بعد موت زوجي وأبني

الجمعة، 17 يوليو 2020 03:17 م
بعد موت زوجي وأبني
آمال فكار

 
منطقة جاردن سيتي منطقة هادئة واغلبها فيلات وقصور، واغلب ساكنيها منعزلين لا يختلطون ببعض، ومنذ فترة كانت سيارة شرطة تمر في إحدى الشوارع، فنظر ضابط الشرطة عندما شاهد اختناق في الشارع ترك سيارته وبحث عن المشكلة، فوجد سيارة فاخرة تسد الشارع بطريقة خاطئة مصطدمة بالرصيف، وحينما اقترب منها كانت المفاجئة، سيدة نحيلة متقدمة في السن تنام علي عجلة القيادة.. اسرع اليها فوجدها ي غيبوبة بينما احدي حقن المخدرات ملقاة بجانبها واخري جاهزة للاستخدام وغير ذلك بعض اللفافات الكثيرة فوق المقعد بجوارها.
 
نقلت السيدة بسرعة إلي المستشفى وتم اسعافها، والمدهش أنها بعدما افاقت انخرطت في بكاء مرير ثم بدأت تحكي ما حدث لها، فقالت "اسكن في جاردن سيتي وأنا من العائلات الثرية ويقال أنهم كانوا من البهوات والبشوات، وكان والدي يحبني فادخلني أرقي المدارس الامريكية، وتوفي والدي، وسافرت أمي وأخي إلي فرنسا فسافرت اليهما وهناك التقيت بشاب من المغرب، وبدأت بيننا قصة حب ورغم أنني من أسرة غنية الا أنه اغدق علي بالفلوس والهدايا، فهو شاب هادئ حلو الكلام مهذب ابن ناس، ومن أسرة ثرية تعيش في فرنسا وتقدم للزواج مني، وكنت وقتها لازال طالبة وعمري عشرين عاما.. عشت معه أكثر من خمس سنوات مرت كأنها حلم، وزوجى كان رجل اعمال وسافر واخذ ابني معه وترك معى أبنتنا، واصبحت في الخامسة والعشرين، وفجأة مات زوجي وابني في حادث سيارة في فرنسا، وتركنى انا وابنتي الطفلة الصغيرة، وفي الحقيقة اصبحت حياتي خاوية ومعي ثروة طائلة فقد ورثت ملايين الملايين، وتحت يدي دفتر شيكات وسيارتين اخر طراز ماذا افعل وانا لازلت شابة صغيرة؟.. حطمتني الكارثة واصبحت وكأني عجوز طال بها العمر، ولم يكن امامي غير السهر وتحويل ليلي إلي نهار، وظهر كثيرون يريدون الزواج مني الا أنني رفضت كل هذه العروض، فقد فقدت قدرتي علي الحب بعد رحيل زوجي وابني".
 
وتضيف "ذات ليلة شعرت بصداع قاتل وشكوت لاحدي السهرانين حولي ممن ينتظر فرصة الاقتراب من جنتي، فكان يسمي ما اعيش فيه جنة، اختفي لحظة وعاد ومعه انبوب صغير به مسحوق ابيض قال أنه سيقتل الصداع، وللحق مع اول شمه تغير كل شيء واختفي الصداع وتحول الالم إلي سعادة، لكنها سعادة قاتلة ومع الايام بعت الفيلا والعمارة حتي ابتلع الشم كل شيء ولم استطع الرجوع عنه، فقد غرقت في الادمان فعرض علي صديق السوء أن ابيع الصنف، فأنا سيدة جميلة ولدي سيارة فاخرة وهذا لن يلفت الانظار إلي وكان ضروري أن اوافق حتي استمر في حياتي واوفر لنفس السم الذي ادمنته، وفي ليلة القبض علي كنت علي موعد لأخذ الحقنة فحقنت نفسي وسقطت فاقدة الوعي ولم اشعر الا بالسيارة وهي تدخل في الرصيف حتي تم القبض على".
 
بداخل قفص الاتهام في محكمة الجنايات في انتظار الحكم والنيابة وجهت لها تهمة التعاطي والاتجار في المخدرات، وفى نهاية الجلسة أصدرت المحكمة ضدها حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة وتغريمها مبلغ ضخم، وفي ذهول وكأنها فاقدة الوعي تسير خلف حارس لتنفيذ الحكم الصادر ضدها وهي في ذهول.. بنت الاكابر التي كانت تعيش في نعيم اصبحت شمامة او مدمنة تسير في اتجاه غرفة الحبس.. فبعد فقدانها للزوج والابن اصبحت امرأة بلا رغبة في الحياة
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق