4 أسباب.. وراء إصابة مرضى السكري بالاكتئاب

الجمعة، 23 سبتمبر 2022 10:53 ص
4 أسباب.. وراء إصابة مرضى السكري بالاكتئاب

أثبتت الدراسات أنه في كثير من الأحيان تتبادل الأمراض النفسية والجسدية الأدوار في كونها السبب أو النتيجة لأمراض أخرى، وليست الأمراض وحسب هي من تؤدي هذا الدور، بل والأدوية الموصوفة لعلاجها كذلك.
 
ومن هنا يأتي السؤال: هل يؤدي داء السكري إلى الإصابة بالاكتئاب؟ أم أن الاكتئاب والأدوية المضادة له يؤديان إلى الإصابة بالسكري؟
 
في مرض مزمن واسع الانتشار كالسكري، بلغ عدد المصابين به في عام 2021 حول العالم، 537 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 20 - 79 سنة وفقاً للاتحاد الدولي لداء السكري (International Diabetes Federation)، يوجد ارتباط واضح بين الإصابة به واعتلال الصحة النفسية، بما في ذلك الإصابة بالاكتئاب وتقلبات المزاج والقلق وغيرها من الأعراض النفسية والسلوكية.
 
وبينما توصف لمريض الاكتئاب مضادات الاكتئاب كإحدى وسائل العلاج، قد يختلف الأمر بعض الشيء بالنسبة إلى مريض الاكتئاب المصاب بالسكري أيضاً، لأن بعض هذه الأدوية يتعارض مع حالة المريض وقد يؤثر سلباً في صحته.
 
كيف يؤثر السكري نفسياً؟
 
وفقاً لـ «هارفارد بزنس بريفيو» أكدت الرابطة الكندية لداء السكري، أن التعايش مع داء السكري قد يكون أمراً مرهقاً جسدياً ونفسياً لما يتطلبه المرض من نمط حياة معين والالتزام بالعلاج والتعامل الجيد مع تقلبات مستويات السكر في الدم.
 
ونتيجةً لذلك، قد تصاحب الإصابة بداء السكري من النوعين الأول والثاني مستويات مرتفعة من القلق والضغط العصبي وسوء الحالة المزاجية، بالإضافة إلى الاكتئاب.
 
وبشكل عام، ترتبط الإصابة بداء السكري بالمعاناة من الاضطرابات وأمراض الصحة النفسية. وعلى سبيل المثال، عندما يتم تشخيص المريض بداء السكري لأول مرة، من المحتمل أن يشعر بمجموعة من المشاعر مثل الصدمة والغضب والحزن والخوف. وهي بالتفصيل:
 
1 - الصدمة أو الرفض
 
عند تشخيص المرض لأول مرة، قد يشعر المريض بالإرهاق والارتباك، وحتى انه قد ينكر حقيقة الإصابة بالمرض، ويرفض اتخاذ أي خطوات للتعامل معه.
 
2 - القلق
 
قد ينشأ القلق نتيجة عدم معرفة الكثير عن داء السكري، وعدم اليقين حول مستقبل ومضاعفات المرض. ويمكن أن تختلف أعراض القلق من شخص لآخر؛ لكنها تتمثل بشكل عام في الأرق والشعور بالتوتر ومواجهة صعوبة في التركيز وتشتت الانتباه، بالإضافة إلى نفاد الصبر.
 
3 - الغضب
 
قد ينتج الغضب من التغيرات السلوكية التي تحدث للتكيف مع هذا المرض المزمن، وعدم القدرة على التعامل معه. كما يمكن أن يكون الغضب نتيجة لانخفاض مستويات السكر في الدم الذي يؤثر بدوره في الحالة المزاجية.
 
4 - الحزن
 
يلازم داء السكري العديد من التغيرات في حياة الفرد، وقد يكون الحزن نتيجة الشعور بأن حياته قد تغيرت إلى الأبد، مع فقدان نمط الحياة الذي كان معتاداً عليه من قبل. وقد يصاحب هذا المرض أيضاً الشعور بالضعف، خاصة في حالة تدهور الحالة الصحية وحدوث بعض من مضاعفاته.
 
ما العلاقة بين السكري والاكتئاب؟
 
بالإضافة إلى المشاعر السابقة، فهناك علاقة وثيقة بين داء السكري والاكتئاب. ووفقاً لاختصاصية الغدد الصماء ريجينا كاسترو؛ يكون مرضى السكري من النوعين الأول والثاني أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. وعلى الجانب الآخر؛ قد يكون مريض الاكتئاب أيضاً معرضاً بشكل كبير للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
 
وعلى الرغم من أن العلاقة بين داء السكري والاكتئاب ليست مفهومة تماماً؛ إلا أن هذه العلاقة قد تنشأ من:
 
- إدارة داء السكري مرهقة وقد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
 
- يمكن أن يتسبب داء السكري في حدوث مضاعفات ومشكلات صحية قد تؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.
 
- يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى قرارات حياتية ضارة؛ مثل الأكل غير الصحي والتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية والتدخين وزيادة الوزن، وهي عوامل خطر للإصابة بداء السكري.
 
- يمكن أن يسبب الاكتئاب صعوبة في أداء المهام والتواصل والتفكير بوضوح؛ ما يصعّب إدارة داء السكري بنجاح.
 
أسباب تفاقم الاكتئاب
 
لا تقف العلاقة بين مرض الاكتئاب والسكري على أي منهما يمكن أن يكون سبباً للآخر، فهنالك أيضاً بعض الأسباب التي تساعد على تفاقم أعراض الاكتئاب لدى مريض السكري وفقاً للرابطة البريطانية لمرضى السكري؛ ومنها:
 
- الشعور بالذنب لعدم التعامل الجيد أو التحكم في داء السكري بشكل صحيح.
 
- عدم الرغبة في الحقن أو إجراء اختبار مستوى الغلوكوز في الدم في الأماكن العامة.
 
- سوء الحالة المزاجية الناتج عن انخفاض نسبة السكر في الدم في الليل؛ ما يؤثر سلباً في جودة الحياة والقدرة على ممارسة الأنشطة في اليوم التالي.
 
- القلق بشأن تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم في معظم الأوقات.
 
- تقلب المزاج لدى مريض السكري.
 
خطوات العلاج
 
من المهم الإشارة إلى أن الاعتناء بداء السكري يساعد بدرجة كبيرة على تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وإذا كان الفرد مصاباً بالاكتئاب بالفعل، فإن الإدارة الجيدة لداء السكري تساعد على تقليل الآثار السلبية التي يمكن أن تحدث.
 
ويتضمن علاج الاكتئاب والسكري نهجاً منسقاً يهدف إلى السيطرة على داء السكري وأعراض الاكتئاب. وتشمل الطرق التي تساعد على تخفيف حدة هذه الأعراض ما يلي:
 
1 - الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
 
2 - الانخراط في نشاط بدني معتدل.
 
3 - اتباع نظام أكل صحي.
 
4 - الحفاظ على وزن صحي.
 
5 - الحصول على المساعدة والدعم والتشجيع من العائلة والأصدقاء.
 
6 - قياس ضغط الدم بانتظام وفحص مستويات الكوليسترول والغلوكوز في الدم.
 
ينبه الباحثون إلى أنه يجب توخي الحذر عند استخدام مضادات الاكتئاب على المدى الطويل، لما قد ينجر عنها من نتائج سلبية تؤثر في صحة المريض؛ حيث تشير نتائج دراسة من المركز الوطني لطب الأعصاب والطب النفسي بطوكيو عن وجود ارتباط بين مدة وجرعة استخدام مضادات الاكتئاب وخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وهذا يعني زيادة احتمالية الإصابة بداء السكري عند استخدام مضادات الاكتئاب على المدى الطويل.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق