من عبد الناصر إلى «السيسى» إنتهاء اسطورة «البلطجة الإخوانية»..«عبدالناصر» تحدى رصاصات الإغتيال الاخوانية وحظر الجماعة.. «السيسى» أفشل مخططات الارهابية لإسقاط الدولة واعادهم للجحور مرة أخرى

الأربعاء، 20 يناير 2016 04:02 م
من عبد الناصر إلى «السيسى» إنتهاء اسطورة «البلطجة الإخوانية»..«عبدالناصر» تحدى رصاصات الإغتيال الاخوانية وحظر الجماعة.. «السيسى» أفشل مخططات الارهابية لإسقاط الدولة واعادهم للجحور مرة أخرى
محمد عبدالله

مع إقتراب ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير وتصاعد دعوات جماعة الإخوان للتظاهر، يتبادر إلى الأذهان الماضي القريب لسلسة طويلة من العمليات الإرهابية، التي تمت لمحاولة إيجاد موطء قدم للجماعة في الواقع المصري بعد ثورة 30 يونيو، وبالتعمق أكثر في تاريخ الإخوان نجد ماضي يسطر الدم صفحاته، وفي هذا السياق رصدت «صوت الأمة» كيف إستطاعت الدولة إنهاء اسطورة البلطجة الاخوانية وأخرها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أجبرهم على العودة إلى جحورهم مرة أخرى كعادتهم.


إغتيال عبد الناصر
شكلت محاولة الإخوان المسلمين إغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ب«ميدان المنشية» بالإسكندرية في 26 أكتوبر عام 1954، إكتشاف مخطط إخواني كان الرئيس الراحل هو أولى محطاته، ويرجع الأمر حين قام أحد شباب الجماعة بإطلاق 8 رصاصات على عبد الناصر، أثناء إلقائه خطاب بميدان المنشية ضمن الإحتفالات الشعبية بتوقيع إتفاقية الجلاء.


فشل الجماعة
ولكن المحاولة باءات بالفشل، ليستمر عبد الناصر في خطابه مردداً كلمته الخالدة «أيها الرجال فليبق كلٌ فى مكانه، حياتي فداء لمصر، دمي فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار، أتكلم إليكم بعون الله بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا علي، إن حياة جمال عبدالناصر ملك لكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم ومكافحا في سبيلكم، سيروا على بركة الله، والله معكم ولن يخذلكم، فلن تكون حياة مصر معلقة بحياة جمال عبدالناصر، إنها معلقة بكم أنتم وبشجاعتكم وكفاحكم، إن مصر اليوم قد حصلت على عزتها وعلى كرامتها وحريتها، سيروا على بركة الله نحو المجد، نحو العزة، نحو الكرامة».


القبض على قيادات الجماعة
أتبع ذلك إلقاء القبض والتحقيق مع عدد كبير من قيادات الجماعة، وأكدت التحقيقات تورطهم بالتخطيط لإغتيالات تطال نحو 160 ضابط بالجيش وأعضاء بمجلس قيادة الثورة، ويشار إلى المحامي الإخواني «هنداوي دوير» بضلوعه في تحريض أحد شباب الأخوان ويُدعى «محمود عبد اللطيف»، لإطلاق النار على عبد الناصر خلال إلقائه خطابه.


حظر الجماعة
ووجدت كمياة كبيرة من الأسلحة والمفرقعات قامت الجماعة بإخفائها، لتصدر بعد ذلك أحكام كانت تدور معظمها في فلك العشر سنوات إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، بإستثناء 7 من قيادات الإخوان، الذين صدر بحقهم أحكام بالإعدام، وهم محمود عبد اللطيف، ويوسف طلعت، وإبراهيم الطيب، وهنداوي دوير، ومحمد فرغلي، وعبدالقادر عودة، والمرشد العام وقتها حسن الهضيبي، قبل أن يُخفف الحكم عنه لاحقا إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وقد صدر قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين وإعتبارها محظورة في نفس الشهر الذي تم فيه إطلاق النار على الرئيس الراحل، والذى أعلن بذلك إنتهاء عصر جماعة إرهابية تسعى إلى تخريب الوطن وإغتيال ضباط جيشه.



عمليات ارهابية ضد الجيش
وما أشبه اليوم بالبارحة، فيبدوا أنه حتى بعد مرور نحو 59 عام من حادثة إطلاق النار الشهيره لم يزل الإخوان يلجؤن إلى العنف كوسيلة للتخلص من معارضيهم، فتكالب الجماعات المسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية بالتزامن مع ثورة 30 يونيو وسقوط نظام الإخوان بالإضافة إلى تصريحات قيادتهم بتوقف العمليات بمجرد عودتهم إلى الحكم يؤكد عمل المسلحين بالتنسيق مع الإخوان وسعياً لتنفيذ مصالحهم، لتتصدى القيادة السياسية والجيش المصري إلى هذه المطامع، بالقبض على قيادات الجماعة ومصادرة مقراتها وأموالها، وتجفيف منابع تمويلها، بخلاف العمليات العسكرية النوعية التي تقوم بها القوات المسلحة وكان أخرها عمليتا حق الشهد 1 و2.



الجولة الأخيرة
ويعد من أشهر رموز الجماعة الذين تم إلقاء القبض عليهم، المرشد العام للجماعة محمد بديع في أغسطس 2013، ومن ثم القبض في مايو 2015 على محمد وهدان القائم بأعمال المرشد، بالإضافة إلى سعد الكتاتني، ومحمد البلتاجي، وصبحي صالح، وعصام العريان، وحسن الرفاعي، وحسن مالك أحد أهم عناصر تمويل الجماعة، بخلاف العديد من القيادات الآخرى، ليترنح التنظيم في مواجهة الضربات الأمنية المتتالية، ويتراجع إلى الإختباء بعد ما كان يمسك بزمام الهجوم، ويزداد الإحتمال بأن تكون هذه هي الجولة الأخيرة في حرب إستمرت لعدة عقود بين أجهزة الأمن وجماعة الإخوان المسلمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق