أسرة كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق تنعيه "فقدنا زوجا وأبا وجدا مميزا ومحبا وأمريكيا عظيما"

الإثنين، 18 أكتوبر 2021 11:23 م
أسرة كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق تنعيه "فقدنا زوجا وأبا وجدا مميزا ومحبا وأمريكيا عظيما"
كولن باول
ريهام عاطف

 اعلنت أسرة كولن باول، أول وزير خارجية أمريكي أسود والقائد العسكري المتقاعد، وفاته عن 84 عاما متأثرا بمضاعفات كوفيد-19 حيث لفظ كولن باول أنفاسه الأخيرة في مستشفى والتر ريد الواقع في ضواحي واشنطن والتي عادتا ما يعالج فيها الرؤساء الأميركيون .
 وقالت في منشور بصفحته على "فيس بوك " "باول تلقى تطعيما كاملا.. نود أن نشكر الفريق الطبي في مركز والتر ريد الطبي الوطني على العناية بعلاجه.. فقدنا زوجا وأبا وجدا مميزا ومحبا وأمريكيا عظيما". 
باول
باول
ويعد كولن باول هو أول وزير خارجية أمريكي أسود، وقد لعب دورا هاما في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة من القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين وفقا لشبكة CNN الأمريكية.
نشأته وبداياته
بمدينة نيويورك ولد كولن باول في عام 1937 وتربى في حي هارلم، حيث هاجر والداه لوثر ومود باول إليها من جامايكا وقد تلقي تعليمه في المدارس العامة، وتخرج من كلية مدينة نيويورك، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا.
وشارك بعدها في احتياط قوات التدريب في الكلية، وتم تعيينه في رتبة ملازم ثاني بعد تخرجه في يونيو 1958.
ليدخل الجيش الأميركي ويخدم في جولتين في جنوب فيتنام خلال الستينيات والتي أصيب بها مرتين، بما في ذلك أثناء تحطم طائرة هليكوبتر حيث أنقذ جنديين أميركيين.

مستشار الأمن القومي للرئيس رونالد ري[hk
مستشار الأمن القومي للرئيس رونالد ري[hk
كان كولن باول منذ البداية متميزا وهو ما جعله يحقق نجاحا كبيرا مع العديد من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية فقد أصبح أول أسود يتولى منصب مستشار الأمن القومي خلال نهاية رئاسة رونالد ريجان، وأصغر وأول رئيس لهيئة الأركان من أصل أفريقي في عهد الرئيس جورج بوش الأب.
في أعقاب انتصار التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال حرب الخليج ارتفعت شعبية كولن باول بأمريكا ، حيث كان رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة للجيش في عهد الرئيس جورج بوش الأب خلال حرب الخليج عام 1991 التي طردت فيها القوات التي تقودها الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت ولفترة في منتصف التسعينيات، وقد تميزت فترة ولاية كولن باول في إدارة بوش الأب بمشاركته في بعض أبرز الأعمال العسكرية الأميركية في أواخر القرن العشرين، بما في ذلك عملية بنما عام 1989، وبعدها حرب الخليج عام 1991، والتدخل الإنساني الأميركي في الصومال.
أول وزير خارجية أسود
بفضل بوش الابن أصبح كولن باول أول وزير خارجية أميركي من البشرة السوداء، وعمل في المنصب من 2001 إلى 2005.
باول والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن
باول والرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن
هجمات 11 سبتمبر 2001
تغيرت وجهت نظر كولن باول تجاه إظهار القوة العسكرية الأميركية في جميع أنحاء العالم، بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001 بصفته أكبر دبلوماسي في عهد بوش الإبن، تم تكليفه بحشد الدعم الدولي للحرب على الإرهاب، بما في ذلك حرب أفغانستان.
وصمة عار
اعتبر كولن باول أن سمعته ستظل ملطخة إلى الأبد بعدما دفع، بصفته وزير خارجية جورج بوش الابن، إلى تقديم معلومات استخباراتية خاطئة أمام الأمم المتحدة للدفاع عن حرب العراق، والتي وصفها فيما بعد بـ"وصمة عار" في سجله.
ففي فبراير 2003، ألقى باول خطابا أمام الأمم المتحدة، قدم فيه أدلة قالت الاستخبارات الأميركية إنها تثبت أن العراق قد ضلل المفتشين الدوليين، وأخفى أسلحة دمار شامل محذرا من أن "صدام حسين يمتلك أسلحة بيولوجية وقدرة على إنتاج المزيد منها بسرعة كبيرة".
المفتشون اكتشفوا فيما بعد عدم وجود مثل هذه الأسلحة في العراق، وبعد عامين من خطاب باول في الأمم المتحدة، قال تقرير حكومي إن أجهزة الاستخبارات كانت "مخطئة تماما" في تقييماتها لقدرات أسلحة الدمار الشامل العراقية قبل الغزو الأميركي.
وعلى الرغم من أن باول كان مترددا في البداية في إرسال قوات أميركية عندما خلال غزو العراق الكويت في عام 1990، فقد أصبح أحد المتحدثين الرسميين الأكثر ثقة لدى الإدارة عندما وقع الهجوم على جيش صدام حسين أخيرا.
ليصبح كولن باول بعد الهجوم على الجيش العراقي، بطلا قوميا أميركيا، حيث تمتع بتقييم تفضيل بنسبة 71 بالمئة في السنوات القليلة الأولى بعد الحرب.
كما أكسبته جهوده خلال الحرب جائزتين بارزتين، وهما ميدالية الكونغرس الذهبية في مارس 1991، تقديرا لأدائه المثالي في تخطيط وتنسيق الرد الأميركي على غزو العراق، بالإضافة لميدالية الحرية الرئاسية.
في أوائل عام 2005 غادركولن باول وزارة الخارجية بعد تقديم استقالته لبوش، ووصف خطابه في الأمم المتحدة بأنه "وصمة عار" ستبقى إلى الأبد في سجله.
وقال في أحدي المقابلات في عام 2010: "أنا آسف الآن لأن المعلومات كانت خاطئة - بالطبع أنا آسف" مضيفا "لكن سيُنظر إلي دائما على أنني الشخص الذي قدم القضية أمام المجتمع الدولي".
معترفا أن خطابه أثر بالرأي العام في قضية غزو العراق: "لقد أثرت في الرأي العام.. لا شك هناك في ذلك".
كولن باول وباراك أوباما
في 2008 ومع اقتراب الانتخابات الأميركية ، أعلن كولن باول في لقاء صحفي عن دعمه للمرشح الديمقراطي باراك أوباما مؤكدا أن لديه القدرة على الإلهام، وكل الأميركيين، وليس فقط الأميركيين من أصول أفريقية سيكونون فخورين بفوز أوباما وهو ما فاجأ الجمهوريين والشعب الأميركي حيث يعتبر باول أول عضو جمهوري بارز وكبير يؤيد المرشح الديمقراطي أوباما، الذي فاز لاحقا بالانتخابات.
باول واوباما
باول واوباما
رحلتي الأميركية
بعد تقاعد كولن باول من العمل العسكري، كتب سيرته الذاتية والتي حملت اسم "رحلتي الأميركية" عام 2012، ليعترف فيها بالخطأ في الخطاب الشهير، وكتب أن هذه ستكون روايته الأخيرة حول الموضوع وكتب: "أنا غاضب من نفسي لأنني لم أشم رائحة المشكلة. خذلتني غرائزي"، في إشارة إلى التقرير الذي استخدمه والذي يحتوي على أدلة خاطئة عن أسلحة دمار شامل مفترضة عراقية.
وأضاف في كتابه الشهير: "لم يكن ذلك خطأي الأول، لكنه كان أحد أكثر إخفاقاتي الجسيمة، التي كان لها تأثير واسع النطاق".
 
للاطلاع على أبرز وأهم الأخبار والأحداث يرجى الاشتراك بالصفحة الرسمية لموقع صوت الأمة.. أضغط هنا
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق