هتفت من قلبها "معك لأبد"

السبت، 25 ديسمبر 2021 07:19 م
هتفت من قلبها "معك لأبد"
آمال فكار

 
في الصباح الباكر توجهت الزوجة إلى المحكمة وجلست في مكان قريب من المتهم، ثم ظلت في حالة ترقب لبدء الجلسة.
 
بعدما نادى الحاجب على رقم الدعوى وقفت الزوجة تروي مأساتها فهي في الثلاثين من عمرها وتعمل كاتبة، وقالت "لم يبقي لي قدرة علي التحمل بعد أن بذلت اقصي جهد لي في رعاية زوجي واطفالي.. سيدي القاضي، حاولت بجميع الطرق أن احافظ علي رعاية زوجي واطفالي، واستطيع أن اقول أنه افضل الرجال وعندما احببته اعترض شقيقي علي الارتباط به، وقال أنه رجل كثير السفر والغياب عن المنزل، لكني تمسكت به وأعلنت انني اتحمل اختياري، وبالفعل تم الزواج، لكن بعد عامين ظهرت طباعه وعرفت لماذا اعترض أهلي بشدة على زواجنا، فقد كانت له طباع لا تتناسب معنا، لإننا عائلة كريمة جداً ووالدي ترك لي فيلا في حي الدقي اقيم بها مع امي وزوجها-الذي هو في الاصل عمي-، وكان عمري قد قارب علي الثلاثين وكنت ارفض الزواج لاتمام الدراسة والحصول علي الدكتوراة، لكن حدث النصيب الذي منع كل ما كنت اتمناه، وتم تعييني في إحدي المؤسسات وكنت مسحورة بكل شيء وذهبت مع زوجي لاحدي القري في الساحل الشمالي، وعشت معه أجمل ايام عمري، وخلالها كنت الممول المادي للبيت، فلم اشعره أنه عاجز عن الوفاء باحتياجاتنا، وعندما عدنا من شهر العسل إلي الفيلا حاولت أن يمر هو علي أمي ليسلم عليها، لكنه رفض بحجة أنه عريس والواجب أن تمر هي لتسلم عليه، وجعلني انزل لاسرتي بمفردي لابقي معهم بعض الوقت، بينما هو في الطابق العلوي".
 
وأضافت الزوجة "مرت الايام وكنت أذهب لعملي وهو إلي عمله، وكان يمر علي اسرته دون أن يخبرني، وحاولت إقناعه بان ما يقوم به خطأ ولابد أن نكون أسرة نتبادل الزيارات، لكنه رفض وفوجئت أنه يطلب مني أن اعيش مع اسرته حتي يشعر أنه رجل، وامام الاحاح وعناده وافق عمي أن اترك الفيلا واذهب للعيش مع اسرته في العبور حتي لا تحدث مشاكل مع والدته، وابعد عن والدته التي كانت تتشاجر معي بلا سبب، ولم اجد مفر سوي اقناعه بالعودة إلي فيلا اسرتي الا أن ذلك لم يحقق الهدوء المنشود، اذ دخل هو في شجار دائم مع امي وعمي قبل أن يقرر مغادرة المكان مرة اخري ولم تمضي اسابيع الا ووجدت نفسي غير قادرة علي العيش بعيدا عن اهلي، ولأقناعه بالعودة معي حررت له شيكا علي بياض، لكن ذلك لم يغير في الامر شيئا، فقد واصل تصرفاته العصبية وفجأة وجدته يهددني بأنه لن يعود لشقتي ثم اخرج لي شيكا بخمسمائة الف جنيه قائلًا أنه سيتنازل عنه اذا بعت الشقة وذهبت معه إلي مكان جديد، اما اذا رفضته فسيقدم الشيك للمحكمة ويتهمني أنني مدينه له بهذا المبلغ".
 
هنا تدخل القاضي وسألها اذا كانت ترغب في الدفع بالتزوير فوافقت الزوجة، وحينها خرج الزوج من القاعة، بيت=نما قالت الزوجة للمحامي أنه لو ثبت تزوير الشيك فلن اتهمه بالتزوير خشية أن تحبسه المحكمة، هنا ضحك عم الزوجة وقال لها "مازلت تحبينه!". ثم نظر للزوج الذي فهم المطلوب منه قبل أن تندفع الزوجة بخطوات سريعة لتقول بصوت يغلبه الدموع أنها تنازلت عن اتهامها لزوجها وعندما نظر رئيس المحكمة إلي الزوج الذي انهمرت دموعه، فأسرع الزوج ليقف بجوار زوجته التي نظرت إليه بحب وحنان وندم، وقالت "لو اردت أن اقيم معك في السجون موافقة"، واقسمت الزوجة أنها لن تستسلم للحظة ضعف قد تفقد فيها زوجها الحبيب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق