مساع أمريكية لقطع أذرع إيران العسكرية.. وخبراء: «كلام فاضي» (تقرير)

الأربعاء، 08 فبراير 2017 07:39 م
مساع أمريكية لقطع أذرع إيران العسكرية.. وخبراء: «كلام فاضي» (تقرير)
صورة أرشيفية
محمد الشرقاوي

أفادت مواقع أمريكية عن وجود مباحثات داخل أروقة البيت الأبيض الأمريكي بخصوص تصنيف الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان، منظمات إرهابية، مشيرة إلى أنه تم تأجيل إصدار مراسم التنفيذ الرئاسي بهذا الشأن وسط قلق وكالات الأمن القومي إزاء عواقب مثل هذه الخطوة.

وتابعت المواقع في تقارير لها، اليوم الأربعاء، أن مكتب وزارة الخزانة الأميركية لمراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) فرض عقوبات ضد 13 شخصًا و12 كيانًا يشارك في شراء التكنولوجيا ومواد لدعم برنامج إيران للصواريخ البالستية، فضلًا عن تمثيل أو تقديم الدعم لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بالتزامن مع نظر الكونجرس مشروع القانون الذي تقدم به السيناتور الجمهوري تيد كروز، في يناير الماضي، تحت شعار «حماية الأمريكيين من الإرهاب الإسلامي المتطرف الموجه ضد أمريكا» بهدف محاسبة كلا التنظيمين باعتبارهما جهتان تحرضان على نشر الأيديولوجيا العنيفة بهدف تدمير الغرب.

لم يمر شهر منذ بداية تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات الأمريكية، أكد خلاله على تنفيذ وعوده الانتخابية بتعقب الجماعات الإرهابية وتعديل الاتفاق النووي الإيراني بما يتوافق مع سياسة بلاده، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية حول عزم «ترامب» إلى تحويل الشرق الأوسط لساحة دماء في حال حدوث أية مواجهات عسكرية في هذا الصدد.

الرد الإيراني
استفز ساكن البيت الأبيض الجديد قادة إيران بتدوينة على حسابه الشخصي بـ«تويتر»، إن إيران تلعب بـ«النار» وأنها لا تقدر كم كان الرئيس أوباما طيبًا معها، ولكني لست كذلك»، ولم يستعبد «ترامب» الخيارات العسكرية في التعامل مع إيران، وأن جميع الخيارات مطروحة للنقاش، بعد إجراء طهران تجربة إطلاق صاروخ باليستي؛ حيث يصف إيران بالدولة الإرهابية الأولى في العالم.

وجاء الرد الإيراني على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، اليوم الأربعاء، حيث قال إن «ترامب رئيس مبتدئ»، وأن أمريكا قوة كبرى في طريقها إلى الزوال، مضيفًا أن كلمة «الشيطان الأكبر» وصف دقيق وعادل للولايات المتحدة.

وتابع «جعفري»، في كلمة له بولاية همدان، بأن تحليلات الخبراء الأمريكيين تشير إلى أن المواجهة مع إيران ستكون لها مخاطر كبيرة، لذا فإن تلك التهديدات لا تجدي نفعًا.

الرد جاء أيضًا على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، والذي اعتبر تهديدات الرئيس الأمريكي غير هامة، وأنها لا تخيف إيران، مضيفًا أن الشعب الإيراني سيرد على تهديدات ترامب خلال ذكرى الثورة في العاشر من فبراير الجاري، وسيعبرون عن موقفهم بشأنها.

في الوقت ذاته، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني من أسماهم بأبناء الخامنئي، للاحتشاد في أرجاء الجمهورية يوم الجمعة لإظهار روابطهم التي لا يمكن أن تنفصم بالزعيم الأعلى والجمهورية الإسلامية، حسب قوله.

ومن المرجح أن تشهد الساحات الشعبية الإيرانية عروضًا عسكرية كبيرة كمحاولة لاستعراض القوة كرد على التهديدات الأمريكية.

السعودية تضغط
نشرت مواقع عربية، تقارير تفيد بأن المملكة العربية السعودية طالبت الرئيس الأمريكي الجديد، بتصنيف مليشيات الحشد الشعبي في العراق «منظمة إرهابية»، حيث ذكر بيان لـ«منظمة العدل والتنمية»، أوضح أن الرياض تساوم ترامب بالنفط لتوجيه ضربة عسكرية لإيران فيما تطالب ترامب بتصنيف الحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين تنظيمات إرهابية.

وزعمت المنظمة أن ترتيبات دارت بين ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية السعودية عادل الجبير، ورئيس جهاز الاستخبارات صفوت بركات، حيث طلبوا «ترامب» إرسال قوات أمريكية إلى الخليج وتوجيه ضربة عسكرية لإيران.

وبحسب التقارير فإنه تم الاتفاق على إلغاء الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى في مقابل أن يحصل ترامب على حصة أكبر للشركات الأمريكية بالنفط السعودي ومقابل تنازل المملكة السعودية عن أموالها داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

قيادي عراقي يرد
اعتبر عضو مكتب الأعمال العراقي كريم ألهيلو، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن الضغوط السعودية لا تغني ولا تسمن من جوع، مضيفًا أن هيئة «الحشد الشعبي» عززت من انتصارات الجيش العراقي في حربه ضد «داعش».

وعن احتمالية فرض عقوبات عسكرية على الحشد الشعبي باعتباره أحد الأذرع الإيرانية في المنطقة، قال «ألهيلو» إن هناك ضغوط أمريكية بالفعل ولكنها محدودة، مشيرًا إلى «ضغطت أمريكا بعدم دخول الحشد للموصل وبقى يحمي الأطراف ومنع الكثير من الهجمات الإنتحارية على الجيش العراقي».

حرب كلامية
قال محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، إن أحاديث الرئيس الأمريكي الجديد بشأن النشاطات الإيرانية النووية لن تسمح بها طهران، لافتًا إلى أنها اتفاقات دولية لا يجوز المساس بها.

وأضاف ناجي، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أنه في حال تعرض ترامب للاتفاق النووي الإيراني بأي شكل، فإنه في تلك الحالة ستكون هناك عواقب وخيمة على الساحة الدولية.

وأوضح، أن بيان وزارة الخارجية الإيرانية يؤكد عدم سماح إيران بما يدور في عقل ترامب، وأنه من السهل عليها إعادة تشغيل البرنامج النووي وإخراجه إلى النور والتعامل به وإحداث تهديدات كبيرة على الساحة.

في سياق متصل، وقلل الباحث العراقي المختص في الشأن الإيراني غسان حمدان، من شأن تصريحات ترامب بخصوص إيران، قائلا: «كانت من ضمن تصريحاته الانتخابية، وكلنا نعرف أن التصريحات والوعود الانتخاببة نادرًا ما تترجم إلى التنفيذ».

وتابع «حمدان»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «صحيح أن ترامب ظهر بمظهر عديم الخبرة ومتحديًا دول المنطقة، ولكنه قبل كل شيء تاجر ويفكر في المكاسب، كما أن الحزب الجمهوري سيسيطر عليه ويطلب منه تنفيذ قرارات الحزب ناهيك عن الشركات الكبرى التي ستمنعه من اتخاذ قرار مثل ذلك».

ومضى الباحث في الشأن الإيراني، أن الاتفاق النووي الموجود في الوقت الحالي بين طهران وواشنطن، جيدًا ومنطقيًا بالنسبة للطرفين وهو ما منع نشوب حرب جديدة في المنطقة، ولكن لو استمر «ترامب» في المطالبة بإعادة النظر فيه ستحدث توترات على الساحة لن ترقي إلى مواجهات مسلحة فإيران تعلم أنه ليس بإمكانها مواجهة أمريكا، معتبرًا أن المناوشات بين البلدين ستشتد «إعلاميًا»، وسوف تجند إيران كل القنوات الدبلوماسية والإعلامية من أجل التهرب من المواجهة والحفاظ على مصالحها هي الأخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق