رسالة الكويت وتعزية الملك سلمان في «رفسنجاني» بوادر حل الأزمة السعودية الإيرانية (تقرير)

الخميس، 26 يناير 2017 11:17 م
رسالة الكويت وتعزية الملك سلمان في «رفسنجاني» بوادر حل الأزمة السعودية الإيرانية (تقرير)
شيريهان المنيري

أكد رئيس تحرير جريدة «السياسة» الكويتية، أحمد الجارالله، أن زيارة وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح لطهران؛ ليست نوع من الوساطة؛ ولكنها رد علي رغبه إيرانية مررتها طهران عبر الكويت، في حين كان رأي مجلس التعاون الخليجي أن وقت التحاور مع إيران لم يكن مناسب.

وقال لبوابة «صوت الأمة» أن "رساله الكويت إلي إيران التي حملها وزير الخارجيه الكويتي؛ هي رسالة من مجلس التعاون تُشير إلى أن التحاور مُمكن، ولكن في حال أن تتوقف إيران من التدخل بشؤون المنطقة، وأن لا تُتاجر بمكونات وطوائف هذه الدول، وأن توقف شعار تصدير الثورة، وأن تبتعد عن مواطني هذه الدول والتغرير ببعضهم".

في حين يرى أستاذ السياسة بجامعة الكويت، الدكتور إبراهيم الهدبان أن الزيارة، أتت للعب دور الوساطة بين دول مجلس التعاون وطهران، كمُحاولة لفتح باب الحوار بين جميع الأطراف، ومُحاولة لحل المشاكل القائمة والمُتعلقة بالتدخلات الإيرانية في كُلًا من سوريا واليمن والبحرين.

وقال لبوابة «صوت الأمة»: بعد نجاح التوافق حول الملف اللبناني، والذي مهد لإنتخاب رئيس الدولة ميشيل عون، قد تكون الوساطة الكويتية مُمهدة للإتفاق حول تراجع إيران عن التدخل في الشأن الداخلي السعودي والبحريني، وعن تمويل الحوثيين بعد أن تحولت حرب اليمن إلى حرب استنزاف لدول الإقليم ومنها إيران".

فيما أشار الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد إلى أن البعض يقرأ الزيارة كرسالة من مجلس التعاون، والبعض يقرأها بشكل آخر، في حين أن رؤيته الشخصية تؤكد على ضرورة إدراك أن الكويت حاضرة في كل الملفات الإقليمية والعربية، قائلًا: "الكويت تشترك مع إيران في حدود بحرية مُشتركة وعلاقات تاريخية".

وأضاف في تصريحاته لبوابة «صوت الأمة» أن "الخارجية الكويتية وضعت الزيارة ضمن ما يُحتمه حسن الجوار حسب مبادئ الأمم المتحدة، والقضايا الإقليمية المُشتركة، والزيارات المُتبادلة التي لم تنقطع أساسًا بين الجانبين حتى بعد أزمة خلية التجسس الإيرانية أو الكشف عن خلية العبدلي التابعة لحزب الله.

«الجنيد» تابع بأن "الدبلوماسية الكويتية ليست بالتقليدية، لذلك علينا التحلي بالصبر الجميل ولنأمل أن تُحقق تلك الزيارة أهدافها المرجوة، مع أن تاريخ تجاربنا مع إيران منذ 1979 مُخيب لكل طموح خليجي".

كما أكد الباحث بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، أحمد فاروق، على أن تلك الزيارة تعكس التميُز في العلاقات الإيرانية الكويتية، وأن الرسالة التي سلمها وزير الخارجية الكويتي لطهران؛ تحمل وساطة في طياتها لحل الأزمة بين إيران ودول الخليج، وبشكل خاص السعودية. وذلك على الرغم من أن المملكة أعلنت في وقت سابق أنها لا تحتاج إلى وسيط لإعادة علاقاتها مع إيران. 

وأشار الباحث إلى أن الفترة الماضية شهدت علامات جيدة بثتها إيران؛ أبرزها تصريحات ممثل خامنئي في المجلس الاعلى للأمن القومي علي شمخاني، بأن إيران حريصة على بقاء السعودية بنظامها الحالي ولا ترغب في سقوطها، إلى جانب الكشف عشية زيارة الوزير الكويتي عن تقديم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، وولي ولي عهده، واجب العزاء في وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، والتي ظلت مختفية طوال الفترة الماضية ولم يتم الإعلان عنها في حينها.

وقال لبوابة «صوت الأمة»: "على الرغم من التراشق الإعلامي من جانب إيران ضد المملكة إلا أن الطرفان لديهما الرغبة في استئناف العلاقات لحل الازمات في المنطقة، لأن الصدام في هذه الأثناء مع وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفريقه المعادي لطهران، ليس لصالح إيران، ورغبتها في استئناف تنفيذ الإتفاق النووي بدون أي خلل". 
وأضاف أن "كلا الطرفان ما لم يُغيرا من سلوكهما في المنطقة؛ لن تكون عودة العلاقات متوقعة، كما لن تكون الإتفاقات بين الجانبين على صيغة الربح للجميع؛ بل سيخسر أحدهما، وخاصة في ظل عدم استقرار أسعار النفط، وما يمثله من ضغط على البلدين". 

يُذكر أن وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الصباح، قد قام بزيارة إلى طهران الثلاثاء، بحسب الصحف الخليجية المحلية؛ حاملًا رسالة من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ومن مجلس التعاون الخليجي إلى إيران. كما نشرت بعض الصحف الإيرانية، بحسب «المونيتور»، الخميس، أن الملك سلمان عبر في رسالة لعائلة «رفسنجاني» نقلتها البعثة الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي عن تعاطفه معها في وفاة الرئيس الإيراني السابق، ما تم تحليله طبقًا للموقع الأمريكي بأنه مؤشر واضح في إنخفاض حدة التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران، ورغبتهما في تسوية الخلافات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق