الحب الضائع

السبت، 04 يوليو 2020 02:17 م
الحب الضائع
آمال فكار

 
خرجت من بين الصفوف سيدة تجاوزت الثلاثين، تقدمت إلى منصة المحكمة، وقالت "لا اعرف كيف اعرض عذابي، وقد لا اجد الكلمات التي يمكن أن تحكي قصتي مع هذا الرجل، لإن عذابي يسبق كلماتي.. لا انكر إني أحببته وبدون خجل عشقته، فكنت تلميذة وهو استاذي، واحببت طريقته في إلقاء المحاضرة ولم اخجل من مطاردته ومعرفه المزيد من المعلومات عنه".
 
وأكملت "كنت ادرس الطب، وكان صوته ينساب إلي أذني ويدفعني للتفوق والاجتهاد، وجمع بيننا اللقاء في طرقات الكلية والمعامل والمستشفيات، هو استاذي لكني عشقته وأحببته وصوته في أذني ينساب كالموسيقى، وعندما حدثني في الزواج طارت الدنيا بي وتصورت أنني حصلت علي اغلي أمانيا، ثم تزوجنا في فرح سهرت فيه الراقصات حتي نسمات الصباح ثم طرنا بعد ذلك إلي مرسي مطروح وعلي شواطئها ورمالها سمعت احلي وأجمل العبارات في العزل والحب والوعود، إلى أن عدنا بعد ذلك لشقتنا في منطقة المهندسين.. وأنستنى سعادتي الفرق بيننا في العمر فهو في الأربعين وانا في الثالثة والعشرين، وبعد مرور شهر العسل احسست بنفور من عائلته التي هو وحيدها، خاصة أمه، فقد كان هو كل شيء بالنسبة لها بعد فقدانها زوجها منذ 10 سنوات، فكان ابنها وحيدها علي ثلاث بنات.. كنت اعيش مع اربع حموات اعيش معهم في فيلا أنيقة التي أعدت لي فيها حماتي دور صغير أقيم فيه مع زوجي لحظات النوم فقط، لكن تناول الطعام كان معهم وباستعداد منهم لحظه إعداده فقط، ومنذ لحظه اقامتي معهن وانا امسك نفسي واعصابي مهما اشتدت الأعاصير والأمواج، لأن هدفى أن اعيش منتصرة بينهم، خاصة أن كل عيون زميلاتي في الدراسة تراقب زواجي، وكنت محل غيره وحسد منهم ومن اجل هذا حاولت أن ينجح هذا الزواج مهما ضحيت وعبور المشاكل والتغاضي عن الصغائر وخنقها في مهدها قبل أن تكبر وتنفجر".
 
وأضافت الزوجة " كنت معيدة في الكلية مع زوجى، وحاولنا أن نكون زوجين سعيدين امام الجميع، لكن هذا الأستاذ العظيم في علمه ومادته كان لعبة في يد والدته وشقيقاته، لأنه كان يعيش معهم مسلوب الإرادة وكنت كلما أعاتبه يقول لا تنسي أنني ابنها الوحيد وأنا كل دنياها وهي كل شيء بالنسبة لي، ومن هنا كانت المأساة فلم يلاحظ هذا الأستاذ أن امه منذ اول يوم تعاملني مثل الضرة، وكانت تخترع المشاكل والعراقيل حتي تنكد علينا وتجعلني اترك البيت واعود إلي بيت أبي، وفي يوم وجدت ابنتها الصغري تشير إلي باختفاء انسيالها الذهبي واتهامي، وتقدمت إلي البوليس دون حياء وادعت أنني سرقته، وقتها تركت البيت ووجدت زوجي سلبي ووقف معهم وتقدم ببلاغ ضدي وجرحني أمام زملائى في الكلية وطلابي، فطلبت الطلاق لما وقع عليا من ضرر".
 
جلست الزوجة الجميلة بعد أن روت ما حدث لها، وبعدها خرج من بين الصفوف رجل في الأربعين من عمره انيق المظهر وإن كان غير وسيم بل تغلب عليه قسوة الملامح وحدة الطبع، وقال موجهاً حديثه للقاضى "هذه المرأة أقحمت نفسها في قضية خاسرة.. شقيقتى اتهمتها ثم تنازلت عن المحضر، فقد حدث خطأ، لكن هذه الزوجة أقامت الدنيا وأقعدتها من زواجنا وهي تخلق المشاكل، ومنذ الشهور الاولي تسعي للإقامة خارج الفيلا، وحاولت إقناعها أن هذا مستحيل، لكنها لم تعي مدي الارتباط الأسري بيننا وحاولت امي وأخوتي احتضانها ولكن تصورت أن هي نوعا اخر من البشر، وحاولت التوفيق بينهم لكن لم استطع حتي حدثت واقعة سرقه الانسيال الخاص باختي، وكنت وقتها مسافر، وعندما عدت حاولت الاعتذار وتنازلت شقيقتي عن بلاغ السرقة لكن زوجتي المصونة أصرت أن نقيم في شقه بعيد عن امي وأخوتي، وحينما رفضت أقامت دعوي الطلاق.. أنا لم ابخل عليها بشئ وكنت احتضنها بكل عواطفي، لكن كانت لها اطماع واحلام بعيدة عن التحقيق لذلك أسرعت إلي ساحة القضاء".
 
تداولت المحكمة القضية ليصدر الحكم الذي جاء فيه "في تحقيق الشرطة والنيابة ثبت أن واقعه السرقة غير ثابتة، ومن ثم يكون الزوج قد أضر بزوجته ضررا لا تستطع معه دوام العشرة، وذلك لأن اتهامها بالسرقة يكفي وحده لتوافر الضرر الموجب للطلاق، لذلك نأمر بتطليقها من زوجها لما وقع عليها من ضرر يستحيل معه العشرة".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة