إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 03:48 م
إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
شيرين سيف الدين

 
(إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. ولكل مجتهد نصيب)، أتمنى أن تكون هاتين الجملتين هي الدروس الأولى في جميع السنوات الدراسية، وأن تكرر على مسامع الطلاب بشكل دائم، مع الاستشهاد بالنماذج المجتهدة التي استطاعت تحقيق أملها بالرغم من صعوبة الظروف على مر التاريخ.
 
في كل عام ومع ظهور نتيجة الثانوية العامة تطل علينا وجوه جميلة لطلاب لم يستسلموا لظروفهم الصعبة، ولم يتحججوا بها كي يبرروا فشلهم أو عدم قدرتهم على التفوق.
 
نماذج تستحق الوقوف عندها وإضافة قصص نجاحهم للمناهج الدراسية لبث روح الأمل في نفوس الشباب الصغار، فالأمل هو طاقة النور وهو مفتاح المستقبل وبدونه قد يقف الإنسان دون حراك ويصبح رهينة للتشاؤم والأفكار السلبية التي يصر البعض على نشرها في المجتمع بقصد أو بغير قصد.
 
بعض أبطال هذا العام الذين شاء الله أن ينصفهم ويكافئهم ويجعلهم من رموز المجتمع كان منهم إبراهيم بائع الفريسكا الذي كان جل أمله أن يسعد والده، والطالبة آية التي يعاني والدها من المرض وتقوم بمساعدته في بيع الأحذية دون تذمر شاب وشابة ملأهما الرضا والقناعة والأمل والطموح، مع الاجتهاد وأثابهما الله خير ثواب.. بالتأكيد هناك الآلاف من أمثالهما لكن إرادة الله في مكافأتهما هما تحديدا لا تحتاج مبررات، فرب العباد إذا وهب لا تسألن عن السبب.
 
هؤلاء الأبطال الذين حصلوا على أعلى المجاميع هم من أبناء المدارس الحكومية، ولم يحصل أي منهم على درس خصوصي واحد، وكانا يعملان بجانب الدراسة لمساعدة أسرتيهما ماديا، ولم يتحجج أي منها بأن هذه المدارس دون المستوى وأن المدرسين لا يقومون بدورهم وأن وأن..
 
وعلى النقيض تماما نجد الكثير من الأهالي وليس الطلبة فقط يهاجمون وزير التربية والتعليم لمحاربته الدروس الخصوصية!.. وبدلا من أن يساعدوا أبناءهم في الاعتماد على النفس والسير على نهج هؤلاء الأبطال الذين يكافحون ويواجهون ظروفا أشد صعوبة بمراحل يعلمونهم التحجج والتكاسل.
 
هل يعلم هؤلاء الأهالي أن بعض المدرسين في كثير من الأحيان يتعمدون عدم الشرح بضمير كي يلجأ الطلاب للدروس الخصوصية التي يحصدون منها أموالا طائلة؟.. وهل يعلمون أن البعض يختار مهنة التدريس فقط لأجل أرباح الدروس الخصوصية؟.. وهل يعلمون أنه بمنع هذه الدروس والقضاء عليها سينتهي السبب المادي الذي يجعلهم يتقاعسون عن أداء دورهم الأساسي في المدارس وأن هدفهم سيقضى عليه؟.. وحينها لن يختار مهنة التدريس سوى ذوي الضمير الحي الذين يرغبون في ممارسة المهنة على أصولها.
 
إن مصر قبل ظهور آفة الدروس الخصوصية كانت متربعة على عرش التعليم في الوطن العربي، وتخرج من مدارسها الحكومية العلماء الذين أناروا العالم شرقا وغربا بعلمهم الغزير الذي حصلوا عليه من تلك المدارس، لذا نتمنى أن نعود للعصر الذهبي للعلم والتعليم على أرض مصر مجددد، وأن نتكاتف جميعا كي نحقق الهدف.
 
أعتقد أن التعرف عن قرب على قصص كفاح هذه النماذج الشابة الناجحة كفيل بأن يغلق باب الجدل حول أسباب اللجوء للدروس الخصوصية وضرورتها، كما تعتبر هذه القصص جرس إنذار يدق على أبواب الآباء والأمهات كي يعلموا أبناءهم الاجتهاد والمثابرة والاعتماد على النفس والتوقف عن ( الدلع ) فالزمن يحتاج لأمثال هؤلاء الأقوياء المحاربين إن أردنا أن ننهض بوطننا.
 
علموا أبناءكم وكرروا على مسامعهم أن ( لكل مجتهد نصيب )، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، حتى وإن لم يكن هذا النصيب مجموعا كبيرا، لكن بالتأكيد هناك نصيب من الخير ينتظر من اجتهد في حياته ومستقبله فالمؤكد أن من يخلص النية ويعمل بجد سَيَجِد إن شاء الله .
 

 

تعليقات (4)
أدعم وزير التعليم
بواسطة: فادي
بتاريخ: الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 05:36 م

كل الدعم لوزير التعليم

التعليم المصري انتصر
بواسطة: داليا مصطفى
بتاريخ: الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 05:40 م

امتحان السات الامريكي اتلغى بعد ما اتسرب وضاع على الطلبة السنة .. وطلبة ig اتظلموا في التقييم واللي في التعليم المصري هما اللي مشي حالهم واحد صفر لطارق شوقي

ونعم بالله
بواسطة: Dina aly
بتاريخ: الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 06:56 م

كلام جميل يسلم قلمك وإيجابيتك وكلماتك البسيطة التي تمس القلوب

لا للدروس الخصوصية
بواسطة: Mirette
بتاريخ: الأحد، 06 سبتمبر 2020 08:30 ص

فعلا لكل مجتهد نصيب وَيَا ريت الكل يدعم وزير التعليم فى حملته ضد الدرس الخصوصية

اضف تعليق