«كارثة اقتصادية كبرى».. سقف الدين العام في أمريكا يهدد العالم

الأحد، 10 أكتوبر 2021 02:00 م
«كارثة اقتصادية كبرى».. سقف الدين العام في أمريكا يهدد العالم

يتوقع تعرض الولايات المتحدة لهزة اقتصادية عنيفة بعد أزمة كورونا، حيث كان يقدر وصول الديون الأمريكية 28.5 تريليون دولار، في حين أن سقف الدين الرسمي 28.4 تريليون دولار، وعليه فقد كان من الضروري أن يرفع الكونجرس سقف هذا الدين، وهو أمر جرت به المقادير الأميركية نحو ثمانين مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة.

ويهدد الصراع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس والوصول إلى طريق مسدود، الولايات المتحدة بالتوقف عن سداد ديونها، الأمر الذي من شأنه لو حدث أن يؤدي إلى رفع معدلات الفائدة، وتراجع أسعار الأسهم بشكل حاد، وغير ذلك من الاضطرابات المالية، لا سيما أن الولايات المتحدة لم يحدث طوال تاريخها أن توقفت عن سداد ديونها قط.

أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مع آخر ضوء من يوم الخميس 30 سبتمبر ميزانية مؤقتة، لم يلبث أن صادق عليها مجلس النواب، لتجد طريقها إلى البيت الأبيض وليصادق عليها الرئيس جو بايدن، لتجنب شلل الإدارات الحكومية الاتحادية.

وسيحافظ التشريع على تمويل الحكومة حتى 3 ديسمبر، ويشمل أيضاً 28.6 مليار دولار للمجتمعات التي تضررت من الكوارث الطبيعية على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، و6.3 مليار دولار للمساعدة في دعم إعادة توطين اللاجئين الأفغان.

وعلى الرغم من ترحيب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بوحدة الصف هذه، التي نادراً ما تحدث على حد قوله، إلا أن أحداً لا يتوقع أن تمتد المشاعر الطيبة إلى ما هو أبعد من ذلك التصويت المؤقت.

وقال ميتش مكونيل، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، إن الجمهوريين لن يساعدوا الديمقراطيين في تمرير أي تشريع لزيادة سقف الاقتراض الاتحادي، ما يعني أن أزمة الديون فقط تم تعليقها أو تأجيلها إلى ديسمبر المقبل.

قال مكتب الميزانية في الكونغرس، إن عبء الدين الاتحادي سيتضاعف على مدى الثلاثين عاماً المقبلة، ليبلغ 202% من الناتج الاقتصادي بحلول عام 2051، مع نمو العجز وارتفاع أسعار الفائدة في نهاية المطاف.
 
وتبدأ كارثة الديون الأميركية من العام الحالي، إذ يتوقع المكتب أن يصل الدين الاتحادي إلى 102% من الناتج الإجمالي، وذلك بسبب الإنفاق الهائل المرتبط بجائحة "كوفيد-19"، فيما تتوقع بيانات المكتب المخيفة للأمريكيين أن ينمو العجز بدءاً من عام 2030 ليصل إلى 7.9% بحلول 2041، ثم يتصاعد إلى 11.5% في الفترة ما بين 2041 و2050.
 
وأمام الولايات المتحدة خيارين إما الموافقة على رفع سقف هذا الدين، ما يعني غرق الأجيال الأميركية القادمة في الديون، وهي جزئية سنتوقف معها بالتفصيل لاحقاً، لا سيما أنها مستقبلية، والثاني التوقف عن سداد الديون، وهنا تتجلى كارثة اقتصادية آنية، تمتد من الداخل الأمريكي لتصل إلى بقية أرجاء العالم وبعواقب وخيمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة