غياب العدالة والمساواة بأمريكا يهدد خطة بايدن لقمة عالمية عن الديمقراطية

الثلاثاء، 02 فبراير 2021 09:50 ص
غياب العدالة والمساواة بأمريكا يهدد خطة بايدن لقمة عالمية عن الديمقراطية
بايدن

 فى ظل التداعى السياسى الذى تواجهه الولايات المتحدة فى الداخل فى وقت تشهد فيه انقسامات حزبية تهدد إدارة البلاد وصعود لليمين المتطرف العنيف، والذى من شأنها أن يجعل هدفها أكثر صعوبة ما لم يكن مستحيلا لاستنئاف مساعيها السابقة لتوجيه العالم بشأن الديمقراطية.

 
 صحيفة نيويورك تايمز تطرقت لهذه القضية فى ظل خطط الرئيس الأمريكى جو بايدن لتنظيم قمة عالمية عن الديمقراطية، وقالت إن المنتقدين يقولون إنه ليس من شأن أمريكا أن توجه الدول الأخرى، ويطالبونها بمداواة نفسها أولا.
 
 وكشفت الصحيفة أنه من بين الوعود المحددة لبايدن فى السياسة الخارجية كان تعهده بإجراء قمة عالمية عن الديمقراطية فى عامه الأول فى الحكم بهدف اتخاذ موقف معلن ضد الاتجاهات السلطوية والشعبوية التى صعدت خلال الفترة السابقة، والتى ينظر إليها بايدن ومستشاروه على أنها تهديد للقيم السياسية الغربية.
 
 
 لكن بعد انتخاب بايدن، كانت ديمقراطية أمريكا نفسها تترنح، وقام حشد باقتحام مبنى الكونجرس لتعطيل عملية انتقال السلطة، بينما سيبدأ مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل ثانى محاكمة عزل للرئيس السابق ترامب فى غضون عام.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الإحساس بأن النظام الديمقراطى يعانى من الخلل، ما لم يكن قد انكسر تماما، كما خصوم أمريكا الأجانب يقولون إن الولايات المتحدة ليس من شانها ان تحاضر الدول الأخرى.
 
 فكتب رئيس لجنة الشئون الخارجية فى المجلس الأعلى بالبرلمان الروسى قسطنطين كوساتشيف، على فيس بوك بعد أحداث شغب الكابيتول يقول إن أمريكا لم تعد تحدد المسار، ومن ثم خسرت الحق فى فى ضبطه، فضلا عن فرضه على الآخرين.
 
 بينما قالت هوا تشونينج، المتحدث باسم الخارجية الصينية فى تصريحات مؤخرا للصحفيين إن الأمريكيين ربما يفخرون بأنفسهم بديمقراطيتهم وحريتهم، لكن بعد الكثير من الفوضى السياسية، فربما يأملون أن يستطيعوا أن يقودوا حياة مثلما يفعل الصينيون.
 
 
 
لكن المسئولين الأمريكيين يقولون إن هذه التعليقات الخارجية أو الشكوك من قبل محللى السياسة الخارجية داخل أمريكا لن تخفف من الخط التى وعد بها بايدن أثناء ترشحه، حيث ينوى عقد قمة للديمقراطية تجمع القادة ذوى التفكير المماثل لمناقشة طرق تقوية أنظمتهم داخليا وحمايتها من تهديدات كالفساد وأمن الانتخابات.
 
وقال مصدر مطلع على التخطيط للقمة التى يجرى التحضير لها حتى من قبل الانتخابات، أن بايدن لم تردعه التوترات السياسية الأخيرة فى الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يستضيف فعالية مع رؤساء دول، وإن لم يتم تحديد التفاصيل بعد بشأن توقيت ومكان القمة، بينما توقع مسئولون أخرون أن تكون قرب نهاية العام.
 
 لكن فى واشنطن، يجرى تقاشا حول الفكرة بين مسئولين أمريكيين سابقين وأكاديميين، لا يقتصر فقط على خطط القمة ولكن يتعلق بمخاوف أكبر بشان دور أمريكا كقائدة عالمية فى فترة ما بعد ترامب.
 
 والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت الأزمة السياسية سببا لتعليق خطة القمة وإعادة تقييم المساعى للترويج للنموذج الديمقراطي (الذى تريده أمريكا) حول العالم، بحسب ما يجادل البعض.
 
 ويقول جيمس جولدجير، أستاذ العلاقات الدولية فى الجامعة الأمريكية والذى عمل مساعدا فى مجلس الأمن القومى الأمريكى فى إدارة كلينتون، إن الولايات المتحدة خسرت بلا شك مصداقيتها. وأشار فى مقال له مؤخرا بدورية فورين إلى أن بايدن يجب أن يعقد بدلا من ذلك قمة ديمقراطية فى الداخل تركز على غياب العدالة والمساواة فى الولايات المتحدة، بما فى ذلك حقوق الناخبين والتضليل المعلوماتى.
 
وأضاف جولدجير: إذا كان هناك جمود تام فى الكابيتول، ولا يوجد قدرة على إنجاز الأمور لتحسين حياة الناس، فلن تتمتع أمريكا بالكثير من السلطة الأخلاقية.
 
وعلى نفس المنوال، قالت إيما أشفورد، الخبيرة فى المجلس الأطلنطى، فى مقال لها فى مجلة فورين بولسى: كيف تستطيع الولايات المتحدة نشر الديمقراطية أو تكون نموذجا للآخرين لو أنها بالكاد ما تتمتع بديمقراطية فاعلة فى الداخل.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق