رسول سلام.. الرئيس السيسي يوقظ ضمير العالم الغافل عن غضب الطبيعة ونحيب السلام

الأحد، 13 نوفمبر 2022 12:00 ص
رسول سلام.. الرئيس السيسي يوقظ ضمير العالم الغافل عن غضب الطبيعة ونحيب السلام
مصطفى الجمل وطلال رسلان ومحمود علي

"أوقفوا الحرب.. حافظوا على الأرض".. نداء ورسالة سلام، أطلقها قادة وزعماء 197 دولة ومئات المؤسسات الدولية والإقليمية من مدينة السلام "شرم الشيخ".

على مدار يومان "الأثنين والثلاثاء" اجتمع زعماء العالم في شرم الشيخ، مشاركين بالشق الرئاسي من أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27، وكان موضوعهم الرئيسى التركيز على محاولة انقاذ الأرض من ظاهرة التغيرات المناخية، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى، اختار للقمة مسار أخر لا يقل أهمية عن التغيرات المناخية، فقد وجه الرئيس السيسى من على منصة cop27 نداء إلى جميع قادة العالم بضرورة التحرك سويا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وإنهاء هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم، وقال "إنني أوجه نداء معكم وبكم من أجل أن تتوقف هذه الحرب، نحن كدول اقتصادها ليس قويا عانت كثيرا من تبعات أزمة (كورونا) لمدة سنتين وتحملنا تبعاتها.. والآن نعاني من هذه الحرب.. اسمحوا لي أنا أتحدث أمام الحضور الكريم من قادة دول العالم والملوك ورؤساء الحكومات المشاركين في قمة المناخ، عن أزمة كبيرة تواجهنا ولها تأثير كبير على دول العالم أجمع وهي الأزمة الروسية ـ الأوكرانية".

وأضاف الرئيس السيسى: "أنا لا أتكلم فقط عن معاناة بلادنا، ولكن أتحدث عن معاناة العالم كله من هذه الأزمة، وأكرر وأنادي باسمكم واسمي، فلتتوقف هذه الحرب، هذا نداء من مؤتمرنا لوقف الحرب والدمار والخراب والقتل.. نحن على استعداد من أجل العمل لوقف هذه الحرب.. وليس للبحث عن دور، ولكن أتصور أن كثيرا من القادة المشاركين في المؤتمر يشاركونني هذا الرأي.. نحن مستعدون للتحرك سويا؛ إذا كان ذلك ممكنا، لإيقاف هذه الحرب".

نداء السلام الذى وجهه الرئيس السيسى، من مدينة السلام، فتح النقاش داخل الشق الرئاسي لمؤتمر المناخ أمام كافة القضايا الإنسانية والدولية، ليجتمع القادة تحت راية واحدة ونداء واحد "أوقفوا الحرب.. حافظوا على الأرض".

قبل آلاف السنين من قمة المناخ التي تنعقد الآن في مدينة شرم الشيخ، ويحضرها رؤساء وزعماء وممثلين لكافة دول العالم، بُعث عزيز مصر يوسف الصديق، برسالة سلام للعالم كله، لخصها المولى عز في علاه في لوحه المحفوظ بقوله على لسان الكريم ابن الكريم: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

وأتى بعد عزيز مصر بعشرات القرون، حاكم من أهلها يسير على درب ابن يعقوب، بعثه الله للعالم داعياً للسلام، لم يضبط يوماً إلا محرضٌ على وقف الحروب، والتفرغ للمهمة الرئيسية التي من أجلها أوجد الله البسيطة ونحن عليها، وهي إعمار الكون، والإنصات لصوت الطبيعة الغاضب، ونحيب السلام، قبل أن تفوتنا الفرصة ويندم الكل على ما فاته من فرص لإرساء دعائم أن نعيش ما تبقى لنا على هذه البسيطة بأريحية بعيداً عن صوت المدافع المفزع وعقاب الأرض القاسي.

من أرض السلام أرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي برسالة سلام لكل من قدم إليها قاصداً المشاركة ولو بجزء بسيط في عملية الحل، أو حتى بقي في بلاده ويسمع الآن عن كنانة الله على الأرض، كل ذلك حتى يعرف العالم كله أن هنا في قلب الكرة الأرضية بلد آمنة على أهلها وضيوفها وجيرانها وكل من قصدها قاصداً خير، بلد تتسع لكافة الأديان على حد سواء، لا تفرق بين مواطنيها باختلاف معتقداتهم السياسية والدينية، وتوجهاتهم الفكرية، إلا بالقانون الذي هو كالسيف يفرق بلا هوادة ولا عاطفة بين الحق والباطل.

هنا على أرض الكنانة "الدين لله والوطن للجميع".. الذين بين لحظة وثناياها تجدهم يهبون للدفاع عنها في وجه أي مستعمر جاهل بمكانتها ويوسوس له شيطانه بأنه لقمة سهلة المضغ، سيقدر على وضع يده عليها والتفرقة بين شعبها بسهولة.

كل هذه الرسائل تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بالجملة والتفصيل في كلمته بقمة المناخ، حين وجه الدعوة لقادة وزعماء العالم، خلال اجتماعهم إلى التدخل لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، وإنقاذ الأرض من الخطر الداهم الذى يهدد ملايين البشر فى كافة أرجائها نتيجة التغيرات المناخية وتأثيرها المباشر على حياة الشعوب ووجه الحياة بشكل عام، لتتماس دعوتها مع أخطر التحديات التى تواجه العالم حالياً.

ووضع الرئيس السيسى، قادة العالم وكافة المنظمات والوكالات الدولية أمام التزاماتهم من أجل وقف حدة التدهور الذى يتعرض له كوكب الأرض بسبب تداعيات التغيرات المناخية، ودعا إلى ضرورة وأهمية الانتقال من مرحلة التعهدات الدولية إلى مرحلة التنفيذ الفورى لمواجهة الآثار السلبية الحادة للتغيرات المناخية على الأرض وما تسببه من خسائر اقتصادية فادحة، خاصة فى الدول النامية والأقل نمواً رغم أنها الأقل تسبباً فى الانبعاثات البيئية الضارة، مطالباً الدول الغنية بضرورة توفير التمويل اللازم لإصلاح ما تم إفساده من نواتج أنشطتها الصناعية.

ونوه الرئيس السيسى إلى أنه حان الوقت لإنهاء معاناة الأرض، فالملايين يعانون من كوارث مناخية تخلِّف آلاف الضحايا والمصابين والنازحين وخسائر بالمليارات، فيما تنتظر الشعوب التنفيذ السريع والفعال لخفض الانبعاثات، مؤكداً على ضرورة أن يثبت المجتمع الدولى قدرته على تنفيذ اتفاق باريس لمواجهة تغير المناخ. وأطلق الرئيس السيسى دعوة صريحة للجميع خلال القمة من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف وعلاج الأزمة الروسية - الأوكرانية، التى كانت لها تداعيات سلبية على العالم بأسره، وكان الأكثر تضرراً منها الدولة النامية والفقير.

الرئيس السيسي بهذه الدعوة وضع قادة العالم المجتمعين في قمة المناخ أمام مسؤوليتهم السياسية والإنسانية، لما لها من تداعيات على جميع المستويات الاقتصادية والغذائية والأمنية، خصوصا مع تدهور عدد من المحاور الحياتية بالنسبة للدول الأوربية مثل نقص الطاقة مع والتي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه القارة العجوز مع بداية دخول فصل الشتاء، وسط توقعات بأنه شتاء قارس البرودة كأحد أهم انعكاسات التغير المناخي.

إضافة إلى حالة نقص السلع الغذائية وندرة المعروض في دول الاتحاد الأوروبي وكذلك حالة التضخم الاقتصادي التي ألقت بظلالها على جميع دول العالم وكان الخاسر الأكبر هي الدول ذات الاقتصاديات الناشئة و الاقتصاديات الضعيفة وهو ما تحدث عنه الرئيس السيسي حين قال "دول اقتصادها مش قوي، عانت من تباعات أزمة كورونا سنتين وتحملناها والآن نعاني أيضا من هذه الحرب، مش بتكلم عشان بنعاني منها هنا، ولكن عشان اتصور ان العالم كله يعاني منها، بنادي باسمكم واسمي، اننا تتوقف هذه الحرب، هذا نداء من هذا المؤتمر".

 توقيت إطلاق الدعوة لوقف الحرب كانت مثالية حيث يجتمع أكثر من 62 الف ضيف يمثلوا أكثر من 197 دولة في قمة المناخ منهم قادة ورؤساء وملوك العالم، ليضعهم الرئيس أمام مسؤوليتهم أمام المجتمع الدولي، وهي المناسبة التي لن يجود بها الظرف الزماني مرة أخرى، خاصة أن تداعيات الحرب لها انعكاس مباشر على مستقبل التحول في الطاقة وهي ضمن أسس قمة المناخ، كما أن دعوة الرئيس قابلها تأييد محلي وعالمي.

الوقت المناسب لنداء السلام

يمكننا القول بكل ضمير مستريح، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختار الوقت المناسب، لإطلاق مبادرته الساعية إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية، فلم يكن هناك وقت ومكان أفضل من ذلك، ليكونا شاهدان على خطوة اتخذها الرئيس السيسي في سبيل وقف حرب مستمرة منذ ما يقارب الـ 9 أشهر، ملتقطاً الفرصة حيث المتابعة الإعلامية والدولية التي تجذبها القمة، ليدعو المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهد لإنهاء حرب يعاني على إثرها عدد كبير من دول العالم.

وعندما نقول أن إرساء السلام هو نهج الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة، فهنا لا مغالاة ولا محاباة ولا تجميل، فما هو ثابت في كل المواقف التي مرت على العالم وتفاعلت معها مصر من 2014 حتى الآن يثبت ذلك ويفيض.

لم تمر أزمة سياسية دولية على مصر، إلا وكان موقفها كذلك بل كان هناك في بعض الأمور تدخل بشكل مباشر وغير مباشر لفرض هذا الأمر، ففي الأزمتان السورية واليمنية، كان الموقف المصري واضح جلي، لا بد من حل سلمي للأزمة، والإسراع في عملية إعادة سوريا واليمن لأهلهما وشعبهما، ومعها الحرية الكاملة لاختيار الحكومتين، دون تدخل لأي من القوى الخارجية، وفرض وصاية أجنبية على إرادة الشعبين، وفي ليبيا لم يتغير الأمر كثيراً، وعندما لاحت في الأفق تطورات معينة، قالها الرئيس السيسي بكل صراحة، أمن ليبيا من أمن مصر القومي، وعندما قصفت غزة من قوات الاحتلال بدلاً من المرة مرات، تدخلت مصر وطالبت بوقف إطلاق النار من الجانبين، ونجحت سريعاً في فرض السلام بين الطرفين، وقدمت معونات غذائية وطبية للمتضررين من الأشقاء الفلسطينيين.

حاربت مصر خلال السنوات الماضية نيابة عن العالم كله الجماعات الإرهابية، واجتثت جذورها من أرض مصر، وحذرت الدول الحاضنة له من أنها سيطولها لهيب الإرهاب الذي أذاقته لدول العالم، وقد كان، ولم تسمع هذه الدول النصيحة إلا بعد أن كادت نيران الجماعات المتطرفة أن تأكل مقدرتها اليابسة والخضراء.

لم تفعل مصر كل ذلك إلا بنية واحدة، وهي إرساء السلام بالعالم كله، حتى نتفرغ لما هو أخطر علينا من نيران البنادق والمدافع، ونعمل سوياً على مواجهة الآثار المترتبة على الانبعاثات الكربونية، التي كادت أن تقضي على دول بأكملها خلال السنوات الماضية.

كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي موقظة لضمائر الرؤساء الحاضرين للقمة، الذين تفاعلوا معها بحماس غير مسبوق، وتأييد مطلق لضرورة وقف الحرب التي أدخلت العالم كله في نفق يكاد يعجزه عن الاستمرار والإيفاء بمتطلبات الشعوب، التي بين رحا نقص الموارد وسندان الآثار المترتبة على التغيرات المناخية.

الشيخ محمد بن زايد: نحن مع الرئيس السيسى

استهل الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، كلمته أمام قمة المناخ، بتأييده لحديث الرئيس السيسي، بشأن الدعوة إلى وقف الحرب الروسية الأوكرانية، لما تسببت به من تداعيات اقتصادية ومناخية في مختلف دول العالم، وقال: نحن معك فيما صرحت به نحن نحتاج إلى سلام وإلى حوار وإلى وقف الحرب، موجها الشكر إلى الحكومة المصرية على استضافة وتنظيم مؤتمر الأطراف لمواجهة التغيرات المناخية في نسخته الحالية.

وأعلن الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، دعمه لـ الرئيس السيسي، وتأييده باسم العراق مقترح السيسي لوقف الحرب في أوكرانيا، مقدما الشكر له على هذا المقترح، وقال الرئيس العراقي إن مؤتمر المناخ يشكل علامة مهمة في مجال المناخ تجاه ما يواجه الكوكب في تغيرات في المناخ، وما ينتج عنه من تأثيرات أخرى في كثير من المجالات.

وأيد رئيس وزراء لكسمبورج زافييه بيتل، دعوة الرئيس السيسي، لضرورة وقف الحرب الروسية الأوكرانية، وقال إنه يتفق بشدة مع تصريح الرئيس السيسي بأنه لابد من وجود إرادة من أجل السلام، وأضاف أن وجود حرب أمر مؤسف للغاية، مشددا على أهمية التضامن المشترك من أجل مواجهة الأزمة، مشيراً إلى أن هناك عددا كبيرا من الدول لا تدين ما سماها "التصرفات الروسية" في أوكرانيا، معتبرا أن البعض لا يتحلى بالشجاعة - وفق تعبيره - في اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الأزمة هناك، ولفت إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية تمثل خطرا كبيرا على البشرية.

رئيس لاتفيا: الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على الأمن الغذائي والطاقة

كلمة الرئيس السيسي تطابقت مع كلمة رئيس لاتفيا إيجيلز ليفيتس، الذي قال إن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على الأمن الغذائي والطاقة وحولت الانتباه عن التغير المناخي، لافتاً إلى أن المجتمعات الأكثر هشاشة، والأقل مسؤولية عن تغير المناخ هي التي تدفع ثمن الأضرار الناجمة عن المجتمعات الصناعية.

وأشار إلى أن المؤتمر يجب أن يهدف إلى نبذ الاختلافات، من أجل تحقيق التكيف وتقليل الخسائر والأضرار، داعيا إلى أن تتضمن مخرجات شرم الشيخ، استجابة عالمية طموحة لتغير المناخ.

رئيس أوكرانيا: نؤيد دعوة الرئيس السيسى ولدينا طموحات لشعوبنا

وأكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى تأييده لكلمة الرئيس السيسى، بأن يكون لدينا طموحات لشعوبنا. وقال خلال كلمته بقمة المناخ: إن الحرب على أوكرانيا تسببت فى تدمير 5 ملايين فدان من الغابات، لافتاً إلى أن الحرب على أوكرانيا دفعت إلى العودة لاستخدام طاقة الفحم، موضحا أنه يجب إيقاف أصوات المدافع لإنقاذ المناخ.

مواجهة التغيرات المناخية وما تسببه من خسائر كبيرة للبشرية

وخلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد الرئيس السيسي، أن العالم في حاجة إلى مواجهة التغيرات المناخية وآثارها وما تسببه من خسائر كبيرة للبشرية، وقال "إن تغير المناخ هي إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحا، وهي مواجهة تغير المناخ من خلال أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) الذي ينعقد في دورته الحالية بمدينة شرم الشيخ (مدينة السلام) وأولى المدن المصرية التي تعرف طريقها نحو التحول الأخضر التي تتعلق بها أنظار وعقول العالم لمتابعة وقائع مؤتمرنا وما سيسفر عنه من نتائج تساهم في تحول مصائر ملايين البشر نحو الافضل، وفي خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب وظروف مواتية للحياة والعمل والنمو دون أضرار بموارد عالمنا التي يتعين العمل على تنميتها واستثمارها وجعلها أكثر استدامة"، مشدداً على أن اهتمام مصر بالعمل مع كافة الدولة من أجل تعزيز قيم التعاون والعمل المشترك في شتى المجالات، مشيرا إلى أن أنظار وعقول العالم تتابع وقائع مؤتمر المناخ، وما سيسفر عنه من نتائج.

وطرح الرئيس السيسي مجموعة من التساؤلات: هل نحن أقرب إلى تحقيق أهدافنا حاليا من عام مضى؟، وهل تحملنا مسؤولياتنا كقادة للعالم في أشد القضايا تأثيرا؟، وهل تحقق ما نطمح إليه؟، وهل ما نطمح إلى تحقيقه من أهداف يقع في نطاق الممكن؟.. وأجاب "بلا شك أنه ليس مستحيلا، ولكن إذا توافرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة لتعزيز العمل المناخي المشترك وترجمة ما يصدر عن اجتماعاتنا من نتائج إلى واقع ملموس"، مشدداً على أن ما يحتاجه عالمنا اليوم لتجاوز أزمة المناخ الراهنة وللوصول إلى ما توافقنا عليه كأهداف في "اتفاق باريس" يتجاوز مجرد الشعارات والكلمات، مضيفا "الأمل الذي أحدثكم عنه اليوم، ليس أمل التمني، بل هو أمل العمل والقدرة على الفعل".

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى تبني خارطة طريق لإيصال مساعدات التكيف مع تغيرات المناخ التي تعهدت الدول الغنية بتقديمها للدول النامية خلال مؤتمر المناخ بجلاسكو (كوب 26) البالغ قيمتها 40 مليار دولار بحلول عام 2025، محذرا من أن احتياجات التكيف مع التغيرات المناخية سترتفع إلى أكثر من 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، ومشيرا إلى مطالبته باتفاق تضامن تاريخي بين الدول المتقدمة والاقتصاديات الناشئة لتخفيض الانبعاثات خلال العقد الحالي، بما يتماشى مع هدف 1,5 درجة مئوية.

ودعا رئيس دولة السنغال والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ماكي سال، في كلمته إلى ضرورة تعزيز جميع الالتزامات الخاصة بمواجهة تداعيات تغير المناخ، قائلا "إن المبلغ المخصص سابقا، وهو 100 مليار دولار لم يعد كافيا، ولابد أن يرتفع إلى 200 مليار دولار، بما يمكنا من تحقيق الأهداف المرجوة، وأن كل من تسبب في التلوث ينبغي أن يدفع تكلفة مواجهة كوكب الأرض للأخطار الطارئة الناجمة عن ذلك".

وقال نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق آل جور، "إن العالم يواجه مشكلة المصداقية في التعامل مع قضية المناخ، ولدينا القدرة على التصدي لهذه المشكلة"، مشيراً إلى أن الملوثات المتواجدة حاليا هي من صنع الإنسان، منبها إلى مسألة التلوث الخاص بحرق الأحفوريات، كما أشار إلى موجات الحرارة في الصين والعواصف والفيضانات والأمطار التي تضرب بعض الدول، بالإضافة إلى مسألة الجوع في إفريقيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق