مجازر ذبح الأضاحي في الشوارع.. بين "برك الدماء" وحكم الشرع والقانون

السبت، 18 أغسطس 2018 04:00 م
مجازر ذبح الأضاحي في الشوارع.. بين "برك الدماء" وحكم الشرع والقانون
ذبح الاضاحي
علاء رضوان

«غرامة 5 آلاف جنيه لكل من يذبح الأضاحى فى الشوارع»..التصريح الأهم والأبرز الذى يخرج به المسئولين بصفة دائمة ومعتادة قبل عيد الأضحى المبارك، وذلك فى محاولة منهم للحفاظ على نظافة البيئة من التلويث و الشوارع، فضلاَ عن المظهر الحضارى والجمالى. 

التحذيرات والقرارات تخرج فى مثل هذه الأوقات من هنا ومن هناك، وذلك بغرض  منع عملية ذبح الأضاحي خارج المجازر، إلا أنه بالرغم من تلك التحذيرات يضطر الأهالي إلى الذبح خارج المجازر المحددة والمعروفة سلفاَ نظرا لكثرة حالات الذبح وقلة أعداد المجازر. 

قرارات وتحذيرات

يدخل ضمن هذه القرارات والتحذيرات رفع حالة الاستعداد القصوى داخل المجازر وإلغاء اجازات ورحلات البيطرين، وتدعيمهم بأطباء من الإدارات البيطرية المختلفة لمواجهة كثافة وزيادة المذبوحات في فترة ما قبل عيد الأضحى، وكذا توفير احتياجات المجازر من أدوات النظافة للحفاظ على سلامة اللحوم، وتأمين وتوفير الأختام والمادة الملونة المستخدمة لختم المذبوحات، طبقا لما أعلن عنه، الدكتور حسن الجعويني رئيس الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بوزارة الزراعة. 

6060850701412389476-IMG__ت_ب_ة_ج_ة_ب_ب_ج__ب_ر_ت_ة_ج_ب_ذ_ب_ح

فقد استقبلت الجهات الرسمية فى العديد من المحافظات داخل مصر عيد الأضحى المبارك بالإعلان عن حفنة من القرارات التي تحاول اجبار الجميع على عدم الذبح في المجازر، حيث  حذر رئيس حى الساحل،  الدكتور مجدى شريف، المواطنين والجزارين من إقامة شوادر الذبح في الشوارع، تنفيذًا لقرار، محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد،  الخاص بذلك، كما منعت وحذرت رئاسة الحي، ذبح الأضاحى أمام المحلات وفى الشوارع مع ضرورة الالتزام بقرار محافظ القاهرة، حيث تم توقيع غرامة 5000 جنيه على أحد المخالفين. 

قرارات روتينية

وبالنسبة لمثل هذه القرارات يقول أمير سعيد،  أحمد المواطنين، أن القرارات والتحذيرات ما هى إلا روتينية فى المقام الأول تصدر بشكل دورى كل سنه، إلا أنها قرارات غير منطقية حيث أن السلخانات الموجودة لا تستوعب أحجام وأعداد آلاف المواطنين الذين يذبحون الأضحية خلال كل عام، وذلك بشكل ملحوظ. 

اقرأ أيضا: عيد الأضحى.. لماذا كان الرسول لا يعود من نفس الطريق عقب صلاة العيد؟

المواطنين عقب صلاة العيد-بحسب «سعيد» لـ«صوت الأمة» يرغبون الذبح مباشرة والانتهاء من هذه المهمة الصعبة وإذا ما ذهبوا إلى السلخانات المتاحة، فعادة ما تكون تلك السلخانات غير متاحة، فهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يحين دورهم في الذبح، مؤكداَ أن القرار ما هو إلا اشبه بـ«فرض اتاوة» على الجزارين الذين يأكلون عيشًا وقد يكون اتاوة على المواطنين حال تطبيق العقوبات المقررة.

أضرار الذبح خارج السلخانة

بينما يقول الخبير القانونى والمحامى بالنقض، أشرف حسن الزهيرى، أن الأضحية هى ما يذكى تقربا إلى الله تعالى فى أيام النحر بشرائط مخصوصة، وشرعت شكرًا لله تعالى على نعمة الحياة إلى حلول الأيام الفاضلة من ذى الحجة كما شكر نبى الله إبراهيم ربه بذبح الكبش العظيم لبقاء حياة ابنه إسماعيل على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، وشكرًا له تعالى على شهود هذه الأيام المباركة وعلى التوفيق فيها للعمل الصالح. 

images

والذبح خارج السلخانة-بحسب «الزهيرى»-فى تصريح لـ«صوتالأمة» يحمل الكثير من الأمراض، فهذه الأمراض تجمع بين الإنسان والحيوان أكثر من عشرين مرضاً مشتركاً أخطرها السل والسليورسيلا وتليف الكبد والدودة الشريطية، حيث إن الطبيب البيطرى فى المجزر يكشف على الغدد الليمفاوية والكبد والقلب والرئة يتم الكشف بالعين المجردة بفتح أربع وعشرين فتحة للتأكد من سلامتها وصالحة للاستهلاك الآدمى وخالية من الأمراض المعدية و إن اللحوم يتم ختمها بعد إجراء كل العمليات الرقابية والتأكد من سلامتها. 

اقرأ أيضا: العيد عيدنا.. 3 نصائح من هيئة الأرصاد للمواطنين للاستمتاع بأجازة الأضحى

غياب الرقابة

وفقا لـ«الزهيرى» فإن مسألة ذبح الأضاحى بالشوارع فى عيد الأضحى المبارك تعتبر عادة داخل المجتمع المصرى وأحد مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى فضلا عن أنهم يعتقدون انها سنة حميدة يقوم بها المصريين، وهو ما يطالب البعض على إثره التعامل مع الظاهرة وما ينتج عنها من مخلفات، كما يجب ووجود مشاركة مجتمعية وشعبية من خلال الوحدات المحلية وأعضاء البرلمان والمعنين والمسئولين عقب الأنتهاء من الاحتفال بعيد الاضحى للقيام برفع المخلفات سريعًا من الشوارع، وهناك رقابة غير كافية على المتاجر وأصحاب محلات الجزارة، وبالتالى نجد أن غياب الرقابة وأيضا إلى ما يحدث فى الأعياد من ذبح خارج المجازر من قبل المواطنين وذبح الأضاحى بالشوارع.

ضرورة تغليظ العقوبة

ويجب أن يتم تشديد العقوبة على الذبح بالشوارع، من خلال التدخل التشريعى لإقرار عقوبة السجن و فرض غرامة مالية كبيرة بجانب مصادرة اللحوم، طبقًا للزهيري الذي أكد أن النصوص الموجودة بالقانون الحالى غير كافية ولابد من تعديل تشريعي حيث أن الهدف من ذلك هو حماية المواطنين من تناول اللحوم التى قد يكون بها أوبئة مع ضرورة إيجاد ضمانة تضمن تطبيق وانفاذ القانون من خلال وضع آلية واضحة للتطبيق حيث  أن القانون وحده لا يستطيع أن يمنع المواطنين من الذبح فى الشوارع بينما يجب أن يكون هناك حملات  إعلامية من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة لتوعية المواطنين بخطورة هذا السلوك على صحة الإنسان، وأن الأمر لا يتعلق بالقانون بينما يتعلق بسلوكيات المواطن-طبقا لـ«الزهيرى»-. 

medium_2017-08-27-98068d5099

 اقرأ أيضا: كيف تستعد وزارة الصحة والسكان لتأمين احتفالات عيد الأضحى؟.. هالة الزايد تجيب

رأى دار الافتاء

ووفقا لـ«الزهيرى» فإن حكم إلقاء مخلفات الأضاحى فى الطرقات أكدت دار الإفتاء أن هذا العمل من السيئات العِظام والجرائم الجِسام؛ لأن فيه إيذاءً للناس، فقد قال الله تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُؤذُونَ ٱلمُؤمِنِينَ وَٱلمُؤمِنَٰتِ بِغَيرِ مَا ٱكتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحتَمَلُواْ بُهتَٰنا وَإِثما مُّبِينا}، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين؛ فإن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة -رضى الله عنهم-: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ»، رواه الشيخان وغيرهما، والذابح للأضاحى أو غيرِها فى شوارع الناس وطرقهم مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التى هى نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن إساءة لشوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها، فالواجب القيام بهذا الذبح فى الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأى بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذى أحاسيسهم وأبدانهم.

 

 
 
 
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق