مقاول ناجح تحول إلي شمام وقاتل

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 03:16 م
مقاول ناجح تحول إلي شمام وقاتل
آمال فكار

 
صديق سوء .. وشمة هيروين .. كانت السبب في ضياع مستقبل المقاول الشهير " عصام " والذي كان مثلا يحتذي به في النجاح والإلتزام بين أقرانه من المقاولين، حتي تعرف علي صديق له دفعه " لشمة هيروين " لينتهي به الحال متهما بجريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد.
 
داخل مكتب رئيس المباحث، جلس المقاول الشاب يروي مأساته التي أدت به إلي هذا الحال ، حيث قال في اعترافاته : أعمل في المقاولات منذ فترة طويلة وقد حققت نجاحا كبيرا حتي أصبحت شهيرا بين أقراني من المقاولين، وقد ساعدني عملي في هذا المجال علي أن أتزوج ، وصارت حياتي طبيعية منتظرا قدوم ولي العهد إلي الدنيا ، في تلك الأثناء تعرفت علي صديق في نفس مجال عملي وتوطدت العلاقة بيننا ، حتي أنني في أحد الأيام وبينما كنت أزوره في منزله، سمعته يقول لأحد الجالسين في بيته " يا دكتور" فسألته هو دكتور في أيه ؟ فرد "دكتور في المزاج" فهو يعمل في السحر الذي يقضي علي الصداع ويعطي القوة.
 
وأضاف عصام في اعترافاته: اندهشت مما قاله صديقي ثم فوجئت بالدكتور يقول لصديقي " أعطي لعصام الورقة اللي معاك " وطلب مني فتحها وشمها، إلا أنني ترددت في البداية لكنني فتحتها، فقال لي الدكتور، " اعدل رأسك وشم الورقة " وبالفعل بدأت في شم " تذكرة الهيروين " واعتدلت رأسي وشعرت وكأنني أطير في السماء، وأنني نشيط أستطيع ان أفعل كل شئ، ولكن بعد ساعات، تغير الحال، وبدأت أشعر بصداع شديد وألام في العمود الفقري، فأسرعت إلي الدكتور فتحي  وطلبت منه الدواء.
 
وأكد المقاول عصام في اعترافاته ، أنه بدأ يهمل عمله بعد أن تحول إلي مدمن هيروين، كما بدأت أمواله تتسرب من بين يديه حتي فقدها، كما توترت علاقته بزوجته بعد أن أهمل بيته وزوجته وحياته وتحول إلي مدمن ، حتي أن زوجته بدأت تطلق عليه لفظ " الحي الميت "، بل أنه بدأ يبحث عن أموال أخري ليصرفها علي مزاجه الجديد، ولجأ إلي رجال أعمال كان يتعامل معهم، حيث كان يقوم بالاتفاق معهم علي مقاولات ويحصل علي النقود ثم يختفي، حتي أصبح شخصا مطاردا من الدائنين وتعددت عمليات النصب التي يقوم بها وتحولت المطاردات إلي محاضر باقسام الشرطة، إلا أن كل هذا لم يمنعه من مواصلة رحلة " الشم "حتي أنه ترك بيته وأختفي في مكان لا يعرفه أحد ، خاصة بعد أن فقد كل أمواله وزادت حاجته لشم الهيروين ، وهو ما دفعه إلي الذهاب إلي الدكتور فتحي وطرق الباب مرارا بعصبية وكلما تأخرت الاجابة طرق من جديد حتي فتح له الدكتور فتحي، وما أن راه فتحي حتي صرخ في وجهه قائلا له: " إن كان معك فلوس فأهلا بك، وولو مفيش فلوس معاك فمع السلامة"، بل أنه حاول إغلاق الباب بقوة ، إلا أن عصام أوهمه بأنه أتي بالنقود لشراء الهيروين فدعاه للدخول، وعندما وصل إلي الحجرة التي يجلسون فيها وجد قطع الحشيش وتذاكر الهيروين التي يجري اعدادها، ووقعت عيناه عليها فدارت في رأسه فكرة قتل فتحي ومن معه، وأقنع نفسه بان هذا الشخص هو سبب كل ما يعانيه الان، فلماذا لا ينتهي منه ؟ وفي لحظة انقض المقاول الشاب علي الدكتور فتحي وقتله ، ثم استدار لمساعد فتحي  وقام بقتله هو الأخر ، وجلس فليلا يراقبهما،  ثم أخذ " الشمة " التي يريدها، وأستولي علي باقي المخدرات الموجودة في الغرفة، وقبل أن يغادر الغرفة قام بوضع فتحي علي السرير، في حين وضع مساعده اسفل السرير،  ثم اغلق الباب خلفه وانصرف.
 
 وعندما تاخر الدكتور فتحي عن بيته، بحثت عنه زوجته في كل مكان وعندما فشلت في العثور عليه قامت بإبلاغ الشرطة التي  بدات تحرياتها وتوصلت إلي الشقة التي يقيم فيها فتحي ، وقامت بكسر الباب ليعثروا عليه مقتولا مع مساعده، واكدت التحريات أن المقاول عصام هو القاتل، وأنه  كان يحوم حول البيت منذ أيام، وبالبحث عنه ثبت أنه يختبئ أعلي منزله فتم القبض عليه دون مقاومة ليدلي باعترافات كاملة عن جريمته.
 
الطريف أنه طلب تقديم التماس للنائب العام يطلب عدم التحقيق معه قائلا: أنا خلصت الدنيا من شر هذا الدكتور الذي اضاع مقاول شهير مثلي وحولني إلي شمام قاتل .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق