تركيا دولة «الديمقراطية الإرهابية»..مسلسل القمع «الإردوغانى» عرض مستمر..إعتقال نحو 20 أكاديمي وقعوا على عريضة تدعوا للسلام..وتراجع للحريات بالصحافة والإعلام وسط إستنكار دولى
الخميس، 21 يناير 2016 05:33 م
فتح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، جبهة جديدة في المواجهة مع المعارضة الرافضة للإجراءات الأمنية التي تسببت في تقييد حرية الحركة للمواطنين في عدد من المناطق خاصة في جنوب شرق البلاد، وإستمراره فى سياسة العنف والتقييد والقمع للحريات وإضطهاد الصحفيين والأكاديميين وكل من يُفكر فى معارضته.
قائمة القمع الأردوغانى
هاجم أردوغان «مُعلمة»، بعد تجمع حاشد فى مدينة «إزمير» عام 2014 حين كان رئيسًا للوزراء قائلا: «لدى وصولى كانت تقف امرأة فى شرفة قامت بإشارة قبيحة بيدها، تماثل فى وقاحتها ما يفعله حزب الشعب الجمهورى المعارض».
وأفادت وسائل الإعلام المحلية، اليوم الخميس، إن المعلمة التى رفضت الإقرار بالذنب فى جلسة محاكمة ستقضى 11 شهرا و20 يوما فى السجن.
وقفات إحتجاجية
وفى نفس السياق، نظم مثقفون وأكاديميون وقفة إحتجاجية في العاصمة التركية «أنقرة» ضد إعتقال نحو 20 أكاديميًا وقّعوا عريضة تدعو الى السلام وإنهاء عمليات الجيش في المناطق ذات الغالبية «الكردية» جنوب شرقي تركيا، وأدان المشاركون حملة التضييق والاعتقالات التي شنتها حكومة «العدالة والتنمية» مؤخرًا في البلاد.
من جهته ندد الاتحاد الأوروبي، بإعتقال الجامعيين الاتراك، وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية في بيان لها: «إنّ الاتحاد يعرب عن أسفه لما وصفه بمناخ الترهيب في تركيا».
وعلى نفس الصعيد، شنت السلطات فى «أنقرة» حملات قمع وإعتقالات فى صفوف الصحفيين الذين فضحوا الرئيس التركى، وكشفوا الأشهر الماضية عبر تقاريرهم عن شاحنات أسلحة يتم إرسالها من الأراضى التركية إلى تنظيم «داعش» فى سوريا.
وقد قررت محكمة تركية فى نوفمبر2015، إعتقال رئيس تحرير صحيفة «جمهوريت» جان دوندار، المعروف محليا ودوليا، إلى جانب زميله ممثل الصحيفة فى أنقرة «أردم جول»، بعد أن نشر تسجيلًا مصورًا يكشف عن شحنات أسلحة كانت تحملها شاحنات تابعة للمخابرات الوطنية، وتتجه نحو سوريا، لتسليمها إلى مجموعات إرهابية، وعلى وجه التحديد تنظيم «داعش»، بحسب الخبر الذى نشرته صحيفة «جمهوريت» بتوقيع دوندار.
استنكار الإعلام من القمع التركى
كما استنكر إتحاد الإعلام الحر في «روج آفا» ممارسات حكومة حزب «العدالة والتنمية» التركي بحق الأكراد والإعلاميين والصحفيين في «باكور كردستان»، وذلك من خلال إعتصام على الحدود بين «روج آفا وباكور كردستان»، وإصدار بيان.
وأكد البيان أن هذا الصمت أعطى الضوء الأخضر لحكومة «العدالة والتنمية» لتصعيد الحصار على المدنيين والقيام بحملات إعتقال تعسفية طالت شرائح مختلفة ووسائل إعلامية كانت تفضح تلك الممارسات، وكان أخرها إغلاق وحجب مواقع إعلامية أبت أن تقف متفرجة.
واعتصم العشرات من الإعلاميين من أعضاء «إتحاد الإعلام الحر» في روج آفا على الحدود الفاصلة بين مدينتي نصيبين في «باكور كردستان وقامشلو» في روج آفا، وذلك للتنديد بإنتهاكات الدولة التركية بحق الصحفيين والإعلاميين والشعب الكردي في مدن باكور كردستان، رافعين اللافتات التي تحييّ مقاومة «باكور كردستان» وتشجب ممارسات الدولة التركية بحق المدنيين العزل في نصيبين وفارقين بباكور كردستان.
غضب المعهد الدولى للصحافة
ولفت المعهد الدولي للصحافة، والذي يضم في عضويته أكثر من 120 دولة بالتعاون مع 7 منظمات بارزة لحرية الرأي والتعبير، في تقرير «مهمة عاجلة في تركيا بشأن حرية الصحافة» الذي أبرز الإتجاه السيئ الذي تشهده تركيا في مجال حرية الصحافة، إلى ضرورة إجراء تغييرات سريعة ومستمرة بشأن حرية الصحافة والتعبير لحماية الديمقراطية.
وورد في التقرير أن مهاجمة الصحفيين تؤثر على ممارسة الصحافة بشكل حر بما يعود بالنفع على المواطنين، وطالبوا بوقف فوري لهذه الاعتداءات التي تعوق الصحفيين عن مزاولة عملهم، كما ناشدوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنهاء الاعتداءات المباشرة على أصحاب المؤسسات الإعلامية وحديثه السلبي والعدائي الذي يستهدف الصحفيين وطالبت اللجنة بإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين.
وقال نائب بارز بالبرلمان التركي، عن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، اليوم الخميس، فى مؤتمر صحفي، إن إيداع «عبدالله أوجلان» زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور، في الحبس الانفرادي بسجن في جزيرة قرب إسطنبول يرقى إلى «دعوة للحرب» بينما يشتعل الصراع بين قوات الأمن والمسلحين في جنوب شرق تركيا.
الرأى العام الدولي فى قمع أردوغان
ووجهت الولايات المتحدة الامريكية إنتقادات وتحذيرات للحكومة التركية بشأن أعمال القمع والضغط الممارسة ضد بعض وسائل الإعلام.
وأكد البيت الأبيض أنه يشعر بحالة من القلق تجاه أعمال الضغط الممارسة ضد وسائل الإعلام والصحفيين والكتاب خلال فترة الانتخابات، وضرورة الامتثال للقوانين الدولية في تركيا، موضحًا في بيان له: «ندعو المسئولين الأتراك إلى احترام القيم العالمية المنصوص عليها في الدستور التركي».
أعمال قمعية
وفى نفس الإطار بعث الاتحاد الأوروبي برسالة تحذير قوية إلى حكومة «العدالة والتنمية» في تركيا التي واصلت دون تباطؤ عقب فوزها بالانتخابات البرلمانية هجومها على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من الاستمرار في أعمالها القمعية وطالبها بإحترام حرية الإعلام حتى لا يؤثر ذلك على وتيرة مفاوضات إنضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد، بحسب وكالة «جيهان» التركية.
وفى هذا السياق ندد الاتحاد الدولي للناشرين بإعتداء قوات الأمن في تركيا على الصحف والمحطات التليفزيونية في تركيا، ولفت رئيس الاتحاد «ريتشارد تشاركين» إلى اعتداء قوات الأمن على مجموعة «كوزا - إيبك» الإعلامية قبيل الانتخابات البرلمانية مشيرا إلى أن تركيا تمتلك سمعة سيئة في مجال حرية الإعلام، منتقدًا استيلاء قوات الشرطة على المجموعة.