حكايات نصر أكتوبر من الهرش إلى أسد البحار.. أبناء سيناء «دروس وطنية وتضحيات خالدة»

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 12:00 م
حكايات نصر أكتوبر من الهرش إلى أسد البحار.. أبناء سيناء «دروس وطنية وتضحيات خالدة»
إسلام ناجي

ساهم أبناء سيناء بشكل كبير فى تحريرها، فكونوا فيما بينهم منظمات مناهضة للإحتلال، شنت مئات العمليات السرية ضد العدو، وقدموا أرواحهم فداءًا لتراب أرض الفيروز، ليذكرهم التاريخ بعد 35 عامًا من رفع علم مصر على آخر بقعة من الأرض الحبيبة، فتعرض "صوت الأمة" خلال السطور القليلة القادمة بعض من أمجاد أبطال المقاومة الشعبية على أرض الفيروز، وأنجازات أبناء سيناء فى القوات المسلحة، ودورهم فى استرداد الأرض.

سالم الهرش
 
بعد 6 أشهر من الاحتلال الصهيوني لأرض الفيروز، خطط موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها، لقلب أهالى سيناء على الحكومة المصرية، وإعلان موافقتهم على تدويلها والإنفصال عن الجمهورية ثم تطالب بأحقيتها فى القنال، فحشد وسائل الإعلام فى مؤتمر كبير بمنطقة الحسنية، بحضور ممثلى القبائل؛ ليفجر المفاجأة المدوية أمام عشرات الكاميرات، قبل أن يخرج عليه الشيخ سالم الهرش، كبير قبيلة الهرش، ومفوضًا من شيوخ القبائل نظرًا لصلابته وجرائته، ليقول بصوته الجهورى "إن هذه الأرض أرضنا جميعًا كمصريين، ورئيسنا هو الرئيس جمال عبد الناصر، وإذا كانت سيناء محتلة حاليًا فستعود قريبًا إلى الوطن الأم.. نحن نقف على أرض مصرية ذات سيادة"، ليفشل المؤتمر، ويخط البطل السيناوى أسمه من نور فى التاريخ.

أسد البحار
 
لا يمكن أن يغفل التاريخ البطل السيناوى العظيم، قائد القوات البحرية فى حرب أكتوبر، الفريق بحرى فؤاد محمد ذكرى أبن مدينة العريش، ليس فقط لكونه أول قائد مصري للبحرية منذ عصر إبراهيم باشا أمير البحرية الأسبق، بل أيضًا لما أظهره من بطولة وإقدام فى المعارك، حيث كان المخطط لأكبر عمليتين بحريتين في تاريخ مصر الحربي كله أولهما إغراق المدمرة إيلات، وثانيهما إغلاق مضيق باب المندب، الأمر الذى زلزل أسطورة القوة الإسرائيلية التى لا تُقهر، فضلاً عن كونها إشارة النصر فى حرب التحرير، وقبل وفاته عرض عليه أن يتولى منصب وزارة الدفاع لكنه رفض لكبر سنه، وفضل أن يترك المنصب لمن هو أصغر منه سنًا لثقته أن الشباب هم المستقبل، وفور خروجه للمعاش رقي لرتبة مشير.

عبدالله جهامة
 
كبد الشيخ عبدالله جهامة العدو الإسرائيلي خسائر فادحة خلال العمليات العدة التى نفذها إنتقامًا من محتل أرض الفيروز، أخرها عملية تدمير مركز قيادة وسيطرة وتحكم لإسرائيل، وبمجرد أن اكتشف الإسرائيليون ذلك، قصفوه بـ24 قذيفة صاروخية قبل أن يتم أسره ويوجه له المدعى العام الإسرائيلي ثلاث تهم، هى: عبور قناة السويس بغير إذن مسبق من جيش الإحتلال، والتدريب على السلاح فى دولة معادية "مصر"، وأخيرًا حيازة صواريخ روسية الصنع وقصف المبانى المسلحة، وحكم عليه بـ149 عامًا، ليفرج عنه بعد ذلك في تبادل للأسرى مع الجاسوس باروك كوهين.

مهندس الألغام
 
رغم صغر سنه إلا إن حب الوطن ملئ قلبه، والإنتماء إليه بلغ مداه، وعلى الرغم من تغليط الإحتلال عقوبة إيواء ومساعدة جندى مصرى إلا إنه لم يستطع التغاضى عن آلام مصاب الجيش، وحمله بمساعدة والدته، وخبأه فى المنزل، ليتلقى العلاج على يد أعشاب والده قبل أن يسمعهم فى أحد الأيام يتحدثوا عن وجود حقل ألغام إسرائيلي بالقرب من منزلهم، فيبوح لهم بإختصاصه كمهندس ألغام ويعرض عليهم تعليمهم فك الألغام وإعادة تركيبها مرة أخرى، فتشرب الشاب موسى الرويشد الطريقة، وتخصص في زرع الألغام في طريق مدرعات الكيان الصهيوني، وعلى رغم احتياطات العدو أوقع في صفوفهم الخسائر فسمي بمهندس الألغام، وبعدما أصبح هدفًا لقوات العدو اختفى وأسرته دون أثر.

عبد الكريم السويركى
 
انضم لطلائع المناضلين ضد وجود المحتل، وأصبح فى صدارة صفوف أفراد منظمة سيناء العربية فى سن صغير، وعرف عبدالكريم أبولافى السويركى بين زملائه بـ"الدكتور" لذكائه الشديد، وحيلته الواسعة، وكان يجمع المعلومات خلف خطوط العدو، ويبلغ الجيش المصرى، قبل أن يختص فى الأسلحة، وتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف للجيش الإسرائيلى، وصلت إلى نحو 105، من بينها ضرب أهداف للعدو الإسرائيلى فى جزيره شدوان، ونسف معسكر للجيش الإسرائيلى فى منطقة مصفق غرب العريش، وفى أخر عملياته تم القبض عليه، ليواجه حكمًا بالسجن 140 عاما، قضى منها 3 سنوات و3 شهور فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، ثم خرج فى صفقة تبادل بضابط إسرئيلى يدعى "مورخ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق