أيام في حياة "وائل الابراشي" الذي رش في دربنا البسمات

الإثنين، 10 يناير 2022 07:17 م
أيام في حياة "وائل الابراشي" الذي رش في دربنا البسمات
رضا طاهر الفقي

وجه أشبه بتاريخ مصر في تلك الحقبه التي صاحبت ميلاده ففي عامه الأول كانت بداية المواثيق العامه للدوله الوليده والجديده والتي رسمت معالم النظام الجديد نظام دولة ناصر .. وبعد أربع سنوات من عمره كانت النكسه وهزيمة المشروع الذي حلم به ناصر  والذي استيقظ من جديدا بحرب الاستنزاف .. وتمر الأيام والسنوات ويأتي النصر   وترسم علامات البهجه علي وجهه مثل كل مصر في ذلك الحين.. إلا أن الأيام تقتنص من الابراشي تلك الفرحه مع وفاة الأب .. وبدا يشعر أنه وحيدا في زحمة الحياه.. لايدري ماذا يفعل وتغيم عيناه بالدمع كلما تذكر أباه .. وامام المنزل كانت هناك ارضا فضاءا كون  فيها عالمه ،حلمه، أمله
 
قلت له ذات يوم ونحن جلوس في شربين بلد المنشأ والتكوين .. أثناء تجوالي في شربين أحسست أن جدرانها وشوراعها مفعمه بالحياه  وفيها حياه أكثر من أماكن وشوراع اخري .. فرد شربين تلك الحائره مابين صخب التجار  وحلم الفلاحين حيث أنها  تقع مابين الدقهليه و دمياط وهم عالمين متقابلين  عالم العقل والتجاره وعالم  العفويه الريفيه والزراعه  جعلت لها ماتري من زحمة الحياه 
 
كان عند الابراشي ارتباط بالماضي دائما من جهه وبينه  وبين المستقبل من جهه اخري  هذا  ليس عبثا وانما حكمه الهيه جعلت لهذا الارتباط دورا في تكوين شخصية الانسان وارتباط هذه الشخصيه بالمحيط واختزالها لكثير من المشاهد والخبرات مايسمي بالذاكره الفوتوغرافيه القادره علي الالتقاط والاستيعاب .. التي جعلت الابراشي معد للفهم والالتقاط.
 
هذا التكوين صنع له تميز قال عنه جواهرجي الصحافة المصرية عادل حموده ان وائل الابراشي محقق صحفي من طزاز فريد له عين حساسه وذهن متوقد وروح تواقه للإبداع.
 
فإن الكتابه الصحفيه والتقديم الاعلامي مهنه يستطيع كثيرا  من الناس ممارستها.. ولكن الموهبه تصحح الوضع دائما فلا يثبت علي الزمن الا قليلون، منهم وائل الابراشي صاحب اسلوب وشخصيه ميزته عن جميع الصحفيين والاعلاميين، فهو يستطيع الوصول الي جميع الناس بمختلف ميولهم وطبقاتهم أو ما يطلق عليه مجازا ادوات نهرو في التأثير علي الجماهير .
 
فكانت موضوعاته الصحفيه التي بدأها في زوراليوسف تلك المدرسه العريقه التي أخرجت  العديد من عمالقة الفكر والأدب  والصحافه، هي ترجمة للشارع المصري بما به من أحداث وفاعليات، وتقمصه الوجداني للمتلقي في ادارة برامجه التي بدأت ببرنامج الحقيقه التي ناقشت كل القضايا  التي لم تكن مألوفه من قبل وغاصت في هموم وأوجاع المصريين،  وإستمر خطه الاعلامي المميز  في العاشره التي وجد المصريين فيها  ضالتهم  وسلوهم.. وأصبح البرنامج  مفرده من مفردات حياة المصريين حينما تدق  الساعه العاشره مساءا.
 
ثم تحرك بندول ساعة الاعلام والصحافة بعدما ذهب الاستاذ وائل الابراشي لبرنامج التاسعة في القناة الاولي المصرية، فكان صوتا حرا سجل فيه سطرا في سجل هذا الوطن والجمهورية الجديدة، في الوقت الذي كان يرش فيه البسمات والأمال دربنا صغار الصحفيين، فكم جبر قلوبا وحقق امالا.
 
وفي نهاية رحلته مع الألم بعد إصابته بكورونا،كنا علي أمل أن يعود من جديد  للشارع المصري الذي إشتاق لعودته بعد فترة غياب امتدت لعام ، لكن القدر شاء أن يخرج علينا وائل الابراشي قائلا وداع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق