إيران «ثورة تأكل الثروة»..النظام يضع ثروات البلاد بين أيدي من يرضى عنهم..رجال السلطة و«الحرس الثوري» يتصدرون المشهد بلا منازع..و40% من الإيرانييون يعيشون تحت خط الفقر
الخميس، 21 يناير 2016 09:25 ص
لا يختلف إثنان على أن إيران تملك ثروات، لو قدر لها أن تدار بنزاهة وحرفية، لكتب لها أن تتربع في مصاف الدول الغنية في العالم، لكن النظام الإيراني الحاكم باسم الولي الفقيه، الذي يتدخل في كل شاردة وواردة، يضع ثروات البلاد بين أيدي من يرضى عنهم، أو من يضمنون استمرار النظام وعلى رأسهم الحرس الثوري.
ومع رفع العقوبات عن إيران وعودة المليارات، فإن الشعب الذي يقبع نصفه تقريبا تحت خط الفقر، يعلم أنه لن ينال من ذلك إلا الفتات، وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه.
وتعتبر إيران بمعايير الموارد الاقتصادية، دولة ثرية بل ثرية جدا، إذ تملك إيران نحو 10 بالمئة من احتياطات البترول في العالم، وثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي، وآلاف المناجم التي تدر عوائد ضخمة.
ولم تبخل عليها الطبيعة بموارد الماء والأرض الخصبة، لتكتمل لها كل مقومات الثراء، لكن ذلك الثراء لا ينعكس على حياة الناس، ولا يدخل جيوبهم منه إلا النزر القليل.
ففي بلد يضرب ستارًا حديدًا على كل ما يدور بداخله مثل إيران، يصعب أن تحصل على إجابة وافية، فرجال السلطة والحرس الثوري يتصدرون المشهد بلا منازع.
وإن كانت العقوبات قد أضرت بعموم الإيرانيين، لكن الحرس الثوري استفاد منها كثيرا. فبعد خروج الشركات الأجنبية العاملة في إيران، أسندت العديد من أعمال تلك الشركات للحرس، مما سمح له بزيادة نفوذه في البلاد.
وتكشف بعض التفاصيل التي تتسرب من وقت لآخر عن التناقض الهائل في المشهد الإيراني، إذ أن أكثر من 40 بالمئة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، بينما يملك رجال الدين الذين يمسكون زمام السلطة ثروات طائلة قدرتها بعض المصادر بأكثر من 900 مليار دولار.
ويحصل الحرس الثوري الإيراني على أكثر من 12 مليار دولار سنويا، أو ما يعادل نحو سدس موازنة البلاد. ويدير الحرس مئات الشركات في قطاع النفط والتعدين والطاقة.
ويعيد رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران السؤال الجوهري، هل سيتغير الوضع؟ إجابة كل المتابعين تشير إلى أن الوضع سيتغير بالطبع، ولكن في اتجاه مزيد من العائدات على نفس الجهات.
سيدخل الحرس الثوري الذي يمسك بمفاصل الاقتصاد، شريكا مع المستثمرين الأجانب في معظم المشروعات الجديدة. ستزيد المكاسب لمن يكسب أصلا. أما الفقراء فلن يكون أمامهم إلا أن يزدادوا فقرا.