سيناء «درة التاج».. 40 عاما من محاربة الفتن ومحاولة الاختطاف ومواجهة الإرهاب

السبت، 30 أبريل 2022 09:00 م
سيناء «درة التاج».. 40 عاما من محاربة الفتن ومحاولة الاختطاف ومواجهة الإرهاب
التنمية في سيناء
- محمد الحر

- مشروعات تنموية وعمرانية جديدة تغير ملامح الصحراء بأرض الفيروز  
 
«المصريون ينظرون إلى سيناء على أنها درة التاج المصري ومصدر فخر واعتزاز هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التي تجلت عليها الذات الإلهية».. قالها الرئيس عبد التفاح السيسى الإثنين الماضى، في كلمته للاحتفال بمناسبة الذكرى الـ 40 لتحرير سيناء، التي توافق 25 إبريل من كل عام.
 
درة التاج المصرى، اليوم في وضع مختلف عن ذي قبل، بعدما وضعت الدولة كل طاقاتها لتعمير سيناء الغالية لتكون بمثابة خط الدفاع الأول عنها، فزادت من حجم المشروعات، التي تنتشر فوق ربوع سيناء، والتي تهدف إلى تنميتها والاستفادة من خيراتها وتحقيق الرفاهية لأهالي سيناء الحبيبة.
 
الأرقام تقول أن أكثر من 700 مليار جنيه استثمارات تم وجاري تنفيذها لتنمية شبه جزيرة سيناء خلال 8 سنوات، فقد وضعت الدولة، شبة جزيرة سيناء على مسار التنمية الحقيقية منذ إطلاقها الخطة الشاملة لتنمية أرض الفيروز، بعدما عمدت إلى إطلاق مشروعات قومية عملاقة وغير مسبوقة تشمل مختلف القطاعات، وربط بوابة مصر الشرقية بالدلتا وجعلها مع مدن القناة امتداداً طبيعياً لوادي النيل، فضلاً عن تذليل كافة العقبات والعوائق لجذب الفرص الاستثمارية، إلى جانب الاهتمام بالقطاعات الخدمية كالتعليم والصحة والزراعة، والتركيز على توفير كافة أشكال الدعم والحماية الاجتماعية لأهالي سيناء، وهو ما أسهم في إحداث نقلة نوعية غيرت وجه الحياة في شبه جزيرة سيناء، وتحويلها إلى منطقة جذب واعدة وبيئة مواتية للاستثمار والتعمير في ظل ما تشهده من حالة استقرار أمني، الأمر الذي دفع أيضاً المؤسسات الدولية إلى الإشادة بالجهود المتواصلة لتنمية سيناء على مختلف الأصعدة.
 
وبلغ إجمالي الاستثمارات العامة الموجهة لسيناء ومدن القناة 45.1 مليار جنيه عام 2021/2022، مقارنة بـ 6.2 مليار جنيه عام 2013/2014، بنسبة زيادة 627.4%، حيث تم افتتاح 3 مراكز لخدمة المستثمرين بتكلفة 206.4 مليون جنيه لخدمة أكثر من 8800 شركة، فضلاً عن إطلاق 8 مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعي، بالإضافة إلى تمتع سيناء ومدن القناة بـ 275 فرصة استثمارية على الخريطة الاستثمارية.
 
ومن الأمثلة على ذلك، مصنع إنتاج الرخام والجرانيت برأس سدر بتكلفة استثمارية بلغت 727 مليون جنيه، بينما تم إنشاء المجمع الصناعي للرخام بمنطقة "الجفجافة" بوسط سيناء بطاقة 3 ملايين م2 سنوياً، وبتكلفة بلغت 805 ملايين جنيه، فضلاً عن بلوغ الطاقة الإنتاجية لمصنع العريش 7 ملايين طن سنوياً.
وبشأن المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في سيناء ومدن القناة، تم تمويل 42.5 ألف مشروع من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بتكلفة نحو 1.8 مليار جنيه حتى فبراير 2022. 
 
وشملت أبرز المشروعات الزراعية، مشروع تنمية سيناء حيث تصل المساحة الإجمالية له 1.1 مليون فدان منها 239 ألف فدان مساحة منزرعة حتى نهاية مارس 2022، كما تم إنشاء 18 تجمعاً زراعياً بإجمالي مستفيدين بلغ 2122 مستفيداً، بالإضافة إلى تنفيذ أكثر من 9900 حوض ضمن مشروعي هيئة قناة السويس والفيروز للاستزراع السمكي، وتنمية بحيرة البردويل بشمال سيناء بتكلفة 120 مليون جنيه، فضلاً عن أنه جار العمل على إنشاء 8 قرى للصيادين بتكلفة 3.5 مليار جنيه.
 
وشهدت سيناء تنفيذ 4000 وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي بجنوب سيناء، و2136 وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعي بشمال سيناء، فضلاً عن تنفيذ 54.5 ألف وحدة سكنية لتطوير العشوائيات، حيث أصبحت سيناء ومدن القناة خالية من العشوائيات غير الآمنة، كما تم تنفيذ 45 مشروعاً للتجمعات البدوية بإجمالي 4100 بيتاً بدوياً، إلى جانب إنشاء 18 تجمعاً تنموياً بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، كما يجري تنفيذ 17 تجمعاً تنموياً أخرين، فضلاً عن أنه تم وجار إنشاء وتطوير 6 مدن جديدة أبرزها مدينة الإسماعيلية الجديدة على مساحة 2.8 ألف فدان، ومدينة سلام على مساحة 19 ألف فدان، ومدينة بئر العبد الجديدة على مساحة 2.7 ألف فدان. 
 
وفيما يتعلق بمشروعات المطارات، تم إنشاء مطار البردويل الدولي على مساحة 320 ألف م3، بتكلفة 718 مليون جنيه، وتم تطوير ورفع كفاءة 6 مطارات، هي الطور، وطابا، وشرم الشيخ، والعريش، وبورسعيد، وسانت كاترين، كما تم إنشاء وتطوير ورفع كفاءة 8 موانئ بحرية أهمها ميناء نويبع بتكلفة تطوير 475 مليون جنيه، وميناء شرق بورسعيد بتكلفة تطوير 10 مليارات جنيه، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير 4 موانئ برية وجافة وهي بدر الجاف، وطابا البري، ورفح البري، والعوجة، بإجمالي تكلفة نحو 200 مليون جنيه.
 
وشهدت الخطة ايضاً المشروعات التراثية، منها مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، الذي يبدأ من شمال سيناء، وقد تم تخصيص 60 مليون جنيه من قبل وزارة السياحة والآثار للمشروع، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع التجلي الأعظم بمدينة سانت كاترين بهدف إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، علاوة على مشروع ترميم وتطوير منطقة آبار وعيون موسى والتي تشمل 7 آبار، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى في فبراير 2018.
 
وللمرة الأولى شهدت سيناء بدأ الدراسة فعلياً في جامعة الملك سلمان الدولية بفروعها الثلاثة، وكذلك تم إنشاء جامعة شرم الشيخ الخاصة وتضم 9 كليات.
وتعد مشروعات مجمع الصناعات الحرفية ومخزن الأدوية ووضع حجر الأساس لمشروع إسكان الريسة بمدينة العريش من بين أهم المشروعات التي تم افتتاحها قبل أيام، حيث أكد اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة ، محافظ شمال سيناء أن وزارة التخطيط سبق أن خصصت مبلغ 50 مليون جنيه ، 25 مليون جنيه انشاءات، و 25 مليون جنيه معدات"، لإنشاء المجمع الصناعى الحرفى بالمنطقة الحرفية والذى يضم عدد 48 ورشة مجهزة بمختلف الأدوات والمعدات للعمل في مختلف الأنشطة الحرفية المتنوعة والتى من بينها النجارة والألوميتال والكريتال وتعبئة المواد الغذائية والصناعات البلاستيكية وكبس الخراطيم وغير ذلك من الصناعات الحرفية.
 
وأشار محافظ شمال سيناء إلي أنه سيتم طرح الورش الحرفية بنظام حق الانتفاع لمدة 30 عاما للأرض والمبني المقام عليها، ومنح قروض بفائدة 3%من بنك مصر، بعد الاتفاق معه علي تمويل المعدات الخاصة بالتشغيل.  وأكد المهندس ناجي إبراهيم، رئيس منطقة تعمير سيناء، أن مجمع الصناعات الحرفية يقع بالمنطقة الحرفية بالمساعيد، ويتكون من عدد 48 وحدة منهم 43 وحدة كاملة التشطيب ومجهزة بالماكينات والمعدات اللازمة للتشغيل، حيث يشمل انشطة النجارة والحدادة والالوميتال وتعبئة المواد البقولية ووحدات البلاستيك، وتم انشاء المجمع وتجهيزه بمعرفة الهيئة القومية للانتاج الحربي وبتكلفة 50 مليون جنيه، بهدف الارتقاء بالصناعات الحرفية بالمحافظة وتوفير فرص عمل جديدة للشباب.
 
وتم ضمن الاحتفالات بذكرى تحرير سيناء وضع حجر الأساس لمشروع عمارات الريسة بمنطقة شرق العريش، ويتكون في مرحلته الأولى من 6 عمارات سكنية، بتكلفة 42 مليون جنيه، حيث أن العمارة تضم 5 طوابق (ارضي-4 أدوار علوي)، بها 20 وحدة سكنية، بمساحة 100 متر مربع للوحدة السكنية الواحدة. 
 
ويعد مخزن الأدوية الذي تم إقامته وافتتاحه خلال احتفالات شمال سيناء بالعيد القومي من أهم المشروعات الحيوية، ويقام بمساحة 1500 متر مربع، بتكلفة 33,8 مليون جنيه، حيث يضم مخزن أدوية به غرفتين تبريد وغرفة تجميد لحفظ الأدوية بجميع انواعها، لافتا الي ان المخزون الاستراتيجي من الأدوية بالمخزن يكفي مستشفيات ووحدات المحافظة الصحية لمدة تتراوح ما بين 3 و 6 شهور. 
 
وأضاف الدكتور طارق محمد كامل وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، ان مخزن الأدوية الاستراتيجي ضروري وحيوي لتوفير احتياجات المحافظة من الأدوية، لافتا الي انه بجانب غرفتي التبريد والتجميد الخاصة بحفظ الأدوية يضم مبني إداري علي مساحة 200 متر مربع به 20 غرفة لادارة الصيدلة. 

 أرض الفيروز تنتعش بـ 6 مصانع في غرب ووسط سيناء 
 
أكد أشرف عليوة، مدير مكتب الاستثمار بديوان محافظة شمال سيناء، إن الدولة بجميع مؤسساتها تهتم بدعم وتشجيع الاستثمار في محافظة شمال سيناء، مشيراً إلى أن هناك اهتماما من جميع أجهزة الدولة والمحافظة بتيسير الإجراءات أمام مختلف المستثمرين والعمل على تيسير الإجراءات لتشجيعهم على إقامة المشروعات، لافتاً إلى أن هناك ستة مشروعات مُقدمة لإقامتها في المنطقة الصناعية ببئر العبد والمنطقة الصناعية الحرفية بالمساعيد بالعريش وفى منطقة نخل بوسط سيناء وهى: 
 
المشروع الأول ، منطقة الصناعات البلاستيكيبة لإقامة وتشغيل مصنع لإنتاج المنتجات البلاستيكية بكافة أنواعها والأنشطة المكملة لها بتكاليف استثمارية قدرها 120 مليون جنيها، ومتقدم لإقامتها بالمنطقة الصناعية ببئر العبد على مساحة نحو 19 ألف و 500 مترا مربعا.
 
ويشمل المشروع الثاني ، مصنع آلي لإنتاج الطوب الأسمنتي والبلدورات لإقامة مصنع طوب آلى متكاملا بتكلفة استثمارية 4.2 ملايين جنيها ، ومتقدم لاقامته بالمنطقة الصناعية ببئر العبد على مساحة 3000 مترا مربعا.
 
أما المشروع الثالث فيتعلق بإنشاء مصنع تحليل وتكرير وتنقية الرمل الزجاجي بتكلفة استثمارية قدرها 8 ملايين جنيها، ومتقدم لإقامته بالمنطقة الصناعية ببئر العبد على مساحة 5000 مترا مربعا.
 
ويأتي المشروع الرابع متوافقا مع منتجات البيئة السيناوية لإنشاء مصنع لإنتاج زيت الزيتون بتكلفة استثمارية 7.6 ملايين جنيها، ومتقدم لإقامته بقرية الخفجة بنخل على مساحة 3000 مترا مربعا.
 
ويتوافق المشروع الخامس مع طبيعة منطقة وسط سيناء الغنية بالمواد الخام لإنشاء مصنع لتقطيع الرخام والجرانيت بتكلفة استثمارية قدرها 750 ألف جنيها، ومتقدم لإقامته على مساحة 875 مترا مربعا بالمنطقة الحرفية بالمساعيد بالعريش.
 
أما المشروع الثالث فهو عبارة عن مصنع لإنتاج طوب أسمنتى وبلاط بتكلفة استثمارية قدرها 500 ألف جنيها، ومتقدم لإقامته بالمنطقة الحرفية بالمساعيد بالعريش على مساحة 1500 مترا مربعا.
 
وأشار مدير إدارة الاستثمار بمحافظة شمال سيناء إلى أنه تم توقيع عقد تخصيص قطعة أرض بالمنطقة الصناعية ببئر العبد بنظام حق الانتفاع لصالح الشركة الوطنية للصناعات البلاستيكية وذلك لإقامة مصنع الصناعات  البلاستيكية.
 
ملاحم القوات المسلحة وجهود الدولة أعادت الحياة والمواطنين لقرى الشيخ زويد 
 
ساهمت جهود القوات المسلحة والشرطة المصرية بالتعاون مع مشايخ وأبناء قبائل سيناء، في إنهاء تواجد معاقل الإرهاب، في عودة المواطنين إلي قرى جنوب مدينة الشيخ زويد بعد مغادرتهم قراهم ومنازلهم متأثرين بمعاناتهم من جراء الحرب على الإرهاب وتضررهم من آثاره. 
 
وقال سلام سواركة من إحدى القرى العائدة بالشيخ زويد أنه عاد مع عائلته واقاربة إلى منازلهم بقرية نجع شيبانة نتيجة الاستقرار الأمني التي شهدته شمال سيناء بعد "حرب ضروس" خاضتها القوات المسلحة، ونجحت تلك الجهود في عودة المواطنين إلي قرى الشيخ زويد الذين تركوها وانتقلوا إلى أماكن أخرى بالعريش وشرق مدينة بئر العبد.
 
وأشار المواطن أحمد زارع إلى أنه لم يشعر بالحياة الا بعد عودته إلى منزله الكائن بقربته بالشيخ زويد ، لافتا إلى أن محافظ شمال سيناء زار منطقتهم برفقة القيادات التنفيذية وتم تقديم كافة الخدمات للمواطنين الخاصة بمتطلبات المعيشة وخاصة نقل المياه وإعادة الكهرباء لجانب فتح الطرق.
 
ولم يخفي سعيد جمعة فرحته وسعادته بعودته إلى مسقط رأسه حيث أكد أن " العودة كانت حلم مستحيل لكنه تحقق بفضل القيادة السياسية والقوات المساحة والشرطة" واليوم أنا في داري وبين اهلي بقربتب، مشيرا إلى أن هناك زيارات مستمرة من قبل الجهات التنفيذية بتوجيهات من محافظ شمال سيناء لتقديم الدعم اللازم لهم والتيسير عليهم في حياتهم اليومية.
 
وأكد المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، أنه تم دعم المزارعين في قرى الشيخ زويد بشتلات الزيتون والمعدات الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، كذلك استمرار صرف التعويضات الخاصة بالمواطنين الخاصة بالمزروعات التي تضررت من الحرب على الإرهاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق