الفرق العربية تستعد لتصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال روسيا

الأربعاء، 29 يونيو 2016 02:47 ص
الفرق العربية تستعد لتصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال روسيا

تستعد المنتخبات العربية للادغال الكروية الافريقية بعد قرعة المرحلة الثالثة والأخيرة من تصفيات القارة السمراء المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا والتي ستنطلق في أكتوبر المقبل، وتستمر قرابة 13 شهرا حتى نوفمبر من العام المقبل.

وتتابع الجماهير العربية منتخبات بلادهم، وهى خمسة منتخبات مصر و تونس والجزائر والمغرب وليبيا،تم وضع كل من تونس والجزائر في التصنيف الأول ومصر في الثاني، بينما حلت المغرب في التصنيف الثالث وليبيا في التصنيف الرابع والأخير.

وفي الوقت الذي كانت الأقدار فيه رحيمة ببعض المنتخبات في مجموعات سهلة أو متوازنة، وقع البعض الآخر في مجموعات أقل ما توصف به أنها حديدية.

وكان المنتخب التونسي هو الأوفر حظا بين المنتخبات الخمس عندما أوقعته القرعة في المجموعة الأولى إلى جانب شقيقه الليبي والكونغو الديمقراطية وغينيا، لتفتح الباب أمام "نسور قرطاج" للتقدم للمونديال الذي غاب عنه منذ 2006 في ألمانيا.

شاركت تونس أربع مرات في كأس العالم أعوام 1978 بالأرجنتين و1998 بفرنسا و2002 في كوريا واليابان وأخيرا في ألمانيا، ولم تنجح في تخطي دور المجموعات.

ويعتمد أبناء البولندي المخضرم هنري كاسبرزاك، الذي يمتلك خبرة التدريب في أدغال أفريقيا بعدما أشرف على منتخبات كوت ديفوار والمغرب ومالي والسنغال، على مجموعة من العناصر الشابة أبرزهم الموهوب يوسف المساكني، لاعب لخويا القطري، ولاعب وسط سندرلاند، وهبي الخزري، ومهاجم جازيليك أجاكسيو الفرنسي، أمين الشرميطي.

وستبدأ تونس مشوار التصفيات في عقر دارها في شهر أكتوبر المقبل أمام غينيا وستختتمه أيضا على ملعبها أمام ليبيا في شهر نوفمبر من العام المقبل.

ثاني المنتخبات العربية الطامحة لمواصلة مشوارها الناجح نحو التأهل للمونديال الروسي هو الجزائر، الذي لم تكن القرعة رحيمة به وأوقعته في مجموعة الموت إلى جانب كل من الكاميرون ونيجيريا وزامبيا.

فالمجموعة تضم ثلاثة منتخبات شاركت في مونديال البرازيل الآخير، إضافة إلى زامبيا بطلة أفريقيا في نسخة 2012 ، كما أن "النسور الخضر" توجوا بنسخة 2013.

ويأمل (محاربو الصحراء) في تخطي هذه المجموعة الصعبة وتحدي هذه الظروف الصعبة وإثبات أنهم الأفضل على مستوى القارة السمراء في الوقت الحالي، لاسيما وأن الجزائر تمتلك مجموعة من اللاعبين أصحاب المستوى الرفيع وعلى رأسهم رياض محرز أمل الكرة الجزائرية، واكتشاف الموسم الماضي بالمستوى الكبير الذي قدمه مع ناديه الذي لم يعد مغمورا، ليستر سيتي الإنجليزي.

وقاد المستوى الكبير لمحرز (الثعالب) لتحقيق الإنجاز الأبرز في تاريخهم وهو الفوز بالدوري الإنجليزي (البريميير ليج) للمرة الأولى، ويظفر اللاعب نفسه بلقب أفضل لاعب في الدوري.. وإلى جانب محرز، هناك أيضا مهاجم سبورتنج لشبونة البرتغالي، إسلام سليماني، الذي قاد فريقه للمنافسة حتى الرمق الأخير على لقب الدوري مع غريمه التقليدي بنفيكا، قبل أن يذهب اللقب للأخير، بالإضافة إلى ياسين براهيمي، نجم بورتو البرتغالي، وسفيان فيجولي، لاعب فالنسيا الإسباني.

وكان الاتحاد الجزائري قد أعلن عن تعيين الصربي، ميلوفان راجيفاك، مديرا فنيا جديدا للـ"خضر" بعد رحيل الفرنسي كريستيان جوركوف في ظروف غامضة على الرغم من قيادته للفريق بنجاح في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2017 بالجابون وتأهله رسميا كمتصدر لمجموعته.

ويمتلك المدرب الصربي خبرة في تدريبات المنتخبات الإفريقية حيث سبق له تدريب "النجوم السوداء"، المنتخب الغاني، في الفترة ما بين 2008 وحتى 2010 وقادهم لإبهار الجميع في مونديال جنوب أفريقيا والتأهل لربع النهائي قبل أن يخرجوا بشكل درامي أمام الأوروجواي.

وسبق للمنتخب الجزائري الظهور في كأس العالم أربع مرات أعوام 1982 بإسبانيا و1986 في المكسيك و2010 بجنوب إفريقيا وأخيرا عام 2014 في البرازيل، وهي النسخة الأنجح لهم بعدما تمكنوا من التأهل لدور الـ16 وتقديم مستوى كبير قبل الخروج المشرف بالهزيمة بشق الأنفس أمام ألمانيا.

وتبدأ الجزائر التصفيات على ملعبها أمام "الأسود" الكاميرونية في أكتوبر المقبل وستنهيه أيضا أمام جماهيرها بمواجهة نيجيريا في شهر نوفمبر عام 2017.

أما المنتخب المصري فجنبته القرعة الصدام بشقيقيه تونس والجزائر، لكنها وضعته إلى جانب غانا، التي فازت عليه في تصفيات مونديال البرازيل الأخير، إضافة للكونغو وأوغندا، ليبدأ في حساب النقاط التي يمكن تجميعها من طرفي المجموعة الآخرين، ومن ثم التفكير بشكل هادئ في صدامه أمام "النجوم السوداء".

ويعد ترتيب المواجهات في مصلحة (الفراعنة) حيث ستكون الانطلاقة أمام الكونغو في عقر دارها وهي المباراة التي إذا نجح لاعبو مصر في تحقيق نتيجة إيجابية فيها، سيكون لها بالغ الأثر في باقي المشوار لاسيما وأنهم سيستضيفوا غانا في الجولة الثانية، كما أن الجولة الأخيرة أيضا ستكون أمامها أيضا.

ولا يحمل المنتخب المصري تاريخا كبيرا في المشاركات بكأس العالم حيث أنه شارك مرتين فقط عامي 1934 و1990 وكانتا في إيطاليا وفشل في كليهما في تجاوز دور المجموعات.

وتتعلق آمال المصريين بأقدام مجموعة من العناصر الشابة المتميزة المحترفة في أوروبا يأتي على رأسهم المتألق نجم روما الإيطالي، محمد صلاح، ولاعب وسط أرسنال الإنجليزي محمد النني، ومهاجم سبورتنج براجا البرتغالي، أحمد حسن 'كوكا'.

هذا بالإضافة إلى العديد من اللاعبين الموهوبين في الدوري المصري أبرزهم الصاعد بقوة الصاروخ ولاعب النادي الأهلي رمضان صبحي، صاحب الـ18 عاما فقط، الذي يصفه النقاد بأنه خليفة الأسطورة المعتزل محمد أبو تريكة، الذي طالما أسعد قلوب المصريين سواء مع النادي الأهلي أو مع المنتخب وقاده للفوز ببطولة أفريقيا.

وكان المصريون قاب قوسين أو أدنى من التأهل لمونديالي 2010 و2014 إلا أنهم خسروا في المناسبة الأولى في مباراة فاصلة أمام الجزائر بهدف نظيف في موقعة أم درمان الشهيرة بالسودان، قبل الفشل مرة أخرى في التصفيات التالية بالهزيمة التاريخية والأسوأ في تاريخ الكرة المصرية أمام غانا في عقر دارها بسداسية.

ويتولى تدريب المنتخب المصري الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي تنعقد عليه الآمال في قيادة الفراعنة للظهور من جديد وسط كبار الساحرة المستديرة في العالم.

أما المنتخب المغربي فكان الأكثر تضررا عندما أوقعته القرعة في مجموعة صعبة للغاية تضم كلا من كوت ديفوار ومالي والجابون، لتضع آمال "أسود الأطلسي" مهب الرياح في العودة للظهور مرة أخرى في المونديال لاسيما وأنهم يغيبون عنه منذ نسخة 1998 بفرنسا.

ولكن يتسلح الفريق بمجموعة من اللاعبين الطامحين لإعادة أمجاد الكرة المغربية سواء على المستوى القاري أو العالمي، لاسيما وأنه أحد أكثر المنتخبات العربية ظهورا في هذا العرس الكروي برصيد 4 مشاركات أعوام 1970 و1986 بالمكسيك و1994 في الولايات المتحدة و1998 في فرنسا، حيث كان الإنجاز الأبرز له هو بلوغ دور الـ16 في 86 بقيادة جيل عظيم من اللاعبين أمثال الحارس الأسطوري بادو الزاكي ومصطفى الحداوي وعزيز بودربالة ومحمد التيمومي.

وأبرز نجوم المنتخب المغربي في الوقت الحالي هو مهاجم غرناطة الإسباني، يوسف العربي، الذي قدم موسما كبيرا مع فريقه الأندلسي الموسم المنقضي وكان هدافه الأكبر ليساهم في بقاؤه وسط كبار الليجا الإسبانية.

وهناك أيضا جناح نابولي الإيطالي عمر القدوري ولاعب وسط ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني فيصل فجر، ومهاجم واتفورد الإنجليزي نور الدين أمرابط.

وسيعتمد أسود الأطلسي في مشوارهم بالتصفيات أيضا على الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها مديرهم الفني الفرنسي، هيرفي رينارد، داخل أفريقيا، لاسيما وأنه سبق وأن درب "الأفيال" الإيفوارية لعامين (2014-15) وقادهم للتتويج بلقب أمم أفريقيا 2015، وبالتالي فهو يعرف كل شيء عنهم.

وستفتتح المغرب مواجهاتها في التصفيات في شهر أكتوبر بمواجهة صعبة للغاية خارج الديار أمام المنتخب الجابوني والذي يضم بين صفوفه لاعبين كبار أبرزهم الثنائي الخطير بيير إيمريك أوباميانج، مهاجم بروسيا دورتموند الألماني، والقاطرة البشرية ماليك إيفونا، مهاجم الأهلي المصري، والذي يستعد لاستضافة النسخة الجديدة من أمم أفريقيا العام القادم.

وسيكون الختام أيضا خارج الديار أيضا أمام كوت ديفوار في شهر نوفمبر 2017.

آخر العرب الذين بلغوا المرحلة الأخيرة هو المنتخب الليبي الذي لم يسبق له التأهل إلى نهائيات كاس االعالم في تاريخه ولكنه يطمح في أن يحالفه الحظ هذه المرة في نيل هذا الشرف، ولكنه يصطدم بالواقع الذي تمر به البلاد والذي أدى إلى توقف النشاط الرياضي
وجاءت ليبيا في المجموعة الأولى مع تونس والكونغو الديمقراطية وغينيا، حيث سيحاول مدرب الفريق الإسباني، خابيير كليمينتي، تسخير خبرته الكبيرة في عالم التدريب من أجل مساعدة (فرسان المتوسط) على تحقيق هذا الحلم الكبير.

وستكون أولى محطات ليبيا في التصفيات خارج الديار أمام الكونغو الديمقراطية بينما ستكون الخاتمة أمام تونس في عقر دارها في شهر نوفمبر 2017.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة