محمد بدران.. الحقيقة والتاريخ (2)

الجمعة، 09 ديسمبر 2016 12:30 م
محمد بدران.. الحقيقة والتاريخ (2)
محمد بدران- صورة أرشيفية

قبل بداية الانتخابات البرلمانية 2015 بعامين فقط، ظهر حزب جديد يسمى بـ«مستقبل وطن»، ولُقب بحزب الشباب، ومرت أشهر قليلة وتحولت حملة مستقبل وطن إلى حزب سياسي يحمل نفس الاسم برئاسة «بدران»، وافتتح له مقرات فاخرة في شتى المحافظات، واتخذ من فيلا فاخرة بحي مصر الجديدة مقرًا رئيسيًا له.

ولما ثارت الكثير من الشكوك حول مصادر تمويله هو وحزبه الناشئ، كشف محمد بدران، في حوار سابق، لأحد وسائل الإعلام عن تمويله من قبل بعض رجال الأعمال، وفي مقدمتهم أحمد أبو هشيمة وهاني أبوريدة، وفرج عامر رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات فرج الله، وخلال الانتخابات انطلق كحصان جامح؛ ليلتهم الكثير من مقاعد مجلس النواب، وعلى حساب أحزاب عريقة التاريخ، ولم يتوقع أكثر المتفائلون أن يحصل «مستقبل وطن» على 53 مقعدًا من براثن أسود الساسة ومحترفي لعبة الانتخابات، ولكنه فعلها بقيادة رئيسه الشاب الذي ظهر مكاتفًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح قناة السويس الجديدة.

وكما لم يتوقع المتفائلون هذا الصعود السريع والجامح، لم يتوقع المتشائمون السقوط المدوي والانهيار العجيب والغريب لحزب انتشر وتوغل داخل أرجاء السياسة المصرية، وهز جدران الحياة النيابية، فبعد مرور عامين على تأسيسه وعام واحد فقط من تشكيل مجلس النواب، تهتز جنبات وأرجاء مستقبل وطن وتتزلزل جدرانه وأصبح الانهيار والسقوط مصيره المنتظر.

وكانت كلمة السر في السقوط هي أيضًا اسم «محمد بدران»، كما كانت كلمة سر النجاح المفاجئ والسريع في البداية.

طالب جامعة بنها المُدلل.. من مدرجات الجامعة إلى رئيس حزب بلقب «دكتور» مزور..
تكشف كواليس وجود «بدران»، الطالب في جامعة بنها، كلية تجارة، العديد من الملامح عن شخصيته التي وصفها زملاؤه في أكثر من تقرير صحفي معهم عن أنه شخصية انتهازية، تبيع مبادئها مقابل السلطة، فبعد تخرج بدران من الجامعة بعام، صمم على أن يظل رئيسًا لاتحاد طلاب مصر رغم إنه لم يعد طالبًا.. متمسكًا بمنصبه حتى آخر نفس، وبرّر ذلك بأنه لا يوجد في اللائحة الطلابية ما ينص على وقف عمل أي خريج في الاتحاد، والحقيقة- كما كشف أحد أعضاء اتحاد طلاب الجامعة- أنه قبل شهور، طالبت وزارة التعليم العالي، اتحاد طلاب مصر، بإعداد لائحة لإجراء الانتخابات الطلابية في كل جامعات مصر على أساسها، ورفض «بدران» إعدادها وتسليمها لكي لا يخسر كرسيه، كما دارت الكثير من الشائعات عن طبيعة العلاقة التي تربط بدران برئيس جامعة بنها، الذي وفر سيارة ملاكي مخصّصة لتنقلات «بدران» منذ أن كان طالبًا مما أثار استياء من العاملين بالجامعة وأدى إلى سحب السيارة، ورغم أنه ينكر استعمالها في أي انتقالات خاصة بحملة «مستقبل وطن» فيما بعد، فالسيارة «مركونة» دائمًا تحت مقر الحملة. 

أمّا عن وصفه بـ«الدكتور»، فقد جهّز مكتبًا يحمل اسمه في «التجمع الخامس»، وكتب عليه «مكتب د. محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر».

غدًا.. الحلقة الثالثة

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق