بعد ارتفاع سعر «جلد الحمير» إلى 1000 دولار.. تعرف على موقف مصر من «دابة الفلاحيين»

الجمعة، 07 ديسمبر 2018 08:00 ص
بعد ارتفاع سعر «جلد الحمير» إلى 1000 دولار.. تعرف على  موقف مصر من «دابة الفلاحيين»
الحمير

في العالم قرابة 44 مليون حمار، أغلبهم عامل في الدول النامية، وخلال العامين الماضيين تغير دوره قليلا، حيث ظهرت التجارة العالمية لجلود الحمير التى انتشرت على نطاق واسع.

ويتم المتاجرة سنويا بجلود نحو 8.1 مليون حمار، وتستهدف تجارة الجلود تعداد الحمير الهائل فى أفريقيا، حتى أنه فى عام 2016 بلغ حجم التجارة الواردة إلى الصين من أفريقيا 25 ٪، مقابل 3.2٪ فقط فى عام 1985.

الدكتورة هويدا الخضرى مدير جمعية رعاية الدواب المصرية، قال إن أعداد الحمير في مصر في انخفاض دائم، نتيجة التجارة فى جلوده والذبح غير القانونى له، وخروج تلك الجلود بشكل غير قانونى، إضافة إلى وجود بعض الأسواق فى المحافظات وتعرض بعضها لعمليات سرقة للحمير، لارتفاع سعر الجلود.

الخضري أضافت أن الصين تركز بشكل كبير على تلك التجارة في دول إفريقيا، وكثير من دول العالم، حتى أن الجمعية أعدت تقرير على مستوى العالم لأكثر من 40 دولة، واكتشفنا أن هناك دول تواجه نفس المعاناة من تجارة الجلود، وهناك دول الحكومات بها أدركت أهميته وتداركت عن قرارتها فى بيعها، مثل نيجيريا وبوركينافاسو.

وأشارت إلى أن المصريين لديهم مفهوم مجتمعي وهو أن الحمار ليس له فائدة، فسكان المدن لا يشعرون به، رغم أن فى الريف يعتمدون عليه بشكل أساسى بالزراعة، ولا يوجد فلاح فى مصر لا يملك حمار  لقضاء أعماله.

وأشارت إلى أن الصين تصنع من جلده أغلى دواء موجود فى العالم، موضحة أن سعر الكيلو منه بلغ منذ 3 سنوات 375 دولار، لأنه يدخل فى العديد من المستحضرات.

دينا ذو الفقار ناشطة في حقوق الحيوان، قالت إن مصر تصدر رسميا 8 آلاف جلد حمار للصين، وأضعاف مضاعفة، بالتهريب غير الرسمى عن طريق حاويات الرخام، حتى أصبحت أكبر ثانى دولة تهرب جلود الحمير للصين.

وتابعت أن الحمار بات معرضا للإنقراض محليا، موضحة أن الأمر له آثار سلبية على البعدين الاقتصادى والزراعى، لافته إلى أن اوغندا - تانزانيا - النيجر - بوركينا فاسو - مالي – السنغال، أوقفوا تصديره، فى الوقت الذى ثمنت البورصة العالمية فى الصين ثمن جلد الحمار الواحد بـ 473 دولار أمريكى، ويثمن فى مصر الحمار كاملا 2200 جنيه فقط.

وأوضحت أن استخدام لحوم الحمير كغذاء للأسود، هو غطاء لتجارة غير شرعية، مضيفة: كل واحد بيشترى أسد و يعمل خيمة سيرك ويدبح الحمير  فى الشوارع، بعدما اتخذت الصين مجموعة من الإجراءات منذ ديسمبر 2017 - الصين خفضت الضرائب على استيراد جلود الحمير من 5 سنتات إلى 2 سنتين، لأن تعداد الحمير  بها تناقص بدرجة غير طبيعية والطلب يتزايد على جلودها لصناعة أدوية، مطالبة الحكومة بحماية الحمار المصرى، وبنوك الجينات بتسجيل الحمار المصرى.

من ناحيته، قال الدكتور نبيل عبد الجابر، أستاذ اللحوم بكلية الطب البيطرى، جامعة القاهرة، عضو اللجنة العلمية بالهيئة العامة للخدمات البيطرية،: إن الحمار فى مصر مثل باقى الحمير  فى العالم كله، ولا فارق بينهم فى شئ، ومن يذبح الحمار لا يذبحه بغرض التجارة فى لحمه، بل الأساس فى ذلك الحصول على الجلد الذى وصلت قيمته إلى 1000 دولار، مشيرا إلى أنه للحد من تلك العمليات، تم السماح بتصدير حوالى 10 آلاف حمار سنويا من الذكور حفاظا على الثروة المصرية.

 

20171009015205525

 

وحذر الدكتور خالد العامرى، نقيب البيطريين، من ضعف عدد المفتشين البيطريين على الأسواق فى مصر، والتى ساهمت فى زيادة أعداد حالات الكشف عن ضبطيات لمحلات تبيع لحوم الحمير، مستنكرا عمليات تهريب جلود الحمير، مؤكدا أنها تُسبب ضرر بالغ لأنه يؤدى إلى تراجع أعداد الحمير  فى مصر، رغم أهميته بالنسبة للفلاح بعد ارتفاع سعر الوقود، محذرا من أن ذلك سيؤدى إلى مشاكل مستقبلية، أحد أهم الحيوانات العاملة.

من جانبه، قال محمد العقارى نقيب الفلاحين،: خلال الفترة الحالية بدأنا الاعتماد على بدائل أخرى غير الحمير، كالتروسيكل، خاصة أنها أفضل فى نقل السماد للأرض وأكل المواشى، والحمار  مازال موجود وإن لم يعد هناك اهتمام به أو بالجحش كما السابق، لكن ذلك طبيعة التطور، ففى السابق كانت هناك الساقية، والآن أصبح يتم رى الأراضى بالماكينات، ومازلنا نزرع، لكنها أصبحت ذكريات، والبقرة أيضا أصبحت أقل نفعا عن السابق، رغم أنها تساهم فى إنتاج الألبان واللحوم، لكنها لم تعد تدير الساقية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق