قصة حب تنتهي فى النيل

الأحد، 06 أكتوبر 2019 03:45 م
قصة حب تنتهي فى النيل
آمال فكار

 
 
قبل أن تترك مرآتها تطلعت كأي فتاة إلي أحلامها الوردية، وضحكت بينها وبين نفسها عندما شعرت أن نظرات حبيبها تخترق ملابسها، وكان في يدها خطابا منه سقط من يدها.
 
هي طبيبة امتياز وجاء نصيبها في مستشفي تعرفت بشاب أصبح حبيبها، وكان يشاركها الزيارات المنزلية للمرضى فهما زميلان وكان في الخامسة والعشرون من عمره، رقيق ويجذب الانتباه، أما سمية فكانت تجد راحة غريبة عندما يأخذ منها قطعة من الشيكولاته التي كانت تحضرها معها كل يوم، وكان يساعدها فهو لديه خبره لأنه طبيب منذ سنوات وهي خريجة حديثة وتحول الاقتراب بينهما إلي نوع من الاعتياد حتي شعرت أنه يريدها بعيداً عن العمل.
 
إحساس انثوي داخلي وفعلا فقد ترك لها ورقة صغير طلب فيها موعد لقاء خارج العمل، وهي في كلمات مرتعشة حددت له الساعة الرابعة عصرا ينتظرها عند فندق شهرزاد، وعادت إلي بيتها وتناولت طعام الغداء في سرعة واستأذنت من أمها أن تذهب لزيارة صديقة لها مريضة، وأنها لن تتأخر عن الساعة السادسة مساءا.
 
خرجت من البيت وفي خطوات سريعة وقلبها يرقص طربا للقاء حبيبها، ولم يتأخر عليها والتقت به وتشابكت أيديهما في حب وحنان وسارا بجانب بعضهما، وهم على شط النيل وأشترى لها أيس كريم، وقال لها "حتي يكون بيننا ايس كريم"، فضحكت وانسابت الكلمات بينهما يقطعون الشاطىء في حب وسعادة، لكن فجأة جذبت يدها من يده وسقط منها الايس كريم وقالت في فزع وجسدها يرتعش خوفا " أخويا.. ماذا نفعل؟".. أسرعا الاثنان الخطوات وقفزا في مركب، سأل صاحب المركب "على فين حضرتك"، فلم يجدا مفر من القفز في الماء، وسألها سمير تعرفي تعومي قالت لا وخافت لكن احتضنها، وغرقا هما الاثنان وسارع من يقفوا على الشط  وتجمع الناس في محاوله لإنقاذهما.
 
الغريب إن المركبي لم يتحرك وكان يضحك وهما كانا يغرقان خوفا من اخيها والفضيحة، وسمير كان يريد حمايتها حتي ولو كان الثمن الموت.. وتم اخراجهم من المياه وكانت الفتاه في حالة غيبوبه والشاب لا يستطيع الكلام، هكذا اصبحت قصة حبهما حكاية في مدينة الدقي والنيابة، وتم حفظ القضية حفاظا على سمعة الفتاة وتقديرا لموقف الشاب الحبيب فهو لم يقصد ايذاء نفسه او حبيبته بل هروبا من الفضيحة.
 
المفاجأة في هذه الحادثة أن شقيق الفتاه لم يراهما ولا حتي لحظة قفزهما فى النيل، لكن علم بالحادثة وهو يلعب طاولة على القهوة فاصيب بصدمة حزنا على سمية.. نهاية حزينة ولم يتوقعها أحد وهكذا قصة حب لم تكتمل فقد انتهت في النيل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق