"الإفتاء" يتصدى لأفكار "داعش" الشاذة

الإثنين، 09 مايو 2016 05:14 ص
"الإفتاء" يتصدى لأفكار "داعش" الشاذة
دار الإفتاء المصرية

تصدت دار الإفتاء المصرية ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة لفتوى أطلقها تنظيم داعش الإرهابى، والتي أباح فيها استئصال أعضاء بشرية من أسراه وزرعها في أجساد مقاتليه وعناصره، حتى وإن كان ذلك معناه موت الأسير، في فتوى أثارت قلقا من أن يكون التنظيم المتطرف منخرطا في أنشطة الإتجار في أعضاء البشر.

وردت دار الإفتاء على حرمة تلك الفتوى، وبأنها غير جائزة شرعًا، حيث أكد مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أن «الحكم الشرعى في مسألة أخذ أعضاء الأسير أنها غير جائزة، سواء في ذلك إذا كان أخذ العضو يعرضه للموت أم لا، يسبب له ألمًا أم لا»، مشيرًا إلى أن مثل تلك الأفعال قد تؤدى إلى وفاة المفعول به هو منافٍ للإحسان المأمور به في الشريعة، ولو كان في قتل من يستحق القتل، ولو كان المقتول من بهيمة الأنعام، فكيف إذا كان أسيرًا عند عصابة لا شرعية لها من الخوارج المبتدعة»، مؤكدًا أن «ما ورد من تخيير ولاة الأمر الشرعيين في الأسير المأخوذ في الحرب الشرعية بين المسلمين وغيرهم لم يرد فيه ما يفعله أولئك».

وأشار المرصد إلى أن «داعش ليسوا بولاة أمور شرعيين، وليست الحرب بينهم وبين غيرهم شرعية، وليس المأسورون لديهم كلهم من غير المسلمين، بل إن منهم من هو من المسلمين يشهد الشهادتين، ولكنه في اعتقادهم الفاسد الكاسد غير موحد توحيدهم البدعى، ولا يقول بأصولهم الفاسدة المخترعة، فوجب أن يكون عندهم مرتدًا عما يعتقدون أنه الإسلام».

واستدل المرصد على تحريم أفعال التنظيم الشاذة بأمور أهمها أن «الاعتداء على أعضاء الإنسان مسلمًا أو غير مسلم فيه امتهان له، وهو الذي قد كرمه الله تعالى، وأن هذا الفعل يعد من التمثيل والتشويه في خلق الله»، معللًا ذلك بقوله تعالى «﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾»، مشيرًا أن هناك أحاديث ورد النهى فيها عن المثلة وتشويه خلق الله ومنها ما روى مسلم والترمذى عن عائشة رضى الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمّر أميرًا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اُغْزُوا عَلَى اسْمِ الله، فِى سَبِيلِ الله، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاَلله، اُغْزُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا».. وعقب الإمام الترمذى على هذا الحديث بقوله: «وَكَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْمُثْلَةَ».

وشدد المرصد على اتباع أمر الله في الإحسان إلى الأسير وكيفية معاملته، ومعاملة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ للأسير الحسنة، وقد أمرنا الله بالاقتداء به.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة