طبيب تخدير أنهى حياتها.. «الطفلة ندى» حلقة جديدة في مسلسل «ضرب» تقارير الوفاة

الأحد، 14 أكتوبر 2018 10:00 ص
طبيب تخدير أنهى حياتها.. «الطفلة ندى» حلقة جديدة في مسلسل «ضرب» تقارير الوفاة
الطفلة ندى


لايخفى على أحد حالة الإهمال والتردي التي تشوب بعض المستشفيات والمراكز الطبية، الحكومة منها والخاصة، والتي يجسدها نقصا في الإمكانيات، والأدوية، والمستلزمات الطبية، ويأتي ضعف الحالة التعليمية في مراحل الدراسة المختلفة أبرز مظاهر الفساد التي تشهدها القطاعات الخدمية بوجه عام، إلا أن القطاع الطبي ولحساسية وطبيعة العمل داخله، يستلزم وجود عناصر كفء على مختلف الأصعدة، والإدارات التابعة له.

44230-ندى-وشقيقها

وكنتيجة لوجود خريجين غيرمؤهلين في مختلف المؤسسات والإدارات العملية، الخاصة والحكومية، كان وجود الضحايا شيئا طبيعيا، ولذلك كانت الحاجة الماسة إلى قيام ثورة على العملية التعليمية ككل، ونسف تراثها غير المواكب لمتغيرات العصر، وحاجة المجتمعات، سعيا لخلق جيل جديد من مخرجاته على أعلى درجات العلم والكفاءة العملية لإنقاص أعداد الضحايا المتزايد خلال الأونة الأخيرة.

«مستشفى الشفاء بالخصوص».. هنا كانت النهاية، ولكن لطفلة لم يتعد عمرها الـ9 أعوام، لمع اسم المستشفى كالبريق في أعين أسرتها، ومن عيادة طبيب خاصة كان الاتفاق على إجراء عملية «اللوز» لها في «مسرح الجريمة»، لتكون الطفلة ندى، مجرد حلقة جديدة في مسلسل الإهمال الطبي، والفساد الإداري، وتزوير الأوراق والمحررات الرسمية.

137897-الطفلة-ندى

إجراءات عدة تنفذها وزارة الصحة والسكان للنهوض بمستوى الخدمات الطبية، وتحسين جودة العمل بالمستشفيات، وإحكام الرقابة والسيطرة على المراكز الخاصة، إلا أن طبيب التخدير بمستشفى الشفاء، أكد أنه لم يتم حتى الأن القضاء على شبح الفساد، فلانعدام الخبرة، أو عدم الكفاءة والتأهيل كتب «محمد. ع»، طبيب التخدير، شهادة وفاة الطفلة ندى، نتيجة إعطائها جرعة زائدة من «البنج».

يحكي والدها تفاصيل المأساة، قائلا«بنتي ماتت ومحدش سأل فيها.. عايز حقي»، معلنا استغاثته الرسمية بالدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، لمحاسبة المتسببين في وفاة ابنته، وإغلاق المستشفى التي فاضت روحها بداخلها، حتى لاتكون سببا في معاناة أسر أخرى.

ويسرد محمد فتحي، والد الطفلة، رحلة بنته إلى مصيرها، والتي بدأت حينما أصيبت بأعراض ارتفاع درجة الحرارة وإعياء، توجه بها بناء عليه إلى الطبيب «م. س»، تخصص أنف وأذن وحنجرة، وبعد توقيع الكشف الطبي عليها، أخبرهم بأنها تعاني التهابات «اللوز»، وتستدعي حالتها التدخل جراحيا لاستئصالها، وتم الاتفاق على إجرائها في اليوم التالي للكشف بمستشفى الشفاء في الخصوص.

وأضاف أن ابنته دخلت إلى غرفة العمليات وهي على طبيعتها، وظلت داخلها لمدة ساعتين متواصلتين، في كل مرة يحاول استطلاع مايدور بالداخل، يخبره الأطباء بالدعاء لها، وأن حالتها سيئة، مرت تلك المدة عليه ووالدتها كالدهر، حتى خرج الطبيب يزف إليهما خبر وفاتها. ويستدرك: «جريت على أوضة العمليات لاقيت بنتي نايمة على السرير والدم ينزف من يديها مكان التخدير.. وعرفت أن دكتور التخدير اداها جرعة بنج زائدة وتسبب في وفاتها».

ساعات قضاها الأب والأم لايصدقان شحوب الموتى المرسوم على جبين ابنتهم، وحينما استعاد محمد فتحي، وعيه بدأ في السؤال عن تفاصيل ماحدث داخل غرفة العمليات، ليكتشف أن ابنته متوفية منذ أن دخلت، ولمدة ساعتين حاول الأطباء إسعافها في الدقائق الأولى منهما، وبعدما فشلوا، بدأ طبيب التخدير في تزوير سبب الوفاة بتقرير المستشفى، وتركها على تلك الحالة حتى قام بإزالة إسمها من كشف الزائرين لإجراء العملية، ليعلل وفاتها بأنه جاء نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية لمعاناتها من مرض القلب، وهو ما أثبتت النيابة العامة تزويرة.

61986-الاب

«البقاء لله».. هكذا رد الدكتور علاء عبد الحليم، محافظ المنوفية، على شكوى الأب له، حينما توجه إليه آملا أن يجد لديه قرارا يحمي باقي أطفال المدينة من مخاطر تلك المستشفى، مطالبا بتفريغ كاميرات المراقبة ومحاسبة المتسببين في الواقعة.

وأشار والد الطفلة إلى أنه حرر المحضر رقم 5112 إداري قسم الخصوص، متهما الطبيبان بالتسبب في وفاة ابنته، وتم إحالة المحضر إلى النيابة العامة التي صرحت بدفن جثمان الفتاة، واستدعاء الطبيبان لمواجهتهما بالتهمة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة.


44230-ندى-وشقيقها

 

61429-IMG-20181005-WA0089
 
97107-IMG-20181005-WA0088

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق