الدبلوماسى قاطف الياسمين "نزار قبانى" .. 20 عاما لم تدحرج الحجر

الإثنين، 30 أبريل 2018 06:29 م
الدبلوماسى قاطف الياسمين "نزار قبانى"  .. 20 عاما لم تدحرج الحجر
الشاعر نزار قبانى
منال العيسوى

عشرون عاما توالت عام بعد الآخر، عقب رحيل شاعر الحب والثورة نزار قبانى، لم تفقد اعماله يوما بريقها وعشاقها، عشرون عاما لم تدحرج الحجر عن روائع قبانى فظل متألقا حتى بعد رحيله .

كان لكلمته تأثير السحر فى قلوب النساء بالتحديد لما لمسه من حس مشاعرهن المرهفه ، معبرا عن أدق التفاصيل التى تجول بخاطر النساء ، فكان يمتلك قدرة  تفوق الكثيرون من ابناء جيله من الشعراء ، فى تجسيد المشاعر الخاصة للمرأة فى كل تفاصيلها حين تحب وحين تكره ، في المرأة والحب والحرب، له ديوان شعريّ يُعدّ من الأكثر تداولاً، الذى يضم قصيدة  إغضب

 

حبيبتي والمطر

أخاف أن تمطر الدّنيا ولست معي

فمنذ رحت وعندي عقدة المطر كان الشّتاء يغطّيني بمعطفه

فلا أفكّر في بردٍ ولا ضجر

كانت الريح تعوي خلف نافذتي

فتهمسين تمسك ها هنا شعري

والآن أجلس والأمطار تجلدني

البيئة التى ولد فيها نزار قبانى كان لها أثر كبير فى تكوين شخصيته المُبدعة، فقد كان أبوه شاعرًا، فيما برع جده فى شتى صنوف الفن، وأحب الرسم والألون فى صغره، وانعكس المحيط الذى نشأ فيه والملىء بالزروع الشامية ذات الألون المتعددة، فأصبحت شخصيته مزيجًا متجانسًا بين الشعر والفن والرسم

اغضب

اغضب كما تشاءُ.. واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا.. فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ.. كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

 

اغضب! فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ اغضب! فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ.

تنقل نزار بين عواصم العالم حتى استقر به الحال فى بيروت فى ١٩٦٦، وأسس دار نشر «منشورات نزار قباني»، وكانت نكسة ١٩٦٧ إيذانًا بتحوله من الشعر الرومانسى إلى الأشعار السياسية، والتى كان أشهرها «هوامش على دفتر النكسة».

وخاض «نزار» تجربة الزواج مرتين كانت الأولى من ابنة خاله زهراء آقبيق، وأنجب منها هدباء وتوفيق الذى توفى فى ١٩٧٣، ورثاه فى قصيدة بعنوان «الأمير الخرافى توفيق

كلمات

يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات

يأخذني من تحت ذراعي يزرعني في إحدى الغيمات

والمطر الأسود في عيني يتساقط زخات زخات

يحملني معه يحملني لمساءٍ وردي الشرفات

وأنا كالطفلة في يديه

كالريشة تحملها النسمات

يهديني شمساً يهديني صيفاً وقطيع السنونوات

يخبرني أنّي تحفته وأساوي آلاف النجمات

وبأني كنزٌ وبأني أجمل ما شاهد من لوحات

وخلال أمسية شعرية ببغداد التقى زوجته الثانية العراقية الجنسية بلقيس الراوي، والتى لقت حتفها فى تقجير انتحارى ببيروت إبان الحرب الأهلية اللبنانية عام ١٩٨٢، وقد أنجب منها زينب وعمر

 

إثر وفاة «بلقيس» استقر فى لندن حتى وفاته فى مثل هذا اليوم الثلاثين من أبريل من عام ١٩٩٨ عن عمر ناهز الخامسة والسبعين ودفن بمسقط رأسه فى دمشق.

التحديات

أتحدى من إلى عينيك يا سيّدتي

قد سبقوني يحملون الشمس في راحتهم وعقود الياسمين

أتحدى كلّ من عاشرتهم من مجانين وأطفال

ومفقودين في بحر الحنين أن يحبوكِ بأسلوبي

وطيشي وجنوني

أتحداك أنا أن تجدي وطناً مثل فمي وسرير دافئ مثل عيوني

يذكر أنه احتفلت مجلة الهلال، التى يرأس تحريرها الكاتب الصحفى خالد ناجح، بمرور الذكرى العشرين على رحيل الشاعر العربى الكبير نزار قبانى الذى رحل 30 أبريل 1998، وتصدر العدد بصورة لشاعر المرأة بريشة الفنان عمرو الصاوى.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق