادي، أن مفهوم الإتقان في العمل وإنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر يعد عنصر هام وأساسي في تقدم الدول، وهناك عشرات الدول التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على الصناعات الصغيرة كالصين وماليزيا وغيرها من الدول التي يجتهد مواطنيها لتحسين أوضاعهم الاقتصادية في العمل والصناعات الصغيرة وما ينعكس بالإيجاب من تنمية اقتصادية.
 
وأضافت "بسنت فهمي" لـ"صوت الأمة" أن الاحصائيات الرسمية التي تتحدث عن معدل الإنتاج الموظف أو العامل المصري تعكس اهمية تطوير منظومة العمل، وايجاد دافع لتطوير منظومة الإنتاج والعمل، وخاصة في القطاع العام، مشيرة إلى أننا بحاجة للتطوير في ظل الطفرة التي تشهدها العديد القطاعات من بينة تحتية ومنظومة نقل وتطوير في منظومة الطاقة وغيرها من القطاعات التي وفرة بيئة صالح للاستثمار والتنمية.
 
‎وأشارت بسنت فهمي إلى أن الاجتهاد والالتزام والإتقان هم عناصر اساسية لنجاح اي منظومة وبسببهم قامت دول صناعية كبرى، فالجميع يشهد بالمنتجات اليابانية بسبب جودتها والاتقان الذي تصنع به هذه المنتجات، كذلك نبحث عن الصناعات الالمانية بسبب قوته وكفاءتها  وغيرها من النماذج الناجحة بسبب الاجتهاد والاتقان، مشيرة إلى أن المواطن المصري لو طبق هذه الشروط سيكون هناك شأن أخر للدولة المصرية بجميع مؤسساتها في الزراعة والتجارة والصناعة، وسيحدث لدينا طفرة حقيقية في كافة المجالات  بفضل تطبيق الدعوة التي أطلقها الرئيس السيسي بأهمية العمل وحسن المعاملة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق