قرأ الفاتحة وردد الشهادتين.. من هو أسد سيناء الذي أعجب به الاسرائيلي وأطلق 21 رصاصة تحية لروحه

الخميس، 07 أكتوبر 2021 06:00 م
قرأ الفاتحة وردد الشهادتين.. من هو أسد سيناء الذي أعجب به الاسرائيلي وأطلق 21 رصاصة تحية لروحه
إسلام ناجى

بقلب ثابت، ونفس شجاعة أرتدى سيد زكريا خليل "الأفارول" وحمل سلاحه  بعد أدائه الصلاة، تلقى التعليمات فى أكتوبر 73 بحماس شديد بعد أن قرأ الفاتحة وردد الشهادتين، فألقى السلام على رفاقه المجندين السبع، وتوجهوا معًا نحو جبل "الجلالة" بمنطقة رأس ملعب لتنفيذ مهمة اختراق القوات الإسرائيلية، قبل أن يستشهد أحدهم فى الطريق إثر عبوره حقل ألغام، ليأمرهم قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي، بالإختباء خلف إحدى التباب وإقامة دفاع دائري حولها لصد أي هجوم‏.
 
مرت دقائق من الصمت الحذر قبل أن يدنو منهم أثنين من بدوء سيناء؛ ليحذرانهم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة، وعقب إنصرافهما، مرت خمسين من دبابات العدو وطائرتان هيليكوبتر، فحبست الفرقة أنفاسها خوفًا من إنكشاف أمرها قبل تنفيذ المهمة المُكلفة بها، ومع ذلك أحست الطائرات بوجود حركة، فقفز جنود الإحتلال بالمظلات لتطويق المنطقة، فساور الفرقة القلق، وأطلق أحدهم قذيفة "أر بي جي"، فأصب طائرة معادية، ليشتعل القتال.
 
مع كل دقيقة تمر، كان يسقط واحدًا من الفرقة، حتى وجد "سيد" نفسه وحيدًا، فلم يستسلم لليأس، وقرأ بعض أيات القرءان بصوت خافت لتعينه وتثبته فى المعركة بعد أن جمع أسلحة زملائه، ووقف يقاتل بمفرده، ويتنقل من مكان لآخر بسرعة وخفة؛ ليرهب الأعداء، حتى ظنوا أنه قوة كبيرة، واعتصر الرعب قلوبهم، وراسلوا القيادة الإسرائيلية طالبين قوة دعم أخرى، واستمر الحال هكذا لمدة 4 أيام حتى نفذت ذخيرة البطل الأسمر.
 
تسلل أحد الجنود الإسرائيلين إلى المنطقة التي يحتمي فيها "سيد"، ويقتله، ليفاجأ أن القوة الضخم التى أسقطت 22 جنديًا ما هى إلا فرد واحدًا، ووقف يراقب دماء البطل الطاهرة تروى رمال سيناء، بعد أن لحقت روحه بزملائه، وأنضمت لمن سبقه من الشهداء، فأعجب الإسرائيلي بأسد سيناء، وقرر الاحتفاظ بمتعلقاته الشخصية بعد أن دفنه بنفسه، وأطلق 21 رصاصة في الهواء تحية الشهداء.
 
وفى عام 1995، أعترف الإسرائيلي للسفير المصري في برلين بقتله سيد زكريا خليل‏، وروى له ما عرفه عن البطل من شجاعة ومهارة وإصرار، قبل أن يسلمه متعلقاته، وهى  بطاقة عسكرية لتحقيق الشخصية، ومبلغ مالى عبارة عن ورقة فئة الجنيه، و3 ورقات فئة العشرة قروش، وقطعة معدنية فئة العشرة مليمات، وحوالة بريدية مرسلة لأهله بمبلغ 18 جنيهاً وخمسين مليماً، وكذلك خطابان أحدهما من أخيه الكبير، والآخر كتبه أسد سيناء إلى أسرته، ولكن تأخر وصوله 22 عامًا.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة