الماضي القديم السبب في القتل

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2019 03:46 م
الماضي القديم السبب في القتل
آمال فكار

 
 
التفاصيل كما كان يعترف أمام رئيس المباحث والآسي يكسو ملامحه، فهو شاب طيب في الخامسة والثلاثين من عمره، انتهت حياته ولم يكن يبدأها لكن ماذا يقول فقد تم القبض عليه وهو في محل أيس كريم، بعدما أرتكب جريمته إمام الناس وقتل زوجته بمطواة كانت معه.
 
التفاصيل تبدو كفيلم سينمائي يقترب من الخيال أكثر مما يرتبط بالواقع، فهو طالب في كلية الطب، وأبن طبقة فقيرة كله حلمه أن يتخرج ويعمل ويأخذ أسرته من الطبقة البسيطة إلي طبقة أكثر راحة، فأسرته حرمت نفسها حتي يكمل دراسته وتم فعلا وأصبح طبيب ولم يكن إمامه سوي إن يحلم بحمل شهادة تقول انه من أسرة ثرية والطب بالنسبة له نوع من الوجاهة، وكان معه طبيب أخر اسمه حسين لكنه طائش من أسرة ثرية جدا، حياته كلها نساء وعربدة وكثير ما كان يحكي لهم عن مغامراته برغم إن حياته كانت تخلو من إي امرأة أو علاقة ناعمة يوما، لكنه أصبح طبيبا وكان حسين يعطيه مفتاح الشقة.
 
بحثوا عن فوزي ولم يجدوه وكانوا يريدون مفتاح الشقة، لكن طلب منهم إن يحضروا إلي مكتبه لأخذه، وعندما ذهبوا إلي الشقة شاهدوا حفلة نسائيه ووجدوا هناك خطابا ملقي علي الأرض ويبدوا أن صاحبة ألقاه من تحت الباب، وعرف انه من امرأة، فقرأ الخطاب ووجده من فتاه فقيرة اعتدى عليها صديقه حسين، وهي حامل منه وطلب منها التخلص من الجنين ليتزوجها، فقام بوضع الخطاب على مكتب حسين، وعندما عاد حسين ووجد الخطاب وقرأه مزقه بلا مبالاة، وقال لفوزي هذه ممرضه تحبني وسلمتني نفسها وسقطت.
 
شعر فوزي بتعاطفه مع هذه الضحية الصغيرة الفقيرة، وقال "كتمت في نفسي، ولم تمر أيام حتي سمعت أن حسين نقل إلى مستشفي أخر، وقال لى أنه اخبر وفاء عند خروجي من المستشفي سوف أتزوجها، لكنه اسلم الروح".. بحث فوزي عنها فوجدها اخيراً  وعرف أن حسين عنده حق فعليها هدوء الدنيا وشعرها طويل يغطي كتفيها، وعندما اخبرها بوفاة حسين انخرطت في البكاء وتحرك قلبه وتعاطف معها، وطلب لقاءها خارج المستشفي ليخبرها بوصية حسين، ولم تمضي شهور حتي تزوجا فهذه كانت وصية فوزي، لكنها بكت وقالت أنها تريد زوجا لا فدائيا، وعاش أياما سعيدة وحصل علي عقد عمل في احدي الدول العربية لتحسين حالته المادية.
 
سافر الزوجان إلى الخارج وأنجبا طفلا أسمياه تامر، وبعد ثلاث سنوات عادوا وأصبحت حياتهما أكثر راحة، لكنها بدأت تتغير بعد فترة وطلبت إن تعود إلي العمل وكانت معه شاردة عصبية بعد هدوءها الجميل، ولم يمر هذا التغيير عليه فقرر أن يراقبها ويتتبع خطواتها، وفي ذلك اليوم عادا إلي المنزل واخذ يداعب ابنه الصغير فجأه دق جرس التليفون، فرفع السماعة ليسمع صوت نسائى يقول له "مراتك مع رئيس القسم في محل ايس كريم".. حينها دارت الدنيا به، فاخذ ابنه معه وانطلق إلي محل الايس كريم ووقف مذهولا، فزوجته تجلس مع رجل وتضحك في سعادة وأصبح ذهوله مركبا، فقد كان الرجل صورة من حسين فتأكد أن زوجته لا تزال متعلقة بالماضي، ولا تزال تحب حسين الذي خدعها فاخرج فوزي من جيبه المطواة وانطلق يغرز المطواة في قلبها، وجري الصغير يحضن أمه وهي غارقة في دماءها ورئيس القسم أسرع وقبض علي فوزي، ولم يكن إمام رئيس المباحث سوي القبض علي ذلك الشاب.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق